رفقاً بالقـــــوَاريــــر. بقلم : محمود أحمد الجــدّوع

المرأة في الشرق نصف مجتمع ضائع على الورق , كل يوم نقرأ ونسمع عنها أجمل العبارات التي تمجد دورها ومكانتها في المجتمع .
تارة ملائكة الرحمة وأخرى ينابيع المحبة والعطاء، ويغدقون عليها سيول من الثناء والمديح لاتعد ولا تحصى .. من هزة السرير بيمناها إلى الجنة تحت أقدمها ، و تارة يقال عنهن قاصرت ضلع وناقصات عقل ودين…..الخ ..
كل هذا الكلام المنمق والمزركش لاتتجاوز حدوده المنابر والدفاتر والألسنة ..
هي نعم نصف المجتمع ولكنه النصف الفارغ من الكأس تلك الكأس التي يشرب منها ويتلذذ بها الندامى في ساعات الصفاء والأنس ، والأقسى والأمر من ذلك أنها هي من تسكب سلسبيلها في أفواه الرجال ..
بعضهم تترك في نفسه اللذة والسعادة ويتمسك بها ولا يستطيع العيش بدونها فيبذل لها الغالي والنفيس ليسعدها كي يستمران بالحياة مناصفة ولا يستغني أحدهما عن الأخر وهم قلة قليلة يضرب فيهم الأمثال على مر العصور.
وصنف أخر “بين بين ” وهنا تلعب المرأة الدورالأكبر في تحديد سلوك الشريك” الرجل ” وانطباعاته تجاه المرأة ، فيجدها أحيانا أنها هي الحياة والملاذ ولايستطيع العيش بدونها ، ومرة يجدها الجحيم بعينة فتخيم التعاسة والسوداوية على أيامه ولياليه فلا يستطيع الاستمرار معها وينظر إلى جميع النساء سواسية .
وهناك من يراها أنها قدره الذي كتب عليه، يجب أن يتعايش معها بحلوها ومرها ، وهؤلاء هم السواد الأعظم من الرجال، على مبدأ “رفقاَ بالقوارير” .
والبعض الأخر عبارة عن متذوق . يرشف كل يوم من كأس وينتقل من زهرة لأخرى فتختلط النهكات في نفسه لدرجة أن بعضهم تموت عنده حليمات الذوق فينتهي به المطاف وتتسطح مشاعره فينظر للمرأة على أنها مجرد متعة لايتعدى وجودها في حياته لحظات نشوة وانبساط .
وهم أيضاً قلة قليلة وليسو بالسواد الأعظم ” سود الله وجوههم ووجوه من تعاشرهم من النساء ”
وبالنتيجة يبدو أننا لا نتعض من التاريخ ولا نكترث بسير العظماء ، فشتان مابين من ” هزّت إليها بجذع النخلة ” لتطعم من حمل رسالة الخير والسلام للبشر وتكون منارة للبشرية.
وكذلك من تعبن وسهرن الليالي لينشئن الرجال والقادة والمفكرين العظام اللذين قدموا العلم والحضارة للبشرية , وبينهن من أصبحن يهزّنّ عقلوهن وعقول أجيال من الشباب ,وما أكثرهن على الفضائيات وفي النوادي والملاهي والشوارع ،هؤلاء ينشرن الخراب والفساد في عقول الشباب وقلوبهم .
لذلك يجب أن تخرج المرأة من دوامة الجدل الدائر الذي تحدثنا عنه وتأخذ دورها كنصف حقيقي للمجتمع وضلع كامل لاغبارعليه ينشر الحب والمودة والعطاء والسلام و جسر محبة تنتقل من خلاله الأجيال .
وخير من أعطى المرأة حقها ومكانتها الرسول الكريم فقد شبه النساء بالزجاج لأنهن مثله قلبا وقالب بصفائه ونقائه .
فهي كالزجاج في تشكيله تحب أن تعامل باحترام وأن تُراعى مشاعرها ، فإن احببت ان تحبك النساء فعاملهن باحترام، فـ ” رفقاً بالقوَارير”
بقلم : محمود أحمد الجــدّوع