السلام الداخلي ..بقلم : د. رولة الصيداوي
#سفيربرس

السلام الداخلي لا يعنى التسليم و الخنوع و تقبل اللامقبول تجنباً للمشاكل و الصراعات ، و لكنه يعنى مواجهة الظروف بعقل متفتح و صدر راض بدون جزع أو وهن أو خوف.
فالشخص الذى يمتلك سلاماً داخلياً تجده متفائلاً مستبشراً، في خضم مواجهته لأصعب الأحداث.
لا يهرب ، و مستعد أن يتحمل تبعات اختياراته بصدر رحب
فالسلام الداخلي مصاحب لتحمل المسؤولية.
يمكن ان نقول أنه أسلوب حياة، يصل إليه الإنسان بعد مروره بعدة خبرات حياتية قامت بدورها في صقل شخصيته.
تصل الى السلام الداخلي عندما تعرف متى تواجه و متى تتغافل و متى تنسحب.
تصل الى السلام الداخلي عندما تصل الى ذاتك و تفهمها جيداً .
وعندما تعرف الغاية من وجودك في الدنيا فلا تحيد عنها.
و تعرف اولوياتك و تحدد رغباتك و أهدافك ، فلا تتخبط في الخيارات بل تكون محدداًو هذا بدوره يبعث السكينة في النفس و يهبها السلام لأنك لن تشعر بالتيه.
تعرف تماماً متى تقول نعم و متى تقول لا، و تحترم إرادتك و رغباتك كما تحترم الغير
وعندما تتسلح بالإيمان العميق و تعلم ان ليس كل ما يريده المرء يبلغه، فترضى و تصبر و تكون شاكراً حامداً ، لأنك تعلم أنه لم و لن يفوتك شيء .
تصل الى السلام الداخلي عندما تصقل نفسك بالخبرات و تتأمل تصرفاتك و تقييمها و لا تعاود فعل ما سبب لك القلق سابقا .
وعندما تتقبل اخطاء الماضي ، لأنك اقترفتها بعقليتك القديمة ، و تعد نفسك انك لن تكررها بعد أن تعلمت منها.
فتكون النتيجة هي انك ستتصالح مع ذاتك، و تمنحها السلام كل السلام
الدكتورة رولا الصيداوي
استاذة جامعية /مسؤولة الصحة النفسية.
#سفيربرس _ بقلم : د. رولة الصيداوي