إعلان
إعلان

مختارات من ديوان الشاعرة مريم الصائغ : في حضرة الحبّ نحيا

خاص سفير برس

إعلان


1-
دمشقُ

في البدء كانت دمشق
ومن أزقّتها تنفّس الإنسان
……………………………….
صباحٌ ينادي خُطا الحب
تعانق المدى بأبوابها
تُشعل نجوم السماء
تجعل الشمس ظلّاً لقاسيون
ترنّم للمولى
أنا دمشقُ
…………………………………….
لأجل دمشق
تخلع المساءات رداءها
بالياسمين تلتحف طرقاتها
وهي تتمايل بخلخال حسنها
ليلها الساكن يرفع عن الحسن خماره
…………………………………….
تقتات الطيور من قمح كتفيها
ترسم ملامح الأمس
بعيون الغدِ
أبجدية الحضارة
وأخرى أبدية الوجود
في الحياة
و بعد القيامة
………………………………………..
-2
باب توما

منذُ البَدءِ
عِطرُها خلخالٌ في  قَدمَيها
حجارَةٌ تُسكِرُ الوجوهَ
تكتبُ التاريخَ
ومن أبجديّةِ الياسَمينِ
يَنْضَجُ الليلُ
على إيقاع
تراتيلِ الوَطنِ المذبوحِ

والحُبّ الموءُود

أزقَّةٌ تؤرّخُ للبدءِ

تَنثرُ عَبقاً دمشقياً

تلفَحُ وُجوهَ العابرينَ

وتُمنّيهِمْ بغَدٍ آتٍ لا مَحالَة
حتّى إنِ اتّكأَ
على نزفِها
أنينٌ مكتومٌ
تَبْقَ تَصرخُ بوَجَعِ قاسيونْ
هذا قَدرُ
المُدنِ العَصِيّةْ

……………….

-3
حلب 

صوتُ الليلِ

في أزقّتكِ

لا يهدأ

أوديةُ الموتِ

تعانقُها قلوبٌ صدئةٌ

تمرّغتْ بوَحلِ الخطيئةْ

القمرُ ملطّخٌ بالوجعِ

يا فجرَ الشهباءِ

مدّدْ شراعَ الأملِ

في أفواهِ الملائكةِ

أَطْفِئِ الرعبَ المضيء
في الأجسادِ

حينَ ضيّعَ الدهرُ

مجدَ وطني

وأفرغَ التاريخَ

من وجوهِ

سماسرةِ الدمِ

جعلوا من جحور الأفاعي

مأوىً للطفولةِ

لم يبقَ حلمٌ

في لظى الآلامِ

لم يبقَ لحدٌ

لم يضمّ الأرواحَ

أناديكِ فوقَ أسوارِ القلعةِ

لتقومي من ضِراعِ الكلومِ

وتعيدي إلى الحياةِ جسوراً

دمّرها

حقدُ أبناء  قايين

سفير برس. بقلم  :الشاعرة مريم الصائغ

مختارات من ديوان شعر : في حضرة الحبّ …نحيا

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *