إعلان
إعلان

” أطفال ذافويس ” هل غيرتهم الشهرة والأضواء والنجومية المبكرة و ماذا بعد .؟!!.

سفيربرس ـ غادة النحلاوي ـ واشنطن

إعلان

أطفال وبراعم صغيرة تنافسوا على اللقب صعدوا سلم الشهرة قبل أن تتفتح براعمهم وتزهر فهل تعود للذبول أم ستتم سقايتها وتغدو حديقة  غنّاء بالورود ؟

أطفال ذافويس هل غيرتهم الشهرة ؟.

ماذا بعد الشهرة والنجومية المبكرة ؟ .

يولد المرء في هذه الحياة وهو مزود بمجموعة من الرغبات والدوافع ألا ان ظروف المجتمع تحول بينه وبين تحقيق الكثير منها ويزداد الصراع عند الفرد عندما يشعر أنه غير طبيعي ولا ينسجم مع الجو الأسروي في بيته سيما وبعد تبديل حياته واختلاف نمط معيشته كما يحصل مع من يبلغ قمة شهرته ويجد نفسه مضطرا للعودة الى حيث بدأ فيصيبه الاحباط ويتولد داخله حب الكسل والخمول وربما التمرد والتقوقع أو الحصول على المزيد من الشهرة وتصبح هاجسا” له وسلك طريقها الشائك والصعب

وقد يكون عند البعض الطريق معبدا” وهذا يعود للحظ والفرص والجهود فلماذا يوضع الأطفال في البرامج الاستثمارية وفي تلك الخانة من الضغوطات في وقت الكبير يشكو من صعوبتها و من الصعود المبكر والهبوط المفاجئ بعد انتهاء العرض وعدم وجود ودعم شركات انتاج غنائية كما تدعم الدراما .

ذا فويس كيدز حلم ينتهي عند الطفل بعد خروجه من المسابقة فكيف سيواجه الحياة ويقارن بين حياته الجديدة وما كانت عليه قبل الشهرة وهناك سلبيات وايجابيات لهذه الظاهرة سنذكرها لاحقا .

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

وقد لا يختلف اثنان عن جمالية الأصوات السورية خصيصا” تلك التي لمعت في البرامج الغنائية والمسابقات التي أقيمت خارج سورية لانتقاء الهواة وأجمل صوت وما شكلته هذه الأصوات من نواة حقيقية للفن الطربي القديم والأصيل فائزاً كان أو خاسراً، واستطاع الصوت السوري الوصول الى قلوب المستمعين والمشجعين في جميع انحاء العالم .

ومع انتقال عدوى هذه البرامج للصغار بعد ان كانت للكبار رأى بعض النقاد أنها تتاجر بعواطف الاطفال وبعفويتهم وبسهولة وصولهم الى قلوب المشاهدين والتعاطف معهم كأطفال صغار يملكون مواهب متعددة وجميلة كنوارس تطير وتحلق بالفضاء وبالتالي التصويت لهم.

وشاهدنا برامج كثيرة تعتمد على تصويت الجمهور وربما على مزاج الجهة المنتجة والمحطة العارضة للبرنامج التي أحيانا” تدعم مشترك على حساب آخر بسبب المحسوبيات والواسطة وبعض الأسباب الاخرى قد تكون سياسية فيدخل الطفل معترك التصفيات الحسابية من خلال عواطفه واحساسه وموهبته

وهنا تكمن الخطورة النفسية على الطفل الذي يكون ليس مؤهلا” بعد لتحمل النتائج السلبية أو الايجابية كردود أفعال مختلفة سواء بقي او خرج من المسابقة وتبعية المشوار الصعب الذي سيسلكه مبكرا و لعدم اكتمال شخصيته

و كما شاهدنا بالنسخة الاخيرة من ذا فويس كيدز كان هناك  تعمد واضح لخروج جميع الأصوات السورية قبل المرحلة الأخيرة منه رغم ان الجميع اجمع انهم اجمل الاصوات في البرنامج ولم يرتكب أي منهم غلطة ولو صغيرة لاخراجه وعلى الاقل كان يجب ان يصل طفل واحد من سورية للنهائيات وينافس على اللقب مع غيره من اطفال الوطن العربي كيمان وتيم وعابد ويائيل وغيرهم .

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

رغم غضب الجماهير من مختلف الجنسيات العربية واعتراض الجمهور على هذا الظلم سواء في منشورات أو بوستات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحافة والتلفزيون وما نتج عنها من ردود فعل سلبية حول البرنامج والذي اعتبروه أنه لا يتمتع بمصداقية وشفافية اتجاه تلك البراعم .

بيد أن الأطفال  نراهم فرحين عندما يلتف الكرسي لقبولهم  ولمتابعة مرحلة ما بعد الصوت وبس وليقف من جديد أمام تجربة أكبر من أن يدركها ويتحمل التبعيات النفسية والجسدية لها بين تصويت الجمهور واختيار المدربين لمن سيتابع معهم للمرحلة الأخيرة ولينتهي البرنامج بعد أن يترك وراءه عشرات الأطفال مكسوري الخاطر وعائدين خائبين الرجا وبدموع الحزن

وعندما يعود الطفل المشهور للعالم الخارجي قد  تصدمه  الحياة وكيف سيعود  لحياته الطبيعية ودراسته وعائلته بعيد عن الأضواء والشهرة التي اعتاد عليها .

كما يحاول التأقلم نفسياً مع خسارته أو ربحه ليعيش الطفل بضياع بين الشهرة المبكرة ومحبة الناس وبين التأقلم مع الحياة الطبيعية من جديد بل وهوس الشهرة ينتابه ويبدأ بالتفكير بإنتاج أغنيات وحفلات

ورغم أن القيصر كاظم الساهر طلب أثناء البرنامج بألا يستهلك هؤلاء الأطفال بالحفلات الليلية والسهر والضغوطات ألا أن بعض المنظمين خرج عن الاتفاق وأقام حفلات عدة شارك فيها عدد كبير من نجوم ذافويس كيدز  ولاقت هذه الحفلات حضورا جماهيرا رائعا وتشجيعا لهم

ومن تجربة المطرب المصري الموهوب الطفل  لؤي عبدون وذو الصوت الأكثر من رائع والذي شارك في الموسم الاول ولم تلتف له الكراسي بسبب أن دوره كان في أواخر الحلقات وكان المدربون مكتفيين بعدد الفريق لكل منهم فظلم هذا الطفل الذي أثر بالمشاهدين وغادر المسرح باكيا”

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

ولكن لؤي وبخبرته وصوته فرض نفسه على الساحة الغنائية ووجد دعم كبير من نجوم الفن في مصر والوطن العربي كالدعم الذي قدمه له نقيب الموسيقيين بمصر المطرب هاني شاكر الذي  دعاه للغناء معه بدار الأوبرا أكثر من مرة وكذلك تامر حسني كما اختاره المطرب المصري حمادة هلال لمشاركته أغنيته الجديدة بمناسبة يوم الأم، وحملت الأغنية اسم “أمي تعالي”.وأيضا” لقي دعم عدد كبير من نجوم الفن في مصر كسمير غانم وعائلته واضحى لؤي حديث الناس والفن والاعلام ذاع صيته واشتهر جدا وهو مشروع مطرب صغير

ومن ايجابيات هذه البرامج هي تقوية شخصية الطفل وتنمية قدراته وذكائه والاعتماد على نفسه ووقوفه بثقة على المسرح ومواجهة الجمهور

كالطفل المصري خالد الفايد والذي يتمتع بحضور وصوت قوي جدا وجميل وتحول بعد خيبة امله بخروجه المبكر الى عمليات البث المباشر على مواقع التواصل والغناء مباشرة والتفاعل مع الجمهور العربي الذي احبه وتعاطف معه

وأيضا البرنامج ثقل موهبة البعض باعتبار أن بعض الأطفال كانت لهم مشاركات سابقة قبل البرنامج كالطفلة المصرية أشرقت المعجزة وكانت تلقب بأم كلثوم الصغيرة في مدينة الاسكندرية مسقط رأسها سيما وان والدها يعمل كعازف كمنجا وكان يدعمها دائما لا يصال موهبتها وفعلا أشرقت كانت قاب قوسين أو ادنى من الحصول على اللقب بالنسخة الاخيرة اضافة لترويج فيديوهات لها عبر يوتيوب وصلت نسبة مشاهدتها عاليا

وكان للطفلان السوريان عابد المرعي وشقيقه التؤم خالد مشاركات فنية سابقة قبيل دخولهما بالبرنامج وتحقيق حضور قوي ولفت الانتباه لموهبتهما وتابعاها بالبرنامج الذي أضاء على  نجوميتهما  والحضور والصوت الاكثر من رائع

واما الطفل اللبناني المحبوب جاد والذي أبدع بأغنية غريب الناس لوائل جسار وجذب الجمهور بصوته وحضوره وهزم أقوى الاصوات بالمدلي الذي شارك فيه وتفوق عليهم بحضوره وادائه وثقته بنفسه وبعد ان اعتاد على الشهرة فهو يحرص أن يظهر مع شقيقته عبر الفيس بوك ويؤدي بعض الاغاني لجمهوره في بث مباشر بين فترة واخرى

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

أما الطفلة اليمنية ماريا والتي اشتهرت بجرأتها في البرنامج وتوزيع قبلات للمدربين والجمهور أثناء الغناء والدلع والحضور الجذاب وقوة الشخصية وهي تتحدث عن حفلاتها وجمهورها كالمطربين الكبار ووصلت للمراحل الأخيرة أيضا وهي تتمنى ان تستمر في طريق الفن اضافة لدراستها

الجميع يذكر الطفل الجميل المصري أحمد السيسي والذي شارك في البرنامج وخرج بالنهائيات وقد اختاره الفنان تامر حسني كي يشاركه بطولة فيلمه الجديد الطيب والشرس والطويل،  ودخل عالم النجومية من ابوابها واتجه للتمثيل بسبب هضامته وحضوره

وبرز من الأطفال زين عمار والعموري وتيم الحلبي ونينار وزين عبيد الذي حرص سلطان الطرب جورج وسوف على مقابلته واعتره خليفته كما اتقى الوسوف الطفل خالد الفايد وكانت وصيته هو الاهتمام بموهبته الرائعة وغنى أبو حمدان وعبد الرحيم الحلبي وزياد أمونة الصوت الرائع ويمان قصار الذي أبدع وألهب تصفيق الجمهور على المسرح وغنى القدود الحلبية بثقة واتقان وهو من اكثر الاطفال الذين غضب الجمهور لخروجه المبكر وكان برايهم يستحق اللقب فرص ما بعد البرنامج

 من الغناء للتمثيل

جميعنا يذكر النجم الصغير الطفل السوري عبد الرحيم الحلبي الصوت الرائع  والحضور الجميل والذي لقب ببلبل الشرق

بعد خروجه من البرنامج دخل معترك التمثيل عندما رشحه المخرج أسعد عيد ليقدم دور جميل في مسلسله حريم الجاويش لطفل يحب الغناء حيث غنى العديد من الاغنيات في المسلسل وأبدع كعادته ووصل الى قلوب الجمهور

ثم جاءت الفرصة الثانية بدخوله الشاشة الذهبية من خلال فيلمين سينمائيين مع النجمة رنا شميس وقال الحلبي أنه سيحترف التمثيل ولكنه لن يتخلى عن الغناء مطلقا .

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

ورغم أن المدربين كاظم وتامر أصدرا أغنيتين في الموسم الأول شارك بها المشتركين الأطفال من كل فريق والمنتج الفني جان ماري رياشي نظم جولة فنية غنائية للأطفال الستة الذين وصلوا للتصفيات النهائية في البرنامج بنسخته الاولى وهم زين عبيد، وميرنا حنا، جويرية حمدي، غدي بشارة ولين الحايك التي قررت دراسة الكيمياء اضافة لدراسة الموسيقى عندما تكبر وكذلك حرص المطرب آدم على مقابلة الطفل يائيل الذي غنى أغنيته خلصت الحكاية وأبدع فيها فالتقى به باحد البرامج وغناها معه دعما له ولصوته.

وشارك الأطفال بعدة برامج منوعة على الشاشة كحرب النجوم وغيرها في بيروت وسورية كما سجل نجوم ذافويس زين عمار وغنى أبو حمدان بإذاعة دمشق اغنيتين  بوجود الموسيقار امين الخياط والمايسترو أسعد خوري والاغنية من كلمات الشاعر عبد الرحمن الحلبي .

وحصد نجم ذا فويس كيدز بنسخته الاولى  مارك معراوي  نجاح أغنيته “مشي معي” وصور أول فيديو كليب له اخراج أحمد المنجد و من كلمات الشاعر أحمد ماضي وألحان الفنان زياد برجي وتوزيع جيمي حداد،

وتم عرض الكليب على الفضائيات العربية ولاقت استحسانا وقبولا ونجاحا” كبيرا  وتدور قصته حول فتاة تحبه وتغار عليه، وبعد خروجه من ذا فويس كيدز، يحاول هو أن يثبت لها أنه ما زال يحبها ويحب أهله وأنه لم يتغيّر” وهو رابط لموضوعنا اليوم .

سفيربرس ـ ذا فويس كيدز

هل غيرت الشهرة اطفال ذا فويس

ويبقى الاطفال براعم الحياة وزهرتها الفواحة ونجاحهم وفرحتهم هي فرحة الجميع ويصعب علينا رؤية دمعة أو قهر في عيونهم او فشل وبالتوفيق والنجاح لجميع الاطفال في كافة ميادين الحياة وهنا يحضرني قول للدكتور أحمد الخشاب :

ان اعداد الشباب العربي يتطلب مخططا “علميا” يرتكز على أسس تربوية وقيم اجتماعية منبثقة من طبيعة الضرورة الحياتية لأبناء هذا الجيل .

   سفيربرس ـ غادة النحلاوي ـ واشنطن

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *