تعرّف على الآليّة العلمية للحب وعواقبه، بشيء من الخيال. “من مذكرات طالب في قاعة الإمتحان”. بقلم : د. ميس عبسي .
# سفيربرس ـ لندن

السؤال الوحيد. صف مسار ضخ الدم وعمل القلب بشكل مختصر؟ .
الجواب: عندما تحب أحدهم يخترق الأذينة اليسرى دون إنذار ويندفع إلى البطين الأيسر وبسرعة يغلق خلفه الصمام التاجي بشدة فلا مجال للعودة.
يملأ وجوده كل البطين ثم ينطلق في رحلته الأبدية عبر الشريان الأبهري ليتغلغل في كل أنحاء الجسد. ولكن لا، لا حاجة له أن يعود إلى الرئتين فوجوده نقاءٌ وصفاء. ينغرس في الحمض النووي ويصبح بقاؤه جزءا ً لايتجزأ من الشفرة الوراثية لكل خلية.
ولا يكتفي بذلك بل ويندفع أيضاً في الشريان السباتي وينتشر في كل الخلايا العصبية وتُحكم صورته اتصالاتها، عبوره إلى الدماغ لايحتاج تفتيش أو تمحيص أو ناقلات خاصة من قبل الحاجز الدماغي الوعائي فدخوله انسيابي وضروري لسلامة الدماغ ، يقبع منتشياً منتصراً في مركز اللغة ومركز الكتابة وربما مركز الرؤية أيضاً فلاتكتب ولاتبصر ولاتقرأ سوى اسمه وصورته.
فجأة استيقظت من حلم اليقظة وخيالي العلمي الخصب لأسلم ورقة الإمتحان وأدركت أن رسوبي حتمي منذ أغلقت باب العقل.
ومع ذلك أغادر قاعة الإمتحان مبتسماً وحيراناً، لايشغلني سوى سؤال علمي واحد: كيف تسلل هذا الشخص منذ البداية إلى الأذينة اليسرى.
# سفيربرس ـ بقلم : دكتورة . ميس عبسي.
أستاذة جامعية وباحثة علمية في كينجز كولج ـ لندن