الأم الكبري .. بقلم : ألوان إبراهيم عبدالهادي

الإنسان ابن الطبيعة فإذا ماحدثت فجوة مع ابن جنسه لجأ إلى الأم الكبرى التي وحدها تستطيع التفريج عن كربه بحضنها الرحب وقلبها الآفاق ، فتأخذك بعطفها الجياش ، وسقسقة ماؤها المحيا ، فتتحير في محارها وتموج بين مدٍ وجزر ، وتتهيب عبابها العميق ، فتهمس بقلبك لتهمس بقلبها أناشيد سرمد ، فتحنو عليك برأسها وتلفك بذراعيها وتحتضنك بحضنها الدافئ ، أما أنت .. تبوح بسرِّك لها : أمي .. إني أحبك .. فتجيب: بني وهل لأم أن تشح بالحب لابنها .. أما عني أحبك أكثر بكثير مما تكنُّه لي من حب ٍ ، فحبي لك كبير لاتستطيع أن نرقى عليه.
أي بني : عليك بالعمل الدؤوب لترى من حبي أكثر مما ترى..؟!.
استودعك الله بني !.. اترقبك بعيني الساهرة التي لا تغفل عنك لحظة واحدة .. يمشي في مناكبها والحيرة تتجاذفه ، يمنة ويسرة ، طولاً وعرضاً ..
آ.. آ ه ه أمي وهل لقلبي الصغير كقبضة يدي أن يتسع يتسع لقلبك الكبير كبر الكون ، لن أخذلك مهما كلف الأمر سوف أسعى ما استطعت وأكثر من عمل الخير ما بوسعي علّي وعساني أحظى بشقص من عبّك أمدُّ يدي إليه كالطفل الذي يحنو إلى صدر أمه يناغي ويحبو ويتلقى منها تعاليم الحياة الفطرية التي لا تشوبها شائبة، المنتقاة من الأزل من براثن الخبث والمر ، المعرَّاة من الظلم وصانعيه ، ولاتقربها شياطين موسوسة تعتصر أفئدتها كرهاً وغيظاً.
آه آه أمي : عدت إليك لأخبرك عن كثرة ما رأيت من جمالٍ يأخذ اللب لم أرَ أجمل من ليلك يضيئه القمر بدراً في وسط قبتك ولا أجمل من صباحك بنغمه السمفوني يعم الكون ليحرك نهارك ..
ها آنذا أعود إليك ، هل حظيت بشقص قلبك ؟!!..
#سفيربرس _ بقلم : ألوان ابراهيم عبد الهادي