إعلان
إعلان

الدُّب في العاصمة السوريةدمشق :

#سفيربرس _ نغم حاتم سليمان

إعلان

لطالما كان ومازال المسرح القومي السوري وسيلةً مميزةً لتقديم ثقافات عالمية متنوعة بوجهات نظر وأساليب مختلفة ؛ لأفضل الأسماء والكتاب العالمين .
مأمون الخطيب له في هذا المجاال بصمةً فيها من الجمال؛ مايكفي لتخلده الذاكرة كونه يحاول في كل تجربة جديدة كسر النمطية المعتادة
وتقريب الأعمال العالمية من المشاهد السوري وواقعه كي لا يشعر هذا المشاهد بالغربة بينه وبين النص المطروح أمامه.
وهذا مافعله الخطيب في مسرحية الدب بالتعاون مع فريق العمل التي عُرضت على مسرح الحمراء في العاصمة دمشق منذ 25 الشهر الماضي ولغاية يوم أمس ؛
/الدب / المأخوذة من إحدى أعمال الكاتب الروسي انطون تشيخوف الكوميدية ؛ الذي كتبها عام 1888 ونشرت باسم مستعار بداية” ورفضت أكثر من مرة من قبل الرقابة المسرحية الروسية لما فيها من من غرابة في موضوعها وفكرتها .
ولاحقا” تبناها تشيخوف وقامت زوجته بترجمتها لعشرات اللغات العالمية ؛ وكما أنها تحولت إلى السينما ؛ و عرضت في السينما السوفيتية لثلاث مرات متوالية عام 1934؛ 1984؛ 1988
وكذلك قُدمت ملحنة في الأوبرا .
ليأتي الخطيب في هذه المرة ويكون له رؤيته ونظرته الخاصة السورية لهذا العمل العالمي .
تدور أحداث المسرحية حول ثلاث شخصيات متباينة :
/تمارا/ التي جسدتها الشابة زينة المصري؛ خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية
تلك المرأة التي خسرت زوجها منذ اكثر من عام ولم تستطع أن تتجاوز فكرة فقدانه على الرغم من خيانته المتكررة لها في حياته ؛ فبقيت بحالة من الانعزال والحزن وعدم الاستقرار والكأبة ظنا” منها أن هكذا أسلوب في التعاطي مع الموقف والحالة التي تمر بها نوع من الوفاء لشخصه الميت .

/العمة ليليت/ تلك الإنسانة التي لاتشبه تمارا بأي شيء فهي إنسانة مُحبة للحياة ؛ متفائلة منطقية تُدرك تماماً أن لاشيء في الحياة يقف عند خسارة الإنسان للإنسان ؛ وأنه لأمرٌ طبيعي يحصل دوماً في دوامة الحياة يكفي أن نعطيه حقه من الحزن دون المبالغة اللامنطقية التي لا تنفع ولاتعيد شيء كما كان .
/العمة ليليت/ جسدتها الفنانة رنا جمول صاحبة الروح الجميلة التي تشعرك دائما” عند رؤيتها على خشبة المسرح أنها جزء ٌ لا يتجزأ منه وأنها خُلقت لتكون هنا ؛ فهي في كل مرة تعكس حبها للمسرح وشغفها به بأدائها المميز و تعطي كل تفصيل في العمل والشخصية حقه من كل قلبها وبكل إخلاص ؛ ليصل إلى قلوبنا بذات الحب والشغف ؛ وفي الدب ؛ رنا كانت تشبه كثيرا” الشعب السوري الذي لا يسأم ولا يمل رغم كل المساوئ والظروف الصعبة التي تمر عليه . وهذا ما أرادت إيصاله للجمهور بالتعاون مع الخطيب .
أما الدب في العمل كان اسم لشخصية جسدها الشاب/ وسام محمود/ في تجربته الاولى التي أخذت منه قرابة الشهرين تحضيرات كونه نص عالمي . واعتبر هذا الاسم حق من حقوق الكاتب في نقل النص إلى رؤية سورية التي كان يجب ان يتم نقلها بكل موضوعية وشفافية

التعاون بين أعضاء فريق العمل والانسجام بينهم كان واضحا ” وهذا ما اكده الجميع بقولهم أن الفريق متعاون لحد كبير وفيه من الطاقة الايجابية مايدعم العمل ويساعد في إنجاحه .
فكان العمل متجانسا” بكل تفاصيله من إضاءة وصوت وديكور ونص وإخراج وأداء راقي .

#سفيربرس _ نغم حاتم سليمان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *