إعلان
إعلان

“الأيزيديون” كم طواهم العنف تاريخياً.. بقلم : فادي نصّار

سفيربرس

إعلان

استرجعت حكومة العراق، في عشرينيات القرن الفائت، واردات النفط بالباون الذهبي بدلاً من العملة الورقية، وذلك بفضل وزير وزير المالية اليهودي حسقيل ساسون، وقد كان، ومايزال، لتعيين ذلك الوزير اليهودي، دلالة تاريخية هامة تشير الى أن الشعب العراقي يغلب عليه منذ الآزل، التعايش السلمي بين مكوناته  المتنوعة قومياً ،دينياً ومذهبياً، بدءاً بالآشوريين والكلدان، مروراً بالسريان والصابئة والشبك والكاكائيين وصولاً الى اليهود و”الأيزيديين” (اليزيديين) الذين يعتبرون أنفسهم أبناء آدم دون حواء(حسب أساطير الخلق لديهم).

تعد الديانة الأيزيدية، مزيج من معتقدات فارسية قديمة وزرادشتية مع تقاليد مسيحية(يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، إلا أنهم يطلقون عليه إسم “ميلاد النور”، كما يمارسون طقوس المعمودية) ويهودية (يقدسون سبعة كواكب ترمزالى  سبعة  ملائكة أكبرها “طاووس ملك” يشعلون لها سبع شموع في شمعدان يشبه شمعدان اليهود، كما يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار) وإسلامية ( ديانة توحيدية، وكون وليهم الأكبر هو المسلم الشافعي المتصوف “عدي بن مسافر”).

لايزال “اليزيديين” يستعملون في أدعيتهم وصلواتهم، اللهجة الكرمانجية (إحدى اللهجات الكردية) فيما كتبهم الدينية القديمة مكتوبة باللغة السريانية، والجدير ذكره هنا أنه كانت لهم لغةٌ قديمةٌ خاصة بهم اندثرت مع مرور الزمن.

ظَهَرَ”الأيزديين” في الألف الثالث قبل الميلاد، شعباً مسالماً، يسعى الى القيم السامية، ينادون بالديمقراطية والتآخي، وهم مُحِبون بعيدون عن الحقد، العنف والإرهاب… يقدسون عناصر الطبيعية الأم كالشمس( يلقبون بــ”أبناء الشمس” لإعتقادهم أن حرارة الشمس تجلب لهم الخيرات وتطوي أيام البرد القارص والليالي المظلمة الطويلة، وتأتي بالربيع الذي يحمل الأزهار وتوالد الأغنام والطيور)، القمر، الماء، النار والهواء، والجبال بالنسبة لهم مثل أم ذات ثديين حلوبين ترضعهم فيتغذون منها، عاشوا على خيراتها دون أي عناء أو خوض حروب من أجل البقاء.. ومن خلال محاكاتهم للطبيعة الأم تعرفوا على الخالق وعبدوه، أي من دون وساطة الرسل والأنبياء.

ورغم كل ذلك، لم ينعموا بالعيش في سلام على أراضي أجدادهم، فقد تعرضوا لأكثر من سبعين مجزرة،لأسباب دينية(تهدف الى أسلمتهم) وإقتصادية (لغنى مناطقهم بالموارد الزراعية والاقتصادية، وخاصة “سهل نينوى”) فكانت أبكرها في عصر الدولة العباسية (المعتصم سنة 224هـ )، ومن بعدهم العثمانيين، ومن ثم الفرس وأمراء الموصل الجليليين، فالمغول، وفي العصر الحديث طالتهم حملات  التهجير والتشريد(حملات الأنفال)  مروراً بتفجيرات القحطانية التي ذهب ضحيتها 800 أيزيدي،وانتهاءً بفظائع “داعش” ، الذين قاموا بتخييرهم بين التحول إلى الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة منازلهم، أو الموت”. ليلقى الآلاف  حتفهم عطشاً، وتختطف الأطفال وتغتصب النساء، ويُبَعّنَ كسبايا، فيما شُرِدَ عشرات الآلاف من منازلهم ليستولي عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” فباتوا أمام خيارين احلاهما مُر؛ إما الذوبان في الجماعات المجاورة للاستقواء بها إلى حين، أو الإندثار الكامل.

إنها الحروب،بأشكالها المختلفة، تطوي بعنف الشعوب الأصلية التي زرعت الارض محبةً وسلاماً، بهدف إفراغها من جوهرها الإنساني الحضاري.

سفير برس ـ بقلم : فادي نصّار

 

 

 

 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *