متلازمة أليس في بلاد العجائب _ بقلم : د . غالية اسعيّد
#سفيربرس

“أليس في بلاد العجائب” رواية كتبها لويس كارول عام 1865 وتم تمثيلها في فيلم كرتوني وكانت ذا وقع مؤثر على الأطفال والكبار.
تدور أحداث الرواية عن وقوع الفتاة أليس في حفرة وابتداء رحلتها في عالم العجائب حيث الأشياء الصغيرة تبدو أكبر، والمسافات تبدو مشوهة، وتمرّ أليس بأوقات تفقد فيها الشعور ببعض أعضاء جسمها، في حين تشعر بأن رأسها أكبر من باقي جسمها وغير متناسق معه في بعض الأحيان.
وبعضنا عاش أجزائها بكل حب وبعضنا عاشها بكل شقاوة ومغامرة وبعضنا اعتبرها نوعاً من أنواع الأدب العالمي كما هي فعلاً وبعضنا الآخر وللأسف عاش ضمن جذورها وخلق منها اضطراباً نفسياً لا يستهان به، حتى أطلق عليه فعلاً متلازمة (أليس في بلاد العجائب) أو (هلوسة القزم) أو (متلازمة تود) نسبة للدكتور تود الذي كتب عنها سنة (1955). وغالبًا ما يتم تشخيص هذهِ المتلازمة في مرحلة الطفولة.
الرواية كُتِبَت عام 1865، واستغرق الطب 100 عام لاكتشاف ماهية بلاد العجائب التي زارتها أليس، كُتِبَ عنها للمرة الأولى عام 1952 عندما وصف الدكتور ليبمان حالة هلوسة الصداع النصفي، حيث اعتبر الاضطرابات البصرية والسمعية والحسية نتيجة لحالة شديدة من الصداع النفسي التي تصيب المصابين بالشقيقة على سبيل المثال لا الحصر
عزيزي القارئ عالم الأمراض وعلى وجه أخص النفسية والعصبية مليء بكل ما هو غريب وعجيب ولم يتوقف أبداً عند حد معين فكل يوم يوجد شيء جديد، وهذا نظراً إلى أن المخ البشري من أكثر الأشياء التي يصعب فهمها في العالم.
رافقني ضمن هذه السطور القليلة لنحاول توضيح الأمر والإجابة عن بعض الأسئلة لعلني أشبع فضولك …
حسناً …. في تلك الرواية الكلاسيكية الشهيرة يتغير حجم البطلة، الذي هو أحد المواضيع المهمة فيها … مُتلازمة تترك ضحاياها يشعرون كما لو أنهم يجسدون شخصية أليس في بلاد العجائب الضائعة في أحلامها.
قد تحدث هذهِ المتلازمة بسبب كمية غير عادية من الكهرباء في الجسم والتي تؤدي إلى تغير في تدفق الدم إلى الدماغ، فتتشوه الإشارات المنبعثة من الدماغ إلى العينين.
فعندما تشرب العصير او تأكل الحلويات تصغر او تكبر لتمر من ثقب الباب مثلاً وتحضر مفتاحاً كان على الطاولة، وعندما تأكل قطعة من الفطر تطول رقبتها ويصبح رأسها بين الغيوم، ومن هنا جاء اسم هه الحالة العصبية النادرة والتي يكون بها الشخص المريض بهذه المتلازمة فرحاً كما أليس تماماً …
متلازمة تود: عرفت علمياً ع نادر من الاضطرابات العصبية يضطرب بها حس المريض بصورة جسمه والفراغ المحيط به وأيضاً بالزمن، وهي تصيب القسم المسؤول عن الأوامر البصرية في الدماغ، وتتميز بوجود تشوهات بصرية مع وجود جهاز بصري سليم، الاضطرابات تتمثل بتعطيل الرسائل التي ترسلها العيون إلى الدماغ وتظهرها متشوهة ومختلفة عن حقيقتها، ما يؤدي إلى حدوث تشوه في الإدراك البصري. علاوة على ذلك، فإن هذه المتلازمة قد تؤدي أيضا إلى تشوهات غريبة في حاستي اللمس والسمع لدى المصاب. وبالرغم من أن هذه المتلازمة قد تصيب الشخص في أي سن كان، قد يعاني المصاب بهذه المتلازمة أيضاً من رؤية مصغرة أو مكبرة للأجسام أو يتوهم بأنه نفسه قد أصبح قزماً صغيراً أو عملاقاً كبيراً، إضافة لمعاناته من اضطرابات كمية في اضطراب الإحساس بالزمن والقياس والمنظور.
وقد تنجم متلازمة أليس في بلاد العجائب عن تغير الإدراك وتؤثر على حس البصر لدى المصاب بها، وحس اللمس والسمع إضافة لإدراك المرء لجسده ووعيه للزمن.
ويعتبر العرض الأبرز والأكثر إزعاجاً هو اضطراب صورة الجسد لدى المصاب، فيفاجئ المصاب بهذه المتلازمة بأن حجم وشكل أجزاء معينة من جسده قد تغير، وأحياناً الجسد ككل، وقد تكون أعراض هذه المتلازمة مقلقة أو مرعبة ومسببة للعلع لكلا الطرفين المصاب بها ومن حوله …
إذاً كيف تحدث هذه المتلازمة وماهي أعراضها؟؟
تشوه في حجم الأشياء (كبيرة – صغيرة – على عكس ما تبدو واقعياً).
تغيرات في تناسق الحجم.
عيوب في بعد المسافات.
عيوب في تناسق الألوان.
تغير في ملمس الأشياء، إضافة عن عدم الانسجام في سماع الأصوات.
فقدان الذاكرة، وعدم التجانس في العاطفة والإحساس.
إذاً هل لي الآن بمعرفة الأسباب؟؟؟
تورم والسرطان في الدماغ يعتبر سبباً لا يستهان به.
الصرع وانفصام الشخصية والهذيان الارتعاشي الناجم عن تناول الكحول.
تناول بعض الأدوية المسكنة القوية
ترى هل لهذه المتلازمة علاج إلى الآن؟؟؟
بالطبع أن العلم لا يترك متلازمة مهمة كهذه بدون دراسات وأبحاث وحلول …. حتى الآن لا يوجد علاج لهذه المتلازمة، إلا أنها عادة ما تعالج عبر السيطرة على السبب المؤدي لها، فمثلا أدوية الشقيقة، قد تمنع حدوث وأعراض الشقيقة، ولكن قد لا تؤثر في منع حدوث الهلوسة البصرية، ومن الأدوية المعطى أيضاً، مضادات الاختلاج، مضادات الاكتئاب، حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، مع برنامج نظام غذائي معين.
#سفيربرس _ بقلم الدكتورة: غالية اسعيّد