طائرة الفرار .. بقلم : سلوى زاهر
#سفيربرس _ امستردام

التهم الحزام المتحرك حقيبة سفري
تابعتها بنظري ولم أكترث
عبرت جهاز كشف الممنوعات، أطلق تحذيراً
هرع موظف الجمارك إلي وطلب مني
خلع خاتمي وساعتي وأساوري
أفرغت جيوبي من قطع النقود المنسية
وعبرت ثانية، زعزعت الصفارة كياني
جاءتني موظفة التفتيش فحصتني بعينيها
ثم مررت يديها حول جسدي
تسارعت دقات قلبي
قالت لي: انتظري لحظة
ذهبتُ بعيدة عنها
ما بين شهيق وزفير طويلين
تخليت عن كل ذكرياتي
مررت عبرت الجهاز مجدداً
أطبق الصمت حولي
سرت نحو بوابة الطائرة المتجه لمصر
ضاعت ملامحي
صعدتُ الطائرة
نافستُ بناتي على الجلوس بجوار النافذة
طوقت جسدي بحزام الرعب
بينما كانت طائرة الفرار تقلع
كانت كل ذكرياتي
تلوح بحزن معاتبة
بكيتُ على فشلي
غادرتني الذاكرة،
طار الجسد وبقيت الروح
لم أعد أنا
فشلت في البكاء
وصلت طائرتي القاهرة
انهالت أسئلة طفلتي علي
أشحت عقلي عن كل تساؤلاتها
تجهمت عواطفي غضباً
لفتني العتمة
تحولتُ لكائن لا يعرفني
لم تعد الكلمات تعنيني
وصلت لغربتي
أفرغت حقيبتي
وخبئت ما تبقى مني
في خزانة الغربة.
القاهرة ٢٠١٢
#سفيربرس _ بقلم : سلوى زاهر _ هولندا