أمنيتها الوحيدة..بقلم : مرغريت جمل

فتحت نافذة غرفتها المطلة على شاطىء الخذلان …
أغمضت عينيها العسليتين وأزاحت خصلة بيضاء عن خدها المترهل الذي حفرته سيول الدمع الغزير…
تنفست بهدوء وعمق نسمات خريفها الصدئ وراحت تتمتم أمنية في نفسها …
ثم نفثت من أعماقها آهات القهر والتعب فأطفأت نجمات لامعة سبق وأن شهدت سنوات التيه الستين….
أدركت أخيرا أن ساعات عمرها قد توقفت عن الركض منذ زمن طويل و صارت تزحف على جدار الانتظار المرير…
فتساءلت في نفسها أين هي من ربيعها الخلاب وصيفها الرشيق وشتائها الأنيق ..؟
باتت لا تعيش من الخريف سوى موسم تساقط أوراق الشجر!
حتى مرآتها المثبتة على خفقات النسيان لم تعرفها واستنكرت ملامح وجهها الشاحب!
حاولت أن تبتسم …لم تستطع وكأن ابتسامتها حزمت حقيبة بالية ورحلت عنها من دون وداع أو بوصلة أو خارطة طريق.. لتتدحرج الأماني على سفوح وهم هلامي المصير وتتبعثر إلى قطع صغيرة يستحيل لها أن تنمو من جديد…
كيف مضى بها العمر ولم تتذوق من السعادة قطرة واحدة أوتشرب من نخب الحياة رشفة ترطب بها شفتيها الرقيقتين ؟كيف انتهى بها المطاف مع رجل كتم بهجتها وأفقدها الرغبة بالحياة … ؟
فسرت في داخلها قشعريرة غريبة اجتاحت كل خلجة من جسدها وأطلقت سراح دموع حبستها في قعر روحها الممزقة ثم رفعت رأسها إلى السماء وضمت يدها إلى صدرها وتمنت الأمنية ذاتها من جديد…
أن تعيش ما تبقى لها من العمر في سلام …

#سفيربرس _ بقلم : مرغريت جمل