هل انتقلت الصراعات إلى داخل السلطة في حكومة الوفاق؟
#سفيربرس _ الملف الليبي

اسبوعين على التوالي تشهد الساحة الليبية تصعيدات كلامية بين مصطفي صنع الله رئيس مؤسسة النفط الليبية و الكبير حاكم المصرف المركزي الليبي ، الأمر الذي دفع بخبراء للتحدث عن استبدال لمسؤولين في مناصب سيادية مثل مؤسسة النفط و المصرف المركزي.
اندلعت شرارة هذه الحرب الكلامية بين الكبير و صنع الله عندما وجه الكبير ل صنع الله اتهاما” حول مصير عائدات النفط الذي يتهمه بإخفائها، فكان رد الأخير إن العائدات النفطية تم تحويلها أصولا” و وضعها في مصرف ليبيا الخارجي و ذلك استنادا” للاتفاق الموقع بين القبائل في المناطق الشرقية و الغربية والذي اتفقوا فيه على إعادة عملية ضخ النفط و الاستفادة من عائداته
حيث أن القبائل الشرقية سابقا أوقفت ضخ النفط بسبب اتهامهم للكبير بالتوزيع الغير عادل و مداراة رجال الأعمال المحسوبين على الجماعات الإسلامية و بالمقابل تهميش دور إقليم برقة.
و ذهب بعض الخبراء في الشأن الليبي بتحليلاتهم أن هدف هذه الحرب الكلامية الضغط الذي يفضي إلى استقالة الكبير المحسوب على تركيا و التي تسعى جاهدة لإبقاءه كرأس الهرم في المصرف المركزي و ذلك خدمة لمصالحها و خصوصا” بعد تعرقل المسار السياسي و إلى حد ما يمكن القول أنه قد فشل.
من جانبه صنع الله سبق له أن وجه الاتهامات للصديق الكبير حول سياساته المالية في المصرف المركزي و اعتبر أنها فاشلة و اتهمه بإضاعة أموال الليبين القادمة من إيرادات النفط.
فيما طرح سؤالا” بغاية الأهمية عن مصير مبلغ قُدر ب ١٨٦ مليار من عائدات النفط و الذي تم تحويله إلى المصرف المركزي خلال السنوات الأخيرة، كما ذهب بسؤاله إلى أبعد من ذلك فقال ولو افترضنا أنه قد صُرف هذا المبلغ فهل انعكس ذلك إيجابيا” على مستوى معيشة المواطنين الليبين؟؟
و تزداد اللعبة إثارة عندما تتداخل المصالح و تلتقي، حيث ان السراج يسعى هو الآخر لإبعاد الكبير عن طريقه حيث ساءت علاقتهما بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة و عليه تلتقي مصلحة صنع الله مع السراج ، حيث أن الأخير يتمنى أن يستمر عدم الاتفاق السياسي على أي حلول ظنا” منه أن ذلك يبقيه في منصبه، و عليه فإنه يقوم بدعم صنع الله لدعم موقفه في السلطة من خلال وضع المؤسسات المالية الليبية تحت نفوذه.
في المجمل اصبح الأمر في الساحة الليبية أشبه بالدراما،
فبعد كل الذي استعرضناه، تحدث خلافات أخرى لكي تزيد الطين بلة و لعل أبرزها خلاف باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق الذي لديه مصالح و مكاسب كبيرة من أموال عائدات النفط والذي يستخدمها لإداراة مليشيات تابعة له في طرابلس و عبد الرؤوف كارة الذي تمرد على باشاغا و على الجميع، وبذلك يكون قد قالب بذلك كل الموازين في طرابلس، ليصبح الزعيم الأقوى على رأس المليشيات المتواجدة هناك.
فعليه لم يعد من المستغرب استخدام السراج لكارة و مليشياته كورقة ضغط ضد الكبير، فهل نحن على مشارف فصول جديدة في هذه المسرحية؟.
#سفيربرس _ الملف الليبي