إعلان
إعلان

الأسد يوجه رسالة إلى المجتمعين في سوتشي _ بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر

#سفيربرس

إعلان

استطاع الرئيس السوري بشار الأسد توجيه رسالته الخاصة التي سبقت انعقاد القمة في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، فأحسن اختيار الزمان والمكان، فكانت زيارته إلى الخطوط الامامية في محافظة ادلب وتفقد القوات العاملة هناك رسالة للداخل والخارج، فقد عزز ورفع من معنويات المقاتلين من أبناء الجيش العربي السوري وشحذ هممهم واستمع إلى مشاكلهم، ووجه رسالة خارجية مفادها أن لا قوة على الأرض ستمنع سورية وجيشها من الوصل والسيطرة على كامل أراضيها والدفاع عنها.

جاءت الزيارة عشية توجه الرئيس التركي أردوغان الى سوتشي للقاء الرئيس بوتين، بوتين الذي أصبح يمسك ملفات المنطقة كلها بعد زيارته الناجحة للعربية السعودية والامارات العربية المتحدة قبل أيام والتي توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات. بوتين الذي استطاع جعل الولايات المتحدة وأردوغان يلجآن إليه دون التفرد بأي قرار من قبلهما، فما كان من أردوغان وبعد اجتماعه بنائب الرئيس الأمريكي إلا أن أعلن عن هدنة الـ 120 ساعة مع عصابات قسد، وهي ذاتها الـ 120 ساعة التي تبعده عن اللقاء بالرئيس بوتين اليوم في سوتشي.
سوتشي المدينة الروسية الجميلة التي جمعت الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين سابقاً، واحتضنت الحوار السوري السوري في العام 2018، سوتشي التي ستسمع أردوغان كلاماً لن يعجبه ولن يجد سبيلاً سوى التنفيذ. فقد جرب التعامل مع الأمريكي وخذله عدة مرات، واليوم بات مهدداً بفرض العقوبات عليه من قبل ادارة ترامب، هذه الادارة التي لا تعير أي اهتمام للحلفاء، بل إنها تحقرهم وتصغرهم، كما حصل مع السعودية أو كما رأينا عبر الرسالة المسربة التي وجهها الرئيس ترامب إلى أردوغان ووصفه بكلمات لا تليق بأن يوصف بها شخص، ولا تمت بصلة لأي معاني الدبلوماسية، رسالة توضح الذل والمهانة التي وصلت إليها تركيا في عهد السلطان أردوغان. أما أردوغان والذي اعتاد العالم كذبه ونفاقه وتلونه وتبدله فقد أعلن حينها أنه لن يستقبل نائب الرئيس الأمريكي ثم إلتقاه صاغراً خانعاً، بسبب سياساته الرعناء وحماقاته في الداخل والخارج، التي نقلت تركيا من سياسة “صفر أعداء” إلى سياسة “صفر أصدقاء”. وهو ما يتضح اليوم عبر المعارضة العالمية لتدخله العسكري في الشمال السوري والتأييد الدولي الكبير لسورية حتى من قبل أعدائها الذين اكتشفوا ربما خطأهم، لكن التعنت يمنعهم من الافصاح علانية عن ذلك.
أردوغان الذي بدء يخسر روسيا وإيران، إيران التي اتخذت خطوات تصعيدية احتجاجية على السلوك التركي، والمستمرة في التصعيد معه والتأكيد على الوقوف إلى جانب سوريا في حقها في الدفاع عن ارضها. ايران التي بدأت تكسر طوق العزلة وترفع الصوت عالياً، إيران التي بدأت دول الخليج تقتنع أنه لا حل في المنطقة الا عبر التفاوض مع ايران، ايران التي أعلنت الامارات العربية أنها ستعيد لها أموالها المجمدة لديها في خطوة كبادرة حسن نية ربما.
ومن الواضح أن المزاج الرسمي العربي تجاه سورية بدأ يتغير، والعراق والجزائر ربما من سيفعلون عودة سورية الى الجامعة العربية، وأظن أن دول الخليج لن تعترض على ذلك في قادم الايام، باستثناء قطر التي لا تستطيع تغيير سياستها ودورها الوظيفي كأداة لا كدولة مستقلة. أما مصر التي خسرها العرب فغابت وغاب دورها، فلم يجد مجلس النواب المصري، وفي ظل الاحتقان الشعبي المؤيد لسورية إلا أن يقوم بتوجيه الدعوة للقائم بالأعمال في السفارة السورية في القاهرة لحضور جلسة مخصصة في البرلمان للوقوف مع سورية وادانة العدوان التركي على أراضيها، وعكست الكلمات والتصفيق الشديد رغبة الحكومة المصرية بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع سورية.
أما عصابات قسد المتقلبة الأهواء، فلا يستطيعون الاستغناء عن دورهم التابع للولايات المتحدة، ورغم كل الركلات والاهانات التي وجهت لهم فأعتقد أنه فيما لو تغير شيء في الموقف الأمريكي عبر الابقاء على بعض الجنود الامريكيين في سورية فإن هذه العصابات جاهزة لتنقض العهود وتتآمر من جديد.
ولعل الثابت الوحيد على الأرض هو وحدة سورية وثبات موقفها الذي لم يتغير منذ بدء الأزمة، وصدق حلفائها ووقوفهم معها والاستمرار في هذا الموقف إلى اللانهاية. واذا كان أعداء سورية لم يجدوا بداً من دعمها في حقها ضد العدوان التركي، فلن يسمع أردوغان من الحليف الروسي إلا كل الدعم والتأييد لسورية، والتحذير من عواقب عدم الالتزام وعدم ادراك التغير في موازين القوى الاقليمية والدولية.

# سفيربرس _ بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر
كلية الدراسات الدولية- الصين

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *