إعلان
إعلان

قوة التدريب.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

زار أحدهم صديقاً له يعمل مديراً للتدريب لدى إحدى المؤسسات الكبيرة وسأله: “كيف تسير أمور التدريب في ظل المتغيرات الهائلة التي طالت مجال التدريب في ظل أزمة الوباء العالمية؟” فأجابه بكل ثقة: “لم يطرأ تغيير جذري على خطتنا التدريبية لأننا نؤمن بقوة التدريب، والتغيير الذي حصل كان فقط على مستوى الأدوات والأساليب والممارسات.”

استغرب الصديق هذا الرد الجاهز والواثق وأراد أن يستزيد لأنه يرى عكس ذلك، فكثير من المؤسسات قد توقفت عن التدريب تماماً وبعضها قام بتجميد الخطط التدريبية لحين عودة الحياة إلى طبيعتها!
فاستطرد مدير التدريب قائلاً:
“من المعايير الأساسية التي تشير إلى قوة المؤسسات أن تكون لديها قوة بشرية مؤهلة ومدربة جيداً، وهذا ما نؤمن به فعلاً. إن المؤسسات التي ترى غير ذلك سيكون من السهل عليها تجميد خططها التدريبية ولكن مؤسستنا لديها وجهة نظر مختلفة.”

“هل يمكنك أن توضح أكثر؟” سأله صديقه بفضول كبير. “نعم بالتأكيد” رد المدير بثقة أكبر وبدأ يشرح لصديقه مستخدماً شاشة العرض التي أمامه:

“لدينا ميزانية مخصصة للتدريب منذ أكثر من عشر سنوات ونقوم بصرفها سنوياً على خطط التدريب التي نجتهد على إعدادها بما يتناسب مع الاحتياج التدريبي لكل إدارة وضمن خطة تطوير تم إعدادها على المدى البعيد. ليس هذا وحسب، فالتدريب في مؤسستنا خط أحمر لا يُمس لأنه ميزة تنافسية تضعنا في مستوى متقدم عن أقرب منافسينا. عندما تم تشكيل فريق التعامل مع الأزمة كان رأيه بالإجماع أن يبقى التدريب قائماً على أن يواكب آخر المستجدات. ثم بعد ذلك قمنا بالمحافظة على خطة التدريب مع تغيير الوسائل والأدوات، فتوزعت خطة التدريب على الصورة الآتية:

١- توفير برامج وتطبيقات التعلم الذاتي للموظفين
٢- الاتفاق مع منصات التدريب الرقمي غير المتزامن والحصول على عروض مميزة منها
٣- تفعيل التدريب الافتراضي المتزامن بما يتوافق مع الاحتياج التدريبي
٤- نقل جلسات الكوتشنغ بين المسؤولين وموظفيهم إلى المنصات التي توفر غرفاً مهيأة لهذا الغرض

وبهذا تمت تغطية ما يزيد عن ٨٠٪؜ من الخطة التدريبية لتسير كما كانت في السابق ولكن بأدوات جديدة، أما المثير في الموضوع أنها كانت بتكلفة أقل. لقد كان من السهل علينا تجميد الخطة التدريبية وانتظار ما ستؤول إليه الأمور، ولكننا من المؤسسات التي تؤمن بأن التقادم ما هو إلا انتحار مؤسسي بطيء.

عند المنعطفات الحادة حين يكون التغيير أمراً واقعاً، تكون المؤسسات أمام أربعة خيارات:

الخيار الأول
تجنب التغيير (عدم القيام بأي فعل)
وهذا يؤدي إلى التقادم

الخيار الثاني
مقاومة التغيير (عدم التقبل والسباحة عكس التيار)
وهذا يؤدي إلى التراجع

الخيار الرابع
التكيف مع التغيير
وهذا يؤدي إلى مجاراة ما يحدث و”المحافظة” على المكتسبات الراهنة لتفادي السقوط

الخيار الرابع
الاستثمار بالتغيير
وهذا يؤدي إلى الاستمرارية بذات القوة أو بقوة أكبر (تحويل الأزمة إلى فرصة)

تبرز قوة الكوادر المدربة والمؤهلة في الأزمات، وتكون قدرتها على التعامل مع المستجدات عالية من خلال المرونة والصمود أمام التحديات. لقد استثمرنا بموظفينا في التدريب الجيد في السنوات السابقة، لذا كانت قدرتنا على مواجهة الأزمة عالية فكان الخيار هو المحافظة على هذه الميزة التنافسية التي نلمس نتائجها الآن، فكيف نقوم بتجميد المحرك الأساسي لهذه الميزة التنافسية وهو التدريب؟”

#سفيربرس بقلم : د. محمد عفيف الفرقان _ المدرب_المايسترو_ الكويت
#قوة_التدريب

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *