نصائح إلى شركات التطوير العقاري في سورّية !. بقلم : د . هيثم محمد علي
سفير برس

يتردد في الشارع السوري هذه الأيام خبر ” أنّ شركة سورية ضخمة الإمكانيات” ، بدأت تضع يدها على أماكن عامة في قلب العاصمة دمشق، بغية تحويلها إلى أماكن أجمل ( حسب رؤية أصحاب رؤوس الأموال في هذه الشركة ) وطبعا نحن نتحدث عن تريليونات من الليرات السورية… وأنا كتاجر فاشل، لا أعرف أحدا منهم، ولا كيف أقدّم لهم نصيحة تجعل السوريين يترحمون عليهم في قادم الأيام، ولكنني كمواطن عادي أشير إليهم بعدة نقاط ( ولو استطعت لأمرتهم ):
1- أن يخرجوا مثلاً إلى المناطق الجرداء بجوار العاصمة، و يبنوا فيها منشآت جديدة كليا.
2- أن تكون المنشآت صناعية، و طبعا أتحدث عن صناعات متوسطة على الأقل.
3- و يمكن حتى إقامة مدينة سياحية خارقة، وتسهيل الوصول إليها ( مواصلاتيا )
4- لايكفي ان نمتلك المال لنكون إنساناً راقياً، بل إن هذه الخاصة تُكتسب بالاحتكاك بالشعوب المتحضرة، والتعلم في أكاديمياتها، عندها نعلم بأن المدينة ليس مجرد مكعبات سكنية لإيواء الناس، بل إن الساحات الواسعة، والحدائق الكبيرة، والشوارع العريضة، واللوحات الفنية، والشاشات العملاقة، والمدن الرياضية الفسيحة، والصرف الصحي الدقيق، والزفت المدروس بعناية، والبقع الأثرية المصانة، والأبنية ذات الهندسة الجميلة، كلها ضرورة للمدينة الحديثة، بالأخص العواصم التي تعتبر مرايا البلدان… نحن انتقلنا إلى القرن الحادي والعشرين، وبالتالي لم تعد حاجات الفرد مقتصرة على المحاور الحيوانية اي الأمن والغذاء والتكاثر، بل إن حاجات الإنسان صارت تتعدى حدوى مصالح جسده، فالكهرباء والموبايل والكمبيوتر والسيارة والمكيف إلخ… أي التكنولوجيا بكل اشكالها، لم تعد رفاها زائدا على حاجاتنا، بل هي جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان المعاصر، إنها في الحقيقة مادة جامدة، لكنها تحمل خصائص نظامنا الحي، إنها نحن وقد امتلكنا قدرات أكبر بكثير، من حيث السرعة والدقة والكفاءة عموماً… اخيرا أيها الجهلاء لاتخربوا عاصمتنا بل حسّنوها.
سفير برس . صفحة : د . هيثم محمد علي ـ فيسبوك