إعلان
إعلان

“إزميل” غير مرئي _ بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

اقتنعتْ دائماً بأن عين الصواب ألا نتحدث عن أنفسنا، ذلك أن أعمالنا هي سفيرة نوايانا والمعبرة بإخلاصٍ عنا.
باختصار.. هي اللسان الذي يتحدّث عنا.. وينوب عن مطولات الكلام في شرح مقاصدنا وبلورة غاياتنا.
تؤمن أن ما نمتهنه يُفترض أن تربطنا به علاقة شغف، لأنها ضامن فعال في تحقيق النجاح.. ولهذا لم تعمل إلا بمجالٍ تحبّه ويحفر عميقاً في نفسها..
هكذا كان عملها غذاءً روحياً، يمدّها بعناصر تقوية نفسية تختارها بعناية، بما فيها من تصانيف كتابة صحفية من مسرح إلى سينما أو دراما.. إلى مختلف الأنواع الثقافية، فنية بصرية أو أدبية.
كل مجال منها فتح داخلها مساراتٍ كانت مخفيّة، ووحده الشغف كان سبيلاً لاكتشافها.
وإن كانت سنوات الدراسة الجامعية أداتها الأولى في صقل شخصيتها لمعرفة شغفها، كان العمل الذي اختارته بوصلةً لاكتشاف بواباتٍ داخلها توصلها إلى أعمق نقطة في ذاتها.
عملنا حين يكون خياراً صائباً، وحالة عشق لا تنتهي يُمكّننا من التقاط فرحٍ غامرٍ لا حدّ له..
ويُعرّفنا دائماً على أنفسنا عبر نظرات الآخرين..
يجعلنا نُبصر ذواتنا في عمق مآقيهم..
على هذا النحو، يتحوّل مرآةً نرى من خلالها جوانب كانت خبيئة ودفينة في أغوار كل “أنا”..
وكما لو أن ما نمتهنه ليس سوى أداة (إزميل) تنحت شخصياتنا كعجينة تشكلنا وفق بنود جمالياتٍ لا تبصرها إلا عين عاشق حقيقي لما يعمل.
ويخيّل لها أن القلم الذي تخطّ به بعض “خربشات” قبل سكبها أفكاراً على ما يمثل قبالتها من بياض.. ليس سوى إزميل ينحت صلصال كتاباتها..
وتعجب.. من ينحت الآخر: هل هي من ينحت الأفكار عبر كلمات استهلكت عمراً في مصادقتها… أم إن أفكار كتاباتها هي التي تنحتُ وتشكّلُ دواخلها وكل ما يجول في وعيها..؟!

# سفيربرس _ بقلم :   لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *