ما بين المحلل السياسي وخبير الأبراج .. بقلم : مريم علي جبة
#سفيربرس

يقول قائل: وأي أمة تلك التي تعتمد في استقراء مستقبلها على ما يقوله خبراء الأبراج كل عام ؟؟
لكن ماذا عن تلك الأمة التي تخصص حلقات يومية لمحللين سياسيين يتحدثون بإسهاب عن قضايا الأمة والعالم ويتنبئون بالمستقبل الذي ربما لن يكون على مقاس المواطن العادي؟
ما إن يحدث أمر محلي أو عالمي إلا ويبدأ المحللون السياسيون بالتسابق للحديث عن هذا الحدث وتبدأ تحليلاتهم ويمكن أن يتنبئوا بما سيحدث أيضاً .. وهنا ألا يشبه المحلل السياسي خبير الأبراج بفارق أن خبير الأبراج شهرته تفوق شهرة المحلل السياسي ويكمن هذا الفارق وبكل بساطة في أن خبير الأبراج له حصة كبيرة يومية في عدد كبير من القنوات الفضائية وفي عدد كبير أيضاً من الإذاعات العربية “حصراً” ..
من يتابع تحليلات المحللين السياسيين يتفاءل أحياناً ويحزن أحياناً أخرى فغالباً ما تكون هذه التحليلات مفرحة ومنها ما يكون محزن .. وكذلك الأمر بالنسبة لخبراء الأبراج الذين يعطون جرعة فرح لصاحب البرج وخبر محزن أحياناً ..
وإذا كان التحليل السياسي هو شرحاً للأوضاع وفهم وإدراك لما يحدث ومعرفة الأسباب والدوافع لما حدث وسيحدث في المستقبل، فإن علم الفلك المختص بالأبراج هو دراسة النجوم والكواكب والفضاء الخارجي .. وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: ما دخل النجوم والكواكب والفضاء الخارجي وهذه الأمور جميعها سماوية، ما دخل كل ذلك بالإنسان الذي يعيش حياة دنيوية بحتة؟؟.
ما يبعث على الاستغراب أن قنوات وإذاعات عديدة تفسح في المجال لخبراء الأبراج بالتحدّث طويلاً.. طويلاً وتعطي مساحة كبيرة لهذا الخبير أو ذاك ليتحدث عن الأبراج من برج الحمل حتى برج الحوت .. وهي مساحة للأسف لا يمكن لعالم اجتماع أو عالم نفس أو خبير في اللغة العربية أو في التاريخ أو حتى في الفن والسينما والدراما والمسرح وغيرهم أن يحظى بها..
فيما نرى قنوات أخرى تفسح في المجال ولو بنسبة أقل للمحللين السياسيين ليدلو بدلوهم جراء حدث ما لتحليله والتنبؤ بما سيحدث كنتيجة لهذا الحدث أو غيره ..
من الأقوى: المحلل السياسي أم خبير الأبراج؟
سؤال طرحناه على مواطنين في الشارع: شاب يدعى أحمد يدرس في كلية الحقوق قال: أنا لا أسمع لا للمحلل السياسي ولا لزاوية الأبراج، ولكن أرى أن خبير الأبراج هو الأقوى كحضور وتأثير لأننا نحن عاطفيين أكثر ما نكون عقلانيين ومتلقيين أكثر ما نكون باحثين لذلك أرى أن خبير الأبراج هو الأكثر قوة وحضور.
سيدة في الأربعين من عمرها قالت: المحلل السياسي ممل، بينما خبير الأبراج يشد لذلك أراه أقوى كحضور وتأثير.
فتاة في نهاية العشرينات قالت: أنا لا أشاهد ولا أسمع محلل سياسي، لكني أتابع الأبراج وبرامج الأبراج بشكل مستمر.
شاب يعمل في مكتبة قال: أنا لا أصدق من يتحدثون عن الأبراج ولكني أسمعهم وأقرأ البرج أحياناً من باب التسلية، ولكني لا أستطيع أن أستمع لمحلل سياسي من باب التسلية ولا أستمع إليه أساساً.
ولابد بد من ذكر معلومة ربما لم تخطر على بال أحد أن الحضور الأنثوي أكثر فيما يتعلق بخبراء الأبراج، أكثر من الحضور الذكري الذي يكثر في التحليل السياسي، ففي التحليل السياسي ما أكثر المحللين وما أقل المحللات، فيما في الأبراج نرى ما أكثر النساء اللواتي يتحفنن كل يوم وكل عام بكل ما يتعلق بالأبراج حتى أنهن يصدرن كتب مطبوعة ترسم مستقبل صاحب كل برج وترسم مستقبل العالم ككل أيضاً!!!!..
ويبقى السؤال الأهم: أيهما أكبر أجراً: المحلل السياسي أم خبير الأبراج؟؟ وكلاهما يظهر على القناة أو في الإذاعة نفسها؟؟..
#سفيربرس _ بقلم : مريم علي جبة