إعلان
إعلان

أ. عيد الدرويش ورفاقه ..سورية ما بعد الانتخابات الرئاسية .. الأمل بالعمل..

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان

السوريون؛ شعبٌ يمتلك حضارة عميقة ضاربة في عمق التاريخ، تكالبت عليه الأمم ، محاولة تشتيت شمله، وتقسيم أراضيه واحتلالها، واستثمار ثرواته، وحرمانه منها، خاض الشعب معارك ضارية صفاً إلى صف إلى جانب الجيش السوري، معبراً عن عميق وعيه وانتمائه لوطنه، وجاءت مرحلة الانتخابات مرحلة مهمة وحاسمة في حياة الشعب السوري، وكان العنوان الذي اختاره السيد الرئيس بشار الأسد (الأمل بالعمل)، وهو عنوان يحمل دلالات كبيرة، ومعانٍ عميقة، الأمل لا يتحقق إلا بالعمل الجاد والمثمر من خلال إعادة بناء وإصلاح جميع البنى التحتية التي دمرها الإرهاب وداعميه ومموليه. وهذا الأمل معقود على أبناء سورية الصامدين والذين حموا بلادهم، ودافعوا عن أرضهم، وانتصروا في معركتهم.
أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق يوم الثلاثاء 29/6/2021، بحضور هيئة الفرع، (د.إبراهيم زعرور، أ.أيمن الحسن، أ.أحمد خدام السروجي) ندوة بعنوان:
“الانتخابات الرئاسية الأمل بالعمل”، أدار الندوة: د.إبراهيم زعرور – رئيس فرع دمشق.
شارك فيها الباحثون: (د.سليم بركات، أ.نبيل نوفل، أ.عيد الدرويش).
***
الانتخابات الرئاسية .. الأمل بالعمل.. وأ.عيد الدرويش
تحدث السيد عيد الدرويش في مداخلته في هذا الندوة عن الانتخابات التي جرت في سورية، وكانت عرساً وطنياً، عبر فيه الشعب السوري عن تماسكه الداخلي بكل أطيافه متحدياً كل المشاريع التي واجهته وعبر عن استمراره في محاربة الإرهاب، حتى تحرير كل ذرة تراب دنسها الإرهابيون، وطرد كل محتلٍّ. إنَّ هذه المرحلة الوطنية كانت تعبيراً عن محبة الشعب للقائد الذي وقف إلى جانب شعبه وأرضه فبادله الشعب هذا الوفاء من أجل الاستمرار والتحدي وإعادة الإعمار وبناء سورية الحديثة المتطورة.
**
سورية بعد الانتخابات الرئاسية – وأ.نبيل فوزات نوفل..
(يرى أ.نوفل، بعد هذه الانتصارات التي حققها الشعب السوري على الإرهاب، أمامنا تحديات كبيرة في مقدمتها، تحرير الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا وأمريكا والكيان الصهيوني، وخوض عركة إعادة الإعمار، وهي لا تقل خطورة عن المهام الأخرى بل هي الأساس الذي نستند إليه في الانتصار على كل معاركنا الأخرى، وبالطبع فلسطين جوهر الصراع وأساس كل المعارك.. أمريكا هي من قاد الحرب العدوانية الإرهابية على سورية بأصنافها المختلفة، وهذا ما أعلنه أكثر من مسؤول أمريكي، وبعد أن تأكد لجميع الأطراف أنَّ الرئيس الأسد باقٍ ولن تستطيع أي قوة عسكرية إزاحته أو زحزحته، خاصة بعد أن استخدموا كل الوسائل وأقذرها الحصار الاقتصادي ومحاولة تجويع الشعب ومحاربته برغيف خبزه، وكما تعلمون كان من أهم أهداف الحرب على سورية تقسيمها، وقيام كيانات عرقية طائفية، وهذا ما يعمل عليه الأمريكيون والأتراك، من خلال الاحتلال للقسم الشرقي من سورية وإقامة كيان كردي توأم للكيان الصهيوني تقوم بمهمة سرقة الثروات السورية وحرمان سورية من سلتها الغذائية والطاقة ومشتقاتها من جهة، وتؤسس لمشروع تفتيت سورية، وبالتالي يبقى التوتر قائماً وتفشل انتصار سورية في مواجهة الحرب التي شنت عليها، وتبقى القواعد الأمريكية والاحتلال لسورية في المنطقة الشرقية، وفي منطقة التنف.. وهذا وضع الدولة السورية أمام خيارين، الأول المواجهة العسكرية المباشرة مع الاحتلال الأمريكي وعملائه (قسد)، ويتطلب ذلك دعم روسيا بشكل مباشر، وأعتقد أن روسيا لن تذهب للمواجهة المباشرة مع أمريكا، والخيار الثاني هو المقاومة الشعبية المدعومة من قبل الدولة والقوى المقاومة، وروسيا ، وهو الخيار الذي نعتقد أنه سيتم العمل عليه، وسيحقق الهزيمة للأمريكيين وستندلع المقاومة بشدة ضد الوجود الأمريكي وعملائه في المنطقة.. وحين حدد السيد الرئيس بشار الأسد أساس المواجهة بشعار الأمل بالعمل، وكما نعلم مفهوم الأمل مفهوم شديد الصلة بالإمكان والقدرة والانبثاق، وهو يمكن المرء من امتلاك التفاؤل الإيجابي والتحرر من التشاؤم القاتل ذاتياً، وهو ما يثبت حيازة الإرادة والقدرة على الحرية والاختيار لتعزيز الكرامة الوجودية، أي لا معنى للوجود الإنساني من دون الأمل، وهو مرتبط برؤيا الإرادة الوطنية المتماسكة وهو مشروع وعقد استثماري فكري وسياسي واجتماعي واقتصادي وإعلامي وطني وقومي وهذا الألم لن يتحقق إلا بالعمل..
والعمل هو الجوهر الذي ينتفع به الفرد والمجتمع، المواطن والوطن وهو فعل واعٍ ومسؤول، يجسد حصيلة التجربة والخبرة والثقافة المتراكمة على الصعيدين الفردي والاجتماعي، إنه فعل معنوي ومادي في آن، لأن الشعور والتصور أو الفكرة يسبقان الفعل البدني، أو الفعل الفكري الذي يتكون في الذهن..
لذلك لابد من نشر الوعي بثقافة العمل الوطني الأصيل وربطه بمفهوم السيادة الوطنية، بوصفه دفاعاً عن أرض الوطن..
إن أملنا كبير بقدرة القائد بشار الأسد على العبور بوطننا لما فيه خير الشعب العظيم..
*أما د.سليم بركات في مداخلته فيرى أنَّ سورية أثبتت من خلال هذا الاستحقاق أنها الجدار العربي الصلب، الذي يقف في مواجهة أعداء الأمة العربية، ولاسيما المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي الإرهابي الذي استهدف سورية وباقي محور المقاومة لمصلحة الكيان الصهيوني، هذه الحرب التي أثرت على سورية تأثيراً سلبياً من خلال انخفاض قوة وفاعلية سلطة الدولة، وما أثرته على قوة القرار السياسي والدبلوماسي وشدد من فاعلية الحصار الاقتصادي نتيجة مقاطعة سورية وبالتالي كان انخفاض الاحتياطي النقدي وبخاصة العملة الصعبة، وكانت الهجرة، وارتفاع نسبة البطالة، وانعدام الاستثمار المحلي، والعربي والدولي، وشلل الحركة السياحية والكلفة الكبيرة لإعادة الإعمار، زد على ذلك تشويه صورة سورية في الخارج، وزيادة الخلافات في الوطن العربي، ولا نستطيع أن نغفل دور التفتيت المذهبي والطائفي، والخسائر الكبرى في القوى البشرية وتدمير في المنشآت مع فقدان الأمن والأمان، وانتشار التسول وغياب سلطة القانون وانتشار الفساد والهيمنة على ثروات الوطن وانخفاض مستوى التعلم.
أما إيجابيات هذه الحرب، فكان تطوير اللحمة الوطنية السورية، واحتضانها للقوات المسلحة السورية، وتعرية الفكر الإرهابي الإسلاموي وأهدافه المدمره للدين الإسلامي الحنيف، هذا بالإضافة إلى بروز العناصر الفاسدة والمفسدة على مستوى المجتمع.
تواجه سورية مابعد هذا الاستحقاق مجموعة من التهديدات أو التحديات، منها الداخلية، والتي تتطلب نمطاً من المعالجات مغايرة لفترة الحرب وما قبلها، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، والذي يعدُّ أكثر إلحاحاً للعمل عليه (فقدان الموارد المالية، التي كانت تتدفق من المصادر النفطية، والزراعات الاستراتيجية في الجزيرة السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي وكذلك فقدان الدورة الاقتصادية الطبيعية والنامية لمصلحة الاقتصاد الموازي، والذي يعتبر إفرازاً طبيعياً لأغلب الحروب، رغم ما يشكله من ضغوط على الشريحة الأضعف في المخيمات التي تتحمل الأكبر، ومنها النزوج الاجتماعي سواء أكان هذا النزوح داخلي، أو كان هجرة خارجية وما رافق ذلك من خسارة للخبرات والكفاءات.. واستردادها يحتاج توفر الظروف الأمنية المستمرة ..
يوجد جزء كبير من الأراضي خارج سيطرة الدولة السورية، التركي في محافظة إدلب، والأمريكي في الجزيرة العربية 90% من موارد سورية من نفط وغاز 57% من موارد غذائية كالقطن والقمح، ولا تغيب منطقة التنف عن المشهد كقاعدة عسكرية تمثل دور قاطع طريق بين سورية والعراق تمثل تهديداً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً للدولة بالإضافة إلى الواقع السياسي الذي ولدته القطيعة الكردية والتي تتناقض مع مفهوم الدولة.
الدروس المستفادة من هذه الحرب، هي: ضرورة ترسيخ مفهوم السيادة الوطنية مع ضرورة تطبيق الأسس للدولة القانونية ، زد على ذلك ترسيخ ثقافة الشهادة، وثقافة المقاومة مع التركيز على القيم الإنسانية، واستئصال الفساد مع إعادة النظر في المنشآت الصناعية والاقتصادية هذا بالإضافة إلى ضرورة ترميم الفكر الاستراتيجي وإحداث إدارة للأزمات، ووضع خطط للكوادر الاختصاصية..
والأهم من كل هذا بروز السؤال التالي:
– من هو العدو الحقيقي للأمة العربية..
وما أهمية هذا الاستحقاق في تاريخ سورية، وهل نبالغ إذا قلنا أن استقلالية القرار السياسي في سورية وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية من حيث الإرادة والصمود، كما هي أكثر عزيمة على متابعة التمسك بالثوابت الوطنية والدفاع عنها ضد معارضة فيها من هو مرتبط بأعداء سورية…
وفي النهاية قام بالمداخلة:
(أ.هيلانة عطا الله، د.أكرم الشلي، كمال سحيم، صبحي سعيد، بكور عاروب)
وفي النهاية شكر د.إبراهيم زعرور، رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الحضور.

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *