كتبت عبير سليم : أم الشهداء من دون ماء ولا كهرباء
#سفيربرس

مشيت في زواريبك …لمست تلك الجدران المضمخة بالوجع والالم …لمست الدروب ..ذهبت في طريق الحقول الكئيب ..وفي أذني لازال صوت مضخةالماء تدور وتدور ..
لازال صوت العصافير ولون الفراشات ..ولازالت رائحة الشكلس والحبق تعشش في روحي وذاكرتي ..رأيتها اليوم تلك الحقول سمراء بائسة ..وأرضها قاحلة ..يابسة تلك الأشجار ..ومضخة الماء قد صدأت …وتلك الآبار تعفر قلبها بالتراب …مشيت مشيت ..ووصلت تلّها العتيق ..وهناك رأيت كيف الشهداء يبكون …هل حدث مرة ورأيتم شهيدا يبكي ؟؟؟أنا رأيت ..رأيت الحزن باد فوق أضرحتهم ..وقد جفت الأزهار ..والرياحين قد ذبلت ..أجل إنها قريتي ..تلك القطعة من الروح ..صبورة الابية ..تلك التي أُطلِق عليها هذا الاسم وصار مصدرا لصبرها ..صبورة تلك القابعة على أطراف البادية ..قلب السلمية الجميل ..صبورة ..بلدة الشهداء ..ابنة السلمية مدينة الفكر والمفكرين ..قريتي ومدينتي ومجموع القرى هاهنا يقبعن كالثكالى ..بلا ماء ..بلا كهرباء …وبوجع كبير ..صبورة قريتي هذي المغيبة قصدا عن طاولات المسؤولين ..هذي المقاومة الصابرة الصبورة ..الجميلة ..صبورة …تاريخ التاريخ ..ووجع السنين …تقبع اليوم عمياء خرساء عطشى …الى متى ؟؟؟؟؟
لا أحد يدق بابها ..لا ظل مسؤول يلوح بحل لأزمتها قريب ..الى متى ستظل ترزح تحت نير الظلمة لاتحصل على حقوقها كما شقيقاتها من البلدات في هذا الوطن ..فالكهرباء عصية عليها تزورها في اليوم كله ساعة او بعض ساعة ..والماء …فلنتحدث ولا حرج ..برميل الماء بألف ليرة ومؤسسة المياه اسم بدون فعل …لا أحد هاهنا يريد أن ينظر الينا ..سلام عليها صبورتي الجميلة ..سلام عليها في كل حين ..صبورة تنادي أما من مجيب ؟؟؟
أم لعل الصمم قد أصاب قلوب الجميع …….
#سفيربرس _ بقلم : عبير سليم