إعلان
إعلان

سورية والنصر الدائم _ بقلم : وفاء قسّوم 

سفيربرس

إعلان

تظهر على بعضنا هذه الأيام أعراض “فوبيا” داء االاحتلال، تتمثل بمخاوف تتنازعه إزاء فكرة استئجار أو استثمار أجنبي لمنشأة تنهض على أرض البلاد.

يراها البعض مخاوف مرضية تجعل من حدود الحلول معدومة، ويراها آخر مؤشرآ في ميزان قياس التمسك بالوطن موحدآ، مؤشرآ بهيئة مخاوف!، بينما يرى البعض الآخر هذه الأعراض،حملة تشكيك مقصودة بالأداء السياسي السوري من جهة، وبنوايا الحليف الروسي ووضعة بمصاف العدو المتربص!.

نحن السوريون خبرنا بأجسادنا كيف الحروب تتخذ طابعآ كاسحآ لايبقي ولايذر، والشواهد مازالت قائمة!، فهل توقف العدوان علينا وقانون قيصر الأميركي في بداياته الأولى يرسم طوابير السيارات على طول البلاد !؟.

قد تكون الحرب العسكرية شبه منتهية بتطهير البلاد من حملة السيوف والسواطير، إلا أن الحرب المأمولة من قبل العدو ، والمدرجة في آلية الظفر بسورية بدأت الآن، وهي الأخطر!.

سؤال أطرحه :
ماذا تعرف عن المجاعة، وماهو عدد ضحايا الجوع في الصومال!؟.

الأكيد أن الجوع بمعناه البسيط والعميق، هو ذاك الوحش الذي يبقي أعينكم أيها الآباء والأمهات مفتوحة، فقط كي تشهد على موت أطفالكم الرضع عندما يستحيل تأمين الحليب والغذاء، وتنتشر الأوبئة القاتلة وينعدم الدواء!.
الجوع هو قاتل الأجنة في بطون الأمهات!.
هو ذلك المتوحش الذي يدفع صبية تتزين ” اليوم” لملاقاة من تحب بكل فرح العالم، لأن تخفي وجهها “الغارق في البؤس” بين زحام الجوعى، لتفوز بملئ “قصعة” فارغة إلا من الذباب!.

تقول التقديرات إن إعادة الإعمار يحتاج كحد أدنى إلى عشرين سنة قادمة كي تعود سورية إلى ماكانت عليه قبل الحرب، وهذا بالطبع لايشمل التعليم والثقافة فضررهما يوازي خسارة أجيال مستقبلية.

بينما تقول الجغرافية إن سورية من أهم المراكز الجيوسياسية والاقتصادية في العالم،هي البوابة الساحلية لآسيا، وتقع على تقاطع خطوط التبادل التجاري بين القارات الثلاث آسيا _آوروبا_ أفريقيا.
وسورية بهذه الجغرافية تحمي ذاتها بذاتها، عندما تستقطب المتضرر بتضررها _على قوته_وروسيا مثالآ في المقدمة.
حقيقة، لم أجد كلامآ للرئيس الروسي بوتين في هذا السياق أوضح وأبلغ مماقاله في اجتماعه مع صحفيين روس في بداية دخولهم العسكري على خط الأزمة السورية عندما خاطبهم قائلآ: “إن سقطت سورية فتهيأوا لرمي أقلامكم وحمل السلاح في شوارع روسيا لحماية عوائلكم”! .
يحاول أصحاب “الدم البارد، والأقلام الملتهبة” تظهير روسيا بلبوس المحتل، بينما الأحداث تثبت مرة بعد مرة سيادية القرار السوري، أما لماذا لم تساعد روسيا سورية في أزمة البنزين مؤخرآ، فهذا لأن سورية لم تصبح بعد ولاية روسية يتوجب على الحكومة الروسية شملها في خطط ميزانيتها السنوية!

سورية الآن وفي الوقت المناسب تستخدم ورقة من أوراق قوتها الجغرافية_الاقتصادية في تحصين شعبهاوأطفالها، ومن المفيد والجيد أن تكون مستعدآ بدلآ من أن تكون مكبلآ بردات الفعل الفاشلة حتمآ، ومثل هذه العقود _إن تمت_ ليست سيطرة، وإنما دفع لمحاولات سيطرة محتملة، خاصة إذا علمنا أن هناك مؤشرات واضحة على تفكير دول الخليج الخمس مع اسرائيل، بجعل الساحل السوري مصبآ لأنابيب النفط والغاز الخليجيين، وجعله مرفأ لبضائع الخليج في الاستيراد والتصدير لتخفيف التكلفة الاقتصادية .

مايبعث على الارتياح والطمأنينة في إفشال محاولات ظفر العدو ببلادنا أن العقل السياسي السوري يعمل بضرورة المسؤولية، وليس بترف شخص يحمل في جيبه جوازات سفر متعددة!.

سفيربرس _ بقلم : وفاء قسّوم 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *