إعلان
إعلان

هندسة الإشتباك. بين محور المقاومة وإسرائيل .. : بقلم:محمد فياض

#سفيربرس ـ مصر

إعلان

بالرغم من تبجح واشنطن في إعلان أحد المسؤلين لديها أن تل أبيب وراء إغتيال كبير علماء الذرة في طهران والمسؤول الأول عن البرنامج النووي الإيراني. إلا أن المدرسة التي انتهجها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب باتت كذلك.
جرأة في الإعلان الفوري عن الجريمة والمجرم. ولا أعتقد أن زيارة بومبيو وزير الخارجية الأمريكي كان في زيارة نتنياهو قبيل جريمة إغتيال العالم النووي محسن فخري زادة لاحتساء قدحا من الخمر.. وتشهد المنطقة.. خاصة جغرافيا المقاومة هياج أسراب الطيران الحربي الإسرائيلي يبث الرعب ويستعرض القوة على مستويات طيران متوسطة ومنخفضة فوق البقاع اللبناني وجغرافيا الجنوب وفوق الجولان العربي السوري المحتل والأراضي السورية.
لكن المؤكد أن السيد بومبيو كان في مهمة للإشراف على خطة الإغتيال ووضع اللمسات الأخيرة عليها والدوس على زر الإطلاق .. والتي تمت جريمتها هذه المرة داخل الأراضي الإيرانية باستخدام الزكاء الإصطناعي باستخدام سلاحا يعمل بالإتصال بالأقمار الصناعية ويحمل كاميرا موجهة لتكبير وجه الهدف للتركيز الإطلاق عليه ضمانة لإنجاز التنفيذ.
وقد أرادت واشنطن قبل رواح الجمهوريون عن البيت الأبيض أن تسلم إسرائيل جائزة أرادتها تل أبيب فكم خططت لاغتيال محسن زادة. وأراد الجمهوري ترامب أن يسلم الديموقراطي جو بايدن الملف الإيراني ملتهبا ليعظَم من صعاب الرغبة في العودة الأمريكية للإتفاق النووي الإيراني والمقاربة مع موسكو والفريق الأوروبي أطراف الإتفاق.
و بالأمس القريب قد خرجت الولايات المتحدة بتبجح يليق بها وبمدرسة العصابات الصهيونية في إغتصاب الأراضي في أمريكا وفي فلسطين. واستهدفت سيارة قاسم سليماني في بغداد بصواريخ موجهة.
كل هذا.. و بقراءة متأنية للجرائم الأمريكية في العقد الأخير يمكننا التثبت من ضعف الإدارة في البيت الأبيض.. إن ذهاب أكبر قوة عسكرية في العالم _كما تدعي هي لنفسها _ إلى أسلوب العمليات القذرة لا عبر جهاز السي آي إيه.. ولاعبر العملاء وهم كثر.. بل بقوات البنتاجون.. منتهى الضعف والإهانة للبراجماتية العسكرية الأمريكية.
و بالنظر إلى الخرائط التي تتم الاغتيالات لأجل إنتاجها وتستحيل على الذهنية الشاذة في واشنطن وتل أبيب وأدوات الفتك التى تهرب من ميادين المواجهة نستطيع التعرف على مستقبل الصراع.
لم يكن الديموقراطيون أكثر حصافة من الجمهوريين.. فقد قاد أوباما الديموقراطي الحرب الكونية ضد سورية. وخرج منتشيا يعلن رسالتين إحداهما على الشعب الأمريكي.. “.. إن أبناءكم لن يذهبوا للحرب هناك.. اننا ندعم أبناءهم وهم سيتولون المهمة..”
والثانية على العالم حين قال :.. “…ماهي إلا أسابيع ويسقط الجيش العربي السوري ويسقط الأسد..”
ويفصلنا الأن أقل من ثلاثة أشهر عن إكتمال السنوات العشر للصمود الأسطوري للجيش العربي السوري ضد مرتزقة التأسلم وجيوش الناتو ومعها أكثر من 60 دولة هي قوات التحالف التي تواجه الجيش العربي السوري في الميدان.
وخرج أوباما وحزبه من الحكم وخرجت معه قيادات أوروبا من سدات الحكم وبقي الأسد والجيش العربي السوري يحقق الانتصارات كل يوم.
وبعودة الديموقراطيين إلى الحكم فليس من العقل الإدعاء أن جو بايدن سوف يكون مغايرا في رسم السياسات الأمريكية.
فالسياسة الأمريكية مرسومة ومخططة عبر المؤسسات.. البيت الأبيض والكونجرس والمخابرات المركزية والبنتاجون.
وهذه المؤسسات يصوغ قرارها اللوبي الصهيوني.
نخطيء عندما نعتقد أن جو بايدن سينتصر لقضايانا..
ونخطيء أكثر إذا تركنا محور المقاومة يتصدى وحده للمواجهة.
وأن نرهن سياساتنا واقتصادياتنا وثروات شعوبنا لوقود المعارك بين َمحورين.. محور المقاومة.. ومحور التطبيع الذي نجحت الإمبريالية والصهيونية العالمية في تخليقه ليحقق رسالة أوباما إلى الشعب الأمريكي في أن وقود المعارك وضحاياها وادواتها ستكون كلها من شعوب المنطقة.. وستتفرغ الإدارة الأمريكية لجني الثمار لها ولإسرائيل.
إن الهرولة الرسمية العربية للتطبيع في ذاتها لم تكن لتقلقنا لكون تلك الأنظمة تعمل تاريخيا للتعافي الصهيوني ضد المصالح الجمعية للشعوب العربية.. و لاننسى خطاب الرياض إلى واشنطن للتحريض لضرب عبدالناصر فكانت يونية 67.
بالرغم من أن الميدان الملاصق لمحور المقاومة.. الفناءات التي لم تعد كما كانت. أو حتى كما أصبحت منذ 15 مارس 2011.
كلها باتت تشكل خطرا على المقاومة. يبدو أن القرار الصعب قد صدر لحكام الخليج ان الدعم اللوجستي والتمويلات والتدريبات للأدوات الإرهابية العاملة على الأرض السورية في قلب محور المقاومة.. لم تعد كافية ولم تحقق شيئآ على الأرض.
فتم إستدعاء الأنظمة للتطبيع وحبر قرارات ترامب بضم الجولان والقدس لم تجف بعد..
ويعتقد الخلايجة.. ليس بالخطأ بل بالخطيئة.. أن الحماية الأمريكية لإسرائيل ستتمدد لحماية المصالح العاجلة والآجلة في أرض إسرائيل الجديدة حين تصبح دويلات الخليج إمارات صهيونية.. حتى وإن فاجعتنا مشاهد الخزي ونحن نرى التطبيع يتجاوز الانظمة الرسمية والخطاب الرسمي ويتعانق بشغف وعشق وفجور مع الخطاب الشعبي. والذي كنا لذات الخطأ أو حتى لذات الخطيئة نعتقد باطمئنان.. ثبت أننا بالغنا فيه.. أن حصانة الشعوب وحصنها هو الضمانة الوحيدة لحزمة القيم الوطنية والقومية المتجذرة _كما كنا نعتقد _ والتي نراهن عليها في مواجهة السلوك الرسمي المتخاذل من قضايانا القومية وفي القلب منها فلسطين.
لكنني لست متشائما.. فلم أضع وزنا نسبياً مهمآ لأنظمة الحكم في الخليج لصالح الأمن القومي العربي ذات يوم..
بل تثبت الأحداث صوابية موقفي الفكري من الأزمة العربية الرسمية وتداعياتها من أول حرب الخليج الأولى وإلى قوافل التطبيع.
من أول مؤامرات إغتيال الزعيم القومي العربي جمال عبدالناصر والحبر الذي تم توقيع الشيكات به في أكبر عاصمة في الخليج لاغتيال عبدالناصر وإلى تجريف مليارات النقد من فوائض بيع النفط لضخها في مشاريع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ليتفاقم التعافي الصهيوني ضد مصالحنا ووجودنا.

كل هذا ولست متشائما.. بل وعلى العكس. فللتفاؤل أمارات وتكاليف.
إن تماسك محور المقاومة وتعافيه. وتلاصق جغرافيته الممتدة من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسورية والمقاومة في فلسطين. وفي اليمن . يشكل عقبة كبرى أمام المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
وهاهم جميعآ ومعهم دولارات الخليج بمئات المليارات وجحافل المرتزقة من أكثر من مائة دولة في العالم. جربوا الحرب. جربوا كل أدوات التدمير واختبروا قدرة معسكرهم الظلامي وقدرة تحالفهم العسكري وكذلك قدرات أجهزة استخباراتهم لتحقيق هدف واحد ووحيد.. هو إخراج الجيش العربي السوري من الخدمة وإنتاج دولة فاشلة في سورية والتخلص من بشار الأسد.. وذلك كهدف تكتيكي لجهة الهدف الإستيراتيجي بقطع الجغرافيا السياسية والعسكرية لفصل إيران والعراق عن المقاومة في لبنان. وفي سبيل ذلك تم تدمير مرفأ بيروت الذي كان يستقبل كل أسباب دعم المحور لمواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.
هل نجحوا..؟؟
بالقطع فشلوا.. وذهبت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قانون قيصر ودعمت حرق الغلال والحدائق في الحسكة وفي الشمال السوري لحرمان الشعب من الغذاء..
وتصمد سورية وتقاوم. ولم تقدم تنازلا واحدا في حرب السنوات العشر..
وتتجهز إيران لمنازلة العدو الإسرائيلي في ميدانه. والأمريكي في ميادينه.
وبعد إغتيال محسن زادة هل ستقدم المقاومة ثمة تنازلا..؟
لا أعتقد.. إن ماحدث وما اقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. ومايتسلح به جو بايدن من الآن ضمن فريقه المقترح أنتوني بلينكن للخارجية بأفكاره التى يرى فيها حتمية العودة إلى الإتفاق النووي.. وهو ما أراده ترامب خدمة لتل أبيب باغتيال زادة تعقيد الملف الإيراني أمام بايدن.
والجنرال المتقاعد لويد أوستن وزيرا للدفاع وهو يعرف البنتاجون معرفة عسكرية من الداخل والخارج. تولى مهام عسكرية في حروب أمريكا في العراق وأفغانستان وفي الحرب الإرهابية ضد سورية. وقد ترأس الجنرال أوستن القيادة الأمريكية الوسطى (سانتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط.
وهذا يعني أن الديموقراطيون لم يغيروا من نهجهم تجاه الملفات في منطقتنا.. وأن الإتيان بالسيد أوستن بعد موافقة الكونجرس عليه وزيرا للدفاع سوف يدعم الإستمرار في دعم الفوضى وإزكاء النزاعات المسلحة لجهة هدم الدولة القطرية
سعيا للشرق الأوسط الكبير.
ونرى أن إعادة إنتاج محور المقاومة وفق هندسة الإشتباك التي تعظم من قدرة المحور على تفادي الإشتباك مع محور التطبيع بديلا عن إسرائيل التي تبذل جهدها لإنتاج من يحارب عنها ضد محور المقاومة.بات أمرا في غاية الأهمية.

#سفيربرس _ بقلم:محمد فياض _ مصر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *