كلّ عام ولغتنا العربيّة بخير. بقلم : راغده شفيق محمود
سفيربرس

كلّ عام ولغتنا العربيّة بخير اللّغة هي الموروثُ ذات القواعدِ والمعايير الاجتماعيّة تقومُ على الكلامِ الفرديّ الّذي يختلفُ من شخصٍ إلى آخر .
فالكلمةُ تَنْتزِعُ المخاوفَ من القلوبِ لما تحملُ من شحناتٍ اجتماعيّة ولغتنا تقومُ كلماتُها على المشاعرِالمختلفة فيكمنُ جمالُها بالنطقِ وجمالِ الصّوت لذلك ماتت كلماتٌ واندثرَت وظهرَتْ ألفاظٌ أكثرُ سهولةٍ للتعبيرِعن الثوراتِ التي يرافقها النزاعُ المسلحُ .ولجأ بعضُ المستفيدين لإثارة العقولِ بخطبٍ ومصطلحاتٍ تخدمُ مصالحَهم الاقتصاديّة لذلك يجبُ أن نتصدى لهؤلاءِ من مبدأ الرّصاصةُ تقتلُ فرداً والكلمةُ تقتلُ شعباً,فنواكب الواقعَ الّذي نعيشهُ ونبتكر مصطلحاتٍ تحقق الأماني.اللّغةُ دخلٌ ذهنيّ على الحكومات استثمارها لأنّنا كعرب كثرت كلماتنا المحملةُ بالأماني وقلّت أفعالُنا ولهذا تخلفْنا عن ركبِ الحضارةِ.
اللّغة العربيّة مقدسة وهي مصدرُ التشريع الأساسي فأقدم نقشٍ هو نقش النّمارة يرجع لعام /328م/ بالخط النبطي القريب للعربي وقد كُشِفَ عنه في جبل العرب بالسويداء وهو معروض في متحف اللوفر في باريس .
قبل نزول القرآن الكريم كانت فترةٌ ذهبيةٌ للّغة العربيّة . ودليلنا ما وصل من روائع الشّعر العربيّ الجاهلي والأسواق الأدبيّة الّتي كانَ يتنافسُ فيها الشّعراء . ثمّ جاءَ الإسلام وحدَ اللهجات فجمّعَ الله العربَ في لغة فصيحة ببلاغةِ التراكيب وظهرت علوم اللغة النحو والصرف والأصوات وفقه اللّغة والبلاغةِ حيث حلّت العربيّة محلّ القبطيّة في مصر والبربريّة في أفريقيا . ولنفتح نافذةَ العصر الأمويّ حيث ظهرت النقاطُ على الحروف وضعتِ الحركاتُ والسكناتُ في منتصف القرن الأوّل الهجري من قبلِ أبو الأسود الدؤولي تلميذ الإمام علي كرم الله وجهه صاحب نهج البلاغة . مخافة اللحن في القرآن الكريم أما إعجام الحروف ( تنقيطها ) فتمّ في زمن ( عبد الملك بن مروان ) وقام يه نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن معمر العَدواني وهما من رتبَ الأحرف التّي تكتب بدل من أبجد هوز . فدخلت اللّغة مجالَ التأليف العلميّ بعد أن كانت تقتصر على الشّعر ِ .وسأطرق بابَ عصر النهضة العباسية حيث زادت حركة الترجمة فقامَ صرح العلوم اللغويّة . وبدأ التفكك والضّعف السّياسي يدبُ في جسم الأمة العربيّة الدول المتناحرة والمولدين الذين أهملوا اللّغة وكانت الضربة الأقسى في العصر الحديث عندما ضعف شأن العرب وقلّ مقدارهم وزعزعت هيبتهم . رأى المستعمرُ أفضل طريقة لإضعاف العرب قتل اللّغة فهو قتلٌ للدين الذي جاءَ للعالمين بلسانٍ مبين . وكلمة لغة غيرُ مذكورة في القرآن الكريم لأنّ اللّغة متجددة ولكن قابلها اللسان المبين الّذي خُلِقَ منذ تكوين الإنسان وبهِ ينطق وبه حاور أدم عليهِ السّلام إبليس . حقاً ( المرءُ مخبوء تحتَ لسانهِ فإذا تكلمَ ظَهَرَ ).
سفير برس . بقلم : راغده شفيق محمود