إعلان
إعلان

“إلى المجهول”..المدن أبطالاً لأعمال سينمائية

سفير برس- آنا عزيز الخضر

إعلان

تسيطر الاﻻم على دنيانا عندما تحزن مدننا،التي أذاها الارهاب.. كيف ﻻ ، وهي الام والاب والاهل ،وقد تخلل الوحع الى الروح ،انه انتمائنا ،الذي يئن دون ان يتراجع يتألم دون ان ينتابه الشك ، يستصرخ الضمائر، وهو راسخ أبدا …تتكرر المصائب، تنعاد ،تصيب الحميع ،وتتوزع بين الافراد ومدنهم إذ
ترتبط مصائر الناس بمصائر مدنها ،فيكون كل منهما صورة لقرينه، رغم سعي الفرد التغلب على الصعوبات والمحاوﻻت على تحاوز العقيات، رغم الرغبة بعدم الاعتراف بكل تلك الانكسارات، اﻻ ان غصات الالم تسكن في كل التفاصيل، تﻻحق كل هروب،
إنه وجع المدنيه، التي تسكن الأرواح قبل النفوس ، فتسبقها مستقرة أبدا، مهما عظمت المعاناة ،حيث ﻻيمكن للانسان ان يخرج من جلده…هاهو فيلم (الى المجهول) تأليف واخراج (عيسى عمران) من إنتاج مجموعة بي ارت سينما
للانتاج الفني … بطولته تعود لمدنية حمص التي نكبها الارهاب وكان مصائر اهلها صورة عن وجعها، الذي لخص كل شيء عنها ،وعن إناسها ،عن صبرهم ومعاناتهم، عن تحملهم ومصائب الحياة ،التي كبرت وكبرت بوحود الارهاب، وقد ركز الفيلم على شاب من مدينة حمص يعيش انكسارات عديدة ،ربطت بين العام والخاص في جميع الحاﻻن، التي يعيشها ..بدء من رفضه لسنوات في المعهد العالي للفنون النسرحية ،إلى رفضه من قبل والد حبيبته بسبب الافكار المتحجرة ،مأساة بسبب الخراب الذي أصاب مدينته… حول الفيلم كان الحديث التالي مع كاتب ومخرح العمل (عبسى عمران)

*هل هناك قصديه بالربط مابين رفض الشاب في المعهد والاشكاﻻت الاجتناعية؟
**هناك قصد مزدوج لرفض قبول البطل في المعهد العالي. لهدف درامي ،و هدف نقدي ،بنيوي للمجتمع، القصد الدرامي لوضع عوائق لحاجة البطل ،وهي قاعدة من قواعد التشويق الاساسية ،اعتمدناها كقاعدة رئيسية في الفيلم،من أجل تأثر المشاهد بحالة البطل الداخلية والخارجية والتفاعل معه. والقصد النقدي لتوضيح حالة اهمال الموهبة لصالح الواسطة في كثير من الفعاليات والمؤسسات، وليس فقط في المعهد العالي بعينه.،
لم يكن هناك تفصيل واضح في الفيلم بما يخص اختلاف الديانات. سوى حالة الرفض اعتمدناها اساسا كعائق ثاني لحاجة البطل وكخلفية لما، سيتنبأ به البطل لحبيبته، وهي حالة الحرب،بالتالي كان الصراع أمام البطل كبيرا فوق طاقته، لذلك لم يستطع التصريح به ، واكتفى بالقول أن شيئا ما سيحدث، وكانت نتيجة استسلامه خسارته لكل ما أحب، وحالته هي انعكاس لكل الشعب السوري، الذي فقد في الحرب الكثير من الأشياء ،التي كان يحبها ولم يكن يظن أنه سيخسرها يوما.
*لاغنية لمدينة حمص جميلة جدا اﻻ انها اعيدت اكثر من مرة في فيلم مدته ﻻتتحمل كل ذلك فماذا تقصد بهذا ؟
**بالنسبة للاغنية (اسمها حمص) التي استخدمت في الفيلم مرتين. مرة في بداية الفيلم بدون موسيقى مرافقة، ولمدة دقيقتين، ومرة في الربع الاخير من الفيلم مع الموسيقى، ولمدة ٥ دقائق. كانت ضرورية جدا في المرتين.،المرة الاولى رافقتها مشاهد من مدينة حمص المعمرة النشيطة المليئة بالحركة والناس.، والمرة الثانية رافقت عودة البطل الى منزله، وحيدا في شوارع مهدمة ،وفارغة، ومليئة بالفراغ ،والحزن. في المرة الاولى مهدنا للمشاهد بأن المدينة هي البطل الرئيسي للفيلم ،وان ما سيجري للبطل، سيجري على المدينة على حد سواء، و اكدنا على ذلك في المشهد الطويل الثاني، هذا النوع يسمى الاستعداد والنتيجة او التمهيد والنتيجة الاستعداد بالمشهد الغنائي الاول والنتيجة بالمشهد الغنائي الثاني ،وهو يستخدم عادة في الافلام الطويلة، ولكن وجدنا أن استخدامه، يخدم الفيلم ،فلم نتردد بهذا الخيار.. ويعتبر هذا المشهد من أصعب الخيارات واجملها التي واجهتنا طوال مدة الاعداد للفيلم
*هل تخوفت من اختيارك لممثلين جدد وماذا وجدت بهذا الاختيار؟
** دائما ما تعتمد السينما المستقلة على الوجوه الشابة وغير المعروفة، قبل اختيار الممثلين، أجريت اختبارا لانتقاء الممثلين،واخترت منه الممثلين، الذين قاموا بالادوار الثانوية في الفيلم، وبطلة الفيلم ،أما الممثل علي الخليل الذي قام بدور البطولة ،فهو من المشاركين في كتابة النص ولي تجارب سابقه هامه مع نفس الممثل.
*موضوع الفيلم حريء ومهم برايك كيف يمكن للفن الترسيخ لرفع وعي المجتمع ضمن هذا السياق؟
** لطالما كانت السينما تعمل لخدمة المجتمع.، ونحن من هذا السياق نكرس وجهة نظرنا السينمائية والفنية لاغراض توعوية وتنموية،تتوجه بالخطاب للعقل أولا،ونكثر من الأسئلة التي تثير الغبار ،لنفض الجمود المترسخ وتنمية الانفتاح والتطور، نتمنى أن تكون رسالة الفيلم تحمل هذا الجانب،
وحول الشروط الضروري توفرها للفن ﻻبصال رسالته تابع الفنان حديثه قائﻻ:
لو كان هناك دعم مجتمعي أو حكومي للتجارب السينمائية المستقلة، لوجدنا تهافت من السينمائيين الشباب على انتاج افلام تنافسية نخبوية وجماهيرية ،ولكن هذه الثقافة غير منتشرة حتى في فترة ما قبل الازمة، لذلك اتمنى من السينمائيين المستقلين الاستمرار بالعمل رغم العوائق، وعكس نتائج الازمة السلبية ايجابيا،من خلال ضخ القصص اليومية الكثيرة عن معاناة المواطنين وصمودهم، لتوثيق هذه الفترة وتخليدها سينمائيا للاجيال القادمة، وهي غاية السينما وأساس وجودها دائما..

سفير برس- آنا عزيز الخضر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *