وأينع الشعر في نبضي … ضمن فعالية شعرية في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب
#سفيربرس : ماجدة البدر

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق يوم الاثنين 8/3/2021 بحضور هيئة الفرع، فعالية شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء (عبد الجبار الطبل، ناهد شبيب، خلود كريمو، آيات جوبان، مي طه).
* ناهد شبيب..
من حضن الأمومة إلى واحة الشعر قدمت إلينا من مدينة حماة الشاعرة الرائعة ناهد شبيب، تحمل شهادة (معلم صف). شغلت مناصب إدارية متعددة، عضو اتحاد الكتاب العرب، فرع حماة، وعضو اتحاد الكتاب في مصر، عضو رابطة الأدب الحديث، عضو نادي أدب أكتوبر، عضو مجلس استشاري في وزارة الثقافة بدمشق، عضو صالون أبي الفداء الأدبي)، كتبت في جريدة الفداء الرسمية وفي مجلات عربية. لها مشاركات أدبية في العديد من المهرجانات والصالونات الأدبية في مصر والقاهرة والعراق وكافة الدول العربية، كرمت من قبل عدة جهات ولها عدة داوين منشورة. عضو اتحاد كتاب العرب تقول عن تجربتها الشعرية: أنا أرملة منذ عشرين عاماً وعندي ثلاثة أولاد وبنتان، تفرغت بعد وفاة زوجي لتربية أطفالي كما تفعل عادة الأم العربية وعندما شق كل واحد منهم طريقه اتجهت إلى الكشف عن هوايتي التي أخفيتها طويلاً حتى لا يبهرني النجاح ويشغلني عن مهمتي الأسمى..
من مشاركتها نقتبس..
سجادة الياسمين
سيظل يختزل الجمال فضاها أنّى اتجهت تخاطفتك رباها
شماء ترتع فوق شهقة حسنها تختال مابين المدائن جاها
يمشي على طرف الأصابع خفة بردى تودد يستميح رضاها
تغفو على كتفيه تسدل شعرها فيضوع منسفح العبير. شذاها
والحَور عانقت الضفاف كأنها- الحراس تلتقف السهام فداها
هذي جنان الأرض فاستنشق بها النسرين وارشف من رِضاب لماها
هي موئل للحب باذخة الهوى عشتار بالحسن المبين تراها
ورواية للطيبين تعطرت بالذكر نسل الخالدين رواها
تغفو على حرَق الأنين فبوحها قيس تلوّع من أسى ليلاها
هي مثلي العذراء تسكب وجدها دمعا… وفيء خميلة نجواها
ولهى بمن سكن الفؤاد وما اشتكت حبلى بألف تلاوة شفتاها
فيها خيام الشوق لما أضرٍمت شدت لجام الصبر دون مناها
شهد مصفى طعم شربة مائها كأس صبوح لو رشفت لماها
هذي دمشق …اخلع نعالك واستقم واحسن وَضوءك خاشعا بحماها
لمّا الموانئ أنكرت أبناءها مُدَّت لكل الغارقين يداها
فارفق بخطوك لا يؤاخذْك الشذى سجادة بالياسمين ثراها
لما المدائن للخلائق شُيدت البدر في رحم السماء بناها
والله أغدف في البهاء جلاله فغدت عروس الحسن دون سواها
فاطو القصائد لن يفيدك أبجد فبكل آلاء الحروف تراها
***
*عبدالجبار الطبل:
مولود في حماة عام 1971، درس في جامعة حلب (الآداب – قسم الفلسفة)، تعمق في الفلسفة وأبدع فيها، وكانت المنهل له ليثقف قصائده ويغني معانيه ومفرداته وصوره.. إنَّهُ الشاعر عبد الجبار الطبل، الَّذي قرأ مجموعة من القصائد، التي تجمع الهمَّ الوطني والإنساني، عكس على الطبيعة مشاعره، فتعانق دفء الموقد، وعطر الياسمين، من مشاركته نقتبس: / قلبانِ يرتجفانِ.. عندَ الموقدِ النّاريِّ.. يعتنقانِ دفءَ البوحِ.. عطرَ الياسمينْ
قلبانِ يشتعلانِ من وَلَهٍ.. ويأتلقانِ في وضَحِ الجُنونْ يتأملانِ مَدَى المَسافةِ..
وهيَ تخفُقُ في العُيونْ هوَ ذاهِلٌ بالنَّارِ.. أسكَرَها الشِّتاءْ
هيَ تمتطي الأحلامَ في تَرَفٍ.. تُسافرُ في مَساءاتِ البَهاءْ
هو يرتمي لِحنينهِ الأزَليِّ..يمتشقُ النُّجومْ
هي تَستريحُ على الأرائكِ. تنثرُ الحُسنَ المقيمْ
هوَ يعتلي سقفَ الجُموحِ.. إلى الغرامْ
حيناً يراهُ ولا يَراهْ ويَظَلُّ يقضمُ ما تَيَسَّرَ..
من ثِمارِ الخَيبةِ الأولى.. وتمنعهُ خُطاهْ
**
وكان لذكرى رحيل الشاعر الكبير نزار قباني وقعٌ كبيرٌ في نفسه إذ يقول:
خلقٌ جديدْ خلقٌ جديدٌ والأغاني تبتدي
موتٌ.. وترثيكَ الجداولُ.. والسَّنابلُ.. والمطرْ
موتٌ.. وتبكيكَ العنادلُ.. والنَّسائمُ والشَّجرْ
موتٌ.. وتبكيك النُّجومُ الزُّهـرُ.. يبكيك القمـرْ
وأخذتَ توقيعَ اللآلئ والزَّهرْ وحملتَ أوسمةَ الظَّفرْ
خلقٌ.. وأُمسِكُ بالمَساءْ كي أنسجَ البَدرَ المنوِّرَ..
للرِّثاءِ وللضِّياءْ هيَ رِعشةٌ فاضَتْ.. بأوردةِ السُّؤالْ
هل يقدرُ المَوتُ المُعَتَّقُ والزَّوالْ أنْ يمحيا نبضاً..
تجذَّرَ في شَرايينِ البَقاءْ خلقٌ جديدٌ..
كنتَ فيهِ آخرَ الفُرسانِ.. في الزَّمنِ البَخيلْ
خلقٌ جديدٌ.. كنتَ فيهِ سيِّدَ الحَرفِ الجَميلْ
تزهو بيمناكَ.. الحَداثةُ والأصَالةُ والأصيلْ.. !
ماذا أقولُ.. ؟ وأنتِ في سِفْرِ الرَّدى وجعٌ مقيمْ
أسحابةَ الوجعِ القديمْ.. ! اليومَ بُوحي للرِّياحِ..
بما يُخبِّئهُ الحِمَامْ واستمطري يا أنتِ ذكـرى الياسـمينْ
خلقٌ جديدْ هذا هوَ الشِّعرُ المُعَطَّرُ..
بالخُزامى والحَنينْ قد عادَ يشربُ..
من ينابيعِ الجِراحِ المرِّ.. من رجعِ الأنينْ
يا سيِّدَ الشِّعرِ الأنيقْ تغتالُني الآلامُ.. تُغرقُني بموجِ الذِّكرياتْ
فتضجُّ فيَّ الآهُ.. تُسلِمُني.. إلى الحزنِ العتيقْ
يا سيدَ الشِّعرِ الأنيقْ يا سيدَ الشِّعرِ النَّبيلْ
يا عاشقاً للشّامِ.. يامن رُحتَ تَعزِفُ للجَمالْ
قد غُصتَ في روحِ البلادِ.. مُعانِقاً وَجَعَ البلادْ
ومُرَوِّياً عَطَشَ الصَّحارى.. بالجَداولِ والوِرادْ
مُستوطناً غيمَ الموانىء والرّعودْ مُتمرِّداً مُتفرِّداً
كَسَر القيودْ ورحلتَ تلتحفُ البروقَ..
معَ الغيومِ.. معَ المطرْ مُتَوغلاً في نومِكَ الأبديِ..
تحلُمُ بالزَّهرْ
***
*آيات جوبان
شاعرة شابة شغفها حب الشعر، محامية جمعت بين الحقوق والفن التشكيلي، ورسامة ذات طبيعة حساسة مرهفة، لها مشاركات عديدة بأمسيات ومعارض فنية.. قرأت الشعر وأحبته، وصاغته قصائد يفوح الحبُّ من مفرداتها.. من مشاركتها نقتبس:
قلبٌ كقلب الصخر ليس بآبه لا يرتجى كانونه من آبه..
أقحمتُ نفسي في هواه وكلما جاهدت بعداً درت في دولابه…
فكأنني ساعٍ للذّةِ آمنه وكأنه يلتذُ في إرهابه…
أدنو إليه للحظةٍ فإذا به متراجعٌ دهراً على أعقابه…
فيزيد مابي من جوىٍ فكأنني متشبثٌ بذهابه وإيابه…
ولكم نثرت دمي لمقدمه فداً وغرست ظلاً واقفاً في بابه…
ولكم ظمئتُ ورهن كفيَ دجلةٌ فعدوتها متعلقاً بسرابه….فهجرته فأعيره عين الرضا ويعيرني
مايرتضيه سواي في إغضابه…
ويعيبُ تركي للعبادة لائمٌ أن قد سجدت وطفت في محرابه….
ويخال أبلتني السنون و ما درى مازال قلبي مفعماً بشبابه….
ياليتني أدنو إليه كما دنى طهراً رذاذ العطر من أثوابه….
مهما بلغت بوصف من أهوى فهل سأكون حرفاً ناصعاً بكتابه….
صلاة الحب.. علامَّ أفتش عن ساعديّا
وأسلو بقلبي حباً جليّا يمر الصباح وأنت بقربي
فألقاك تهفو نقياً نديّا ويغدو نهاري رهيفاً جميلا
إذا ماتبسم في مقلتيّا وأتلو قصيدي كأنك عيدي
حروفي حمامٌ تحط عليّا شراشف غيمّ تحرك وجدي
وليلي يمضي هوانا عتيّا تسابيح وجدي تصلي عليك
صلاة المحب صباحا عشيّا صباحك خير ولوز وشهدٌ
وهدل الحمام يغني بهيا تحاكي الورود بحسن القوام
فمثلك يبدو ملاكاً نبيّا تبارك قلبي إذ أنت فيه
وأينع نبضي وضاء المحيّا
**
*خلود كريمو
شاعرة وفنانة تشكيلية من مواليد دمشق، حاصلة على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، عملت في حقل التعليم، شاركتُ في عدة أمسيات ومهرجانات شعرية نُشرت لها قصائد في العديد من الصحف والمواقع العربية، شاركتُ في عدة معارض للفن التشكيلي بدمشق، لها ديوان قيد الطباعة.. من المواظبين على حضور الفعاليات المقامة في فرع دمشق. حبيبها الأسمر كطعم شهد العسل، وماء الكوثر، من قصائدها نقتبس:
كطعمِ الشَّهدِ والكَوثَرْ وحَلوى العيدِ والسُّكَّرْ
نبيذٌ ثغرُهُ أشهى مِن التُّفاحِ ذا الأَسمَرْ
كأنَّ الصُّبحَ مَبسَمُهُ كأنَّ السِّنَّ مِن مَرْمَرْ
فمَا أشهاهُ ألثِمُهُ وما أنداهُ لو أَمطَرْ
بلونِ البُنِّ سُمْرَتُهُ وكم مِن بُنِّهِ أَسْكَرْ
كما الحِنَّاءُ وجنَتُهُ كخُبزٍ طازجٍ أَسْمَرْ
خطيرٌ في تَلَهُّفِهِ ولكنْ في الغِوى أَخطَرْ
إذا ما رحتُ أرقبُهُ رمى بالطَّرفِ كالخِنْجَرْ
بَهِيٌّ حينَ أقرَبُهُ بوجهٍ في الدُّجَى أَقْمَرْ
لَعَمري نِلْتُ ما أرجو كأنِّي صائمٌ أَفطَرْ
يغمر الحب قلبها إذ تقول:
إنِّي عَشِقتُكَ مُذ تلاقَينا والعشقُ حَقٌّ كان آتِيْنا
هل قد شَهِدتُكَ قبلَ مَوعِدِنا أم في الخيالِ جرى تَلاقِينا
هذا جنونٌ… صِحْتُ من عَجَبٍ ويحَ الهوى أنَّى يُوافِينا؟
في لذةٍ من سَكْرَةٍ أَوَلَمْ، تصحو بنا شَغَفاً أمانينا؟
ونذوقُ مِن شَهدِ اللِّقاءِ فكم، دونَ الهوى، تشقى ليالينا
إنِّي عَشِقتُكَ آهِ منكَ ومِن حُلُمٍ أُحِسُّ بهِ يُدانينا
يمضي بنا، كم في الثوانيَ من عُمُرٍ، وكم جَادَتْ ثوانينا
سفنُ الهوى غَصَّتْ بِمَن عَشِقُوا فمتى الوصولُ إلى مَراسِينا؟
فنسيرُ في هذا الفضاءِ إلى دربٍ، به ننسى مآسينا
ونثورُ من وجعِ الغيابِ على صمتٍ… عسى نشدو أغانينا
إنِّي و حَقِّكَ ظامئٌ نَهِمٌ لِأَضُمَّ ثغراً من لَظَىً فينا
كم لذةٍ مِثلَ النَّدى هَطَلَتْ بفمي، فما أشهى تدانينا
وبعد هذه القصائد التي أسكرت الحضور وأعادت الشعر إلى عراقته وأصالته الأولى والتي حضرها جمهور مثقف محب للشعر الأصيل، اختتمت الفعالية بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بما يقام في فرع دمشق من فعاليات ثقافية..
#سفيربرس : ماجدة البدر.