إعلان
إعلان

من يكره الضحك!؟. بقلم : وفاء قســــــوم

إعلان

من يكره الضحك!؟.

الأكيد، لاأحد ،إلا لأسباب لسنا في صددها هنا.!.

خفة الظل هبة من الله تعالى لمن حباه بها، وهم قلة.

نمتلكها ونتمسك بزمامها فلا نتسقط في التهريج، الظرفاء يتسمون بالبساطة، يتقنون صياغة الهموم برشاقة ضحكة، سرعة البديهة ميزتهم، وفن الالقاء صنعتهم، يعرفون قوة وحجم حضورهم الممتع،وتأثيره في النفس والعقل، لهذا تراهم أصحاب ثقة عالية بالنفس.

الحضور المحبب لرشيقي الظل، لايقتصر على العامة ،بل ينسحب على أصحاب المراكز المتقدمة وسكان القصور، فمجالس الظرفاء تحدثنا عنها كتب التاريخ بكثير من التفصيل، وبعض سير الظرفاء سبقت سير ملوك عصرها.

هي خفة الظل إذآ التي أبدعت النكتة، لتكسر النمطية وتزيل التوتر، تطورت لترسم ضحكة متواطئة مع الضاحكين مشيرة لخلل ما.

في عصرنا الحديث، بات للنكتة لغة خاصة تحمل ثقافة المجتمع ومفرداته، فن بطرفين ،الناس والمسؤول، يجتمعان في مرآة مصقولة بعناية، تعكس طبيعة العلاقة بينهما،العنصر الأقوى فيها هو إجادة فن إلقائها على المستمع فلاتفقد تأثيرها، كما هو الحال مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يتقبل روايةالنكتة فقط من عبد الحميد كاظم، المتسم بصفات أهل البلد، الشهامة، الخشونة، خفة الظل، يلقي عليه النكتة المتداولة في الشارع المصري، يضحك أحيانآ ،وأحيانآ أخرى يمد يده للهاتف،يعطي توجيهاته حيال قضية تشكل حولها رأي عام.

وفي بلدنا سورية،يروي البعض ميل الرئيس الراحل حافظ الأسد لمجالسة خفيفي الظل من كبار السن،البسطاء الذين لايجيدون تنميق الكلام وتأطيره،أو تزويره، كان يجلس معهم تحت شجرة، يروون له قصص الحياة بطريقتهم، يضحك معهم،ويلتقط الشكوى فيوجه بحلها.

مع انتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي صارت الفكاهة متاحة، بل في سورية أخذت شكل أحد أدوات مقاومة الحرب علينا، وكذلك، أداة مساعدة لهضم بعض قرارات وأقوال وزرائنا، التي تصلنا لهواتفنا بهيئة نكتة أو جمل فكاهية ، نضحك عليها من فرط ألم حالنا، وكثيرآ ماعرفنا أن بعضها أتى بأكله عند أصحاب القرار للصالح العام.

 

للظرافة شروطها التي لاتتنازل عنها في معادلة النكتة،لتستقيم، فتحسن تصويب الهدف!.

هذه الأيام، لم يحالف الحظ بعض الوجوه في رسم ضحكة على وجوهنا، ولو من قبيل المضحك المبكي، رغم المحاولات المكثفة من ظرفاء الفيسبوك الغيورين على الوطن، بتخفيف حدة سماجة أبطال المشهد، فوزارة الأوقاف وبعض موظفيها من “قادة الميدان الإيماني”، هم أشهر أبطال النكتة السورية السمجة لهذا العام دون منازع!.

فمثلآ، اسم ريتا عند البعض لايستقيم مع ذاكرة مآذن الإسلام، ليرد عليه آخر أن اسم عائشة أو فاطمة لايطرب أجراس الكنائس!.

هذا نموذج لثقيل دم، أراد الاستظراف و الترويح عن قلب مستمعيه، فأعمى قلوبهم وقلوبنا!!!.

فأي عاقل يستسهل الخوض بالمقدس وعلى الملأ، في دولة كسورية!.

وعندتوسيع مروحة المشهد،أستغرب، ففي الوقت الذي تقاتل فيه الدولة بكل مجتمعها (شعبآ وحكومة) جيش  القادمين من كهوف الماضي، تتقدم الدولة نفسها بطرح مشروع قانون ،يجعل من نموذج هؤلاء السمجين قادة توجيه وتوعيه و”تطوير”!.

 

بعيدآ عن النكتة، عندي تصور جميل عن الله، بأنه يضمن لي عدالة عليا في حكمه، لكن أخاف ممن يمارس السلطة علينا باسمه، لأنه إنسان وقد يتوهم أنه يمتلك المطلق المقدس في خطبه ومشاريعه، وإن خالفناه،أو اعترضنا عليه فنحن خوارج!.

 

مؤلم صمت وزارة الأوقاف، ومؤلمة ردود المدافعين عن مشروعها، إذ أتت ممهورة بأسلوب الإكراه والقهر،والاستخفاف برأي عام لم تلحظه الوزارة إلا بردود مسربة_ أو لا_ تستسهل نعت عضو في مجلس الشعب بال”طائفي”أو من هواة الخمارات، ضاربة عرض الحائط بشريحة يمثلها!.

 

كنا نأمل من وزارة الأوقاف قبل التفكير بسلطتها في هذا الزمن الأسود، التدبر في القرآن الكريم، وسير الأنبياء، لاستخلاص حلول لعسر معيشتنا، كما سيرة سيدنا يوسف الصديق، أعلم، لستم أنبياء، فلا تكونوا أوصياء!،لقمة العيش أولوية لكم ولنا، و(الزكاة تجوز عليكم كما تجوز علينا)، فمرتب واحدكم/18000/ ليرة،كما نشر بأحد الردود ،وبماأن الحالة الاقتصادية الراهنة، والأسعار الملتهبة، والحياة المعيشية ترهق الأسرة السورية، فإن موظفآ في الدولة بدرجة نائب في البرلمان وراتب /60000/، تجوز عليه الزكاة أيضآ!

فمارأيكم !؟.

 

الحمدلله، لا أمتلك ثقافة التكفير، لكن أصدقكم القول: إن الحياة صعبة جدآ عندما يصير كل شيء حولنا حرام ، الإسم حرام!، معلمة غير محجبة حرام!، الإختلاط الالكتروني حرام!، وغيرها…. !!!.

نعلم جميعآ أن قيم أديان المجتمع السوري تاريخيآ، جديرة بالتدريس والتكريس، جوانبها المضيئة بالحلال أكبر بكثير من ظلمة الحرام،

ورجل الدين المتوازن، هو أهل لنشر هذا الحلال ،بل واجبه، فهلا تكرمتم علينا بأئمة حلال لاحرام !.

 

لنحذر،الأسوأ دائمآ يأتي،بتحويل خلاف حول مشروع أو قرار ، إلى خلاف بين الشعب والدولة!.

 

ونحن، بينما نقف عند هذا الحذر

نمني النفس  بدمث، رشيق، خفيف الظل، يسعفنا بضحكة حتى لو على حالنا، علها تفي بالغرض!.

 

سفيربرس  . بقلم : وفاء قســــــوم

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *