إعلان
إعلان

نغم الانكسار للشاعرة راما عبد اللطيف

#سفيربرس _ تحقيق ألوان عبدالهادي

إعلان

نغم الانكسار : عنوان ملفت يسحبك في عالم التساؤل هل للانكسار المؤلم الذي نعرفه نغم؟ وكيف يمكن للمنكسر أن يتنغم بانكساره وووو..؟ نعم إن الشاعرة راما فلسفت هذا الانكسار لتخلق من ايقاعه وصخبه نغما يطرب ويمتعها كنا يمتع القارئ. قصائدها الحداثوية القصيرة التي تبتعد عن الومضة وعن القصيدة الطويلة على الأقل في هذه المجموعة فقد اختارت لقصائدها أجساما وقواما فنيا مختلفا فتراقصها بحزنها وفرحها بحبها وكرهها بتلاوين روحها الحالمة الى نكهة و طعم انساني تصبو اليه بعيدا عما يحدث في الواقع من تشويه للحياة ومرارة قد تقسو عليها فتراها تحزم أحرفها وأفكارها لتسافر في عالم الكلمة التي حاكتها على طريقتها معتمرة فلسفتها المعهودة في أشعارها لتبدأ ديوانها في عناق الحرف منعتقة من تلأوزان الخليلية والقوافي التي تمنع أجنحتها من التحليق عاليا وبحرية لا تحدها حدود وكأنها تتسع للكون أجمع . في اولها عناق الحرف تقول فيها: / لم أشدُ ترانيم شعري/ على نغم الأوزان/ مع رنين عرس القوافي/ بل همت بالحرف/ طربا أضحكته/ أدمعته حساً/ أفرحني وابكاني / سبحت في الدم معا/ ارتحلنا حالمين بعيدا/
اذ مانادانا مليك الفكرة/
هذه التجاذبات الحميمية بينها وبين الحرف والفكرة والكلمة تأحذها كما ترغب دون رقيب لها وتعيدها في اعتلاجاتها المجسدة لواقعها ومايجري من احداث تتفاعل معها كما كل أديب ولكن بطريقتها التي تفردت بها ليضم الديوان مئة وخمس وثلاثون عنوانا لقصائدها . عالم رحب وغني تأثرت بما تأثرت بفكر أدونيس فلسفة كلماته إيقاعها. لكن راما خطت لقصيدتها مقاما خاصا بها يشبه راما فقط. لتتنقل في المجموعة بين ( سلال الموت- لفحة رجاء- دغدغة- مع الوهم نحيا- فرحك يزيد) ذكرتني في فرحك يزيد بمجموعة قصصية للقاصة هيفاء بيطار بعنوان يكفي أن يحبك قلب واحد لتعيش وراما انتهجت هذا الحب والفرح لذاتها تقول: / مالم يسعدك غيرك/ يكفيك فرح ذاتك/ بوجودك وبالوجود اهنأ بنفسك/ إنها فلسفة المعرفة بالذات وهواجسها وتنوه عن الظلم في / مقصلة وبسمات – وحدة – قتلتموني أيها الرحماء؟ تختم بتساؤل القصيدة / أسمعتم بمن؟ / عاش بين الاموات/ الى قصيدة ثروة المقهورين وفيها:/ تبقى أيها الرضا وحدك/ ثروة المقهورين / خبز الصابرين/ وفي ( جنة فحسب)تقول: / اتركوا الدين السماوي لتساؤلات الغيب/ واعتقوا سوريا على ارضها لتبقى/ حقيقة ثابتة/ جنة فحسب/ في قصائدها هم وطني يتسرب في تنهدات أشعارها ( روعة الولاء- سوريانا القضية تقول فيها/ السلام عليك ياحبيبتي/ يا أكرم الأمم/ يا أمي/ وفي – حدود بلادي)تقول فيها:/ كوريقات صفصاف كهلة نثرها الهبوب / كغيث دمع انهمر بعد عصف الأحزان/ ننكسر/ وتكسر فينا الأيام/ هذه الآلام التي تحرقها تبرز في جميع قصائدها موجعة مطعمة بحبها ورهافة حسها للحياة والأشياء وأمانيها في تحقيق الجمال الذي هو الأسمى ( عبادة الشيطان ) تقول فيها:/ الأمثولة ضجرت غبار السنين/ لأعياد لم يبق منها غير الاسم / عفوكم/ وفي قصيدة ( كما أنت أحبك) : / اقلعي شوك الدرب / بطراوة كفك/ وقفي بمهب العمر/ عزلاء وحدك/ فاعصفي يا أعاصير الأرض/ وتهيجي يا نوب الدهر/ فانني يا ذاتي البسيطة / حقا أحبك / وفي عقيدة الآمال الى وهم الآمال تقول بالاولى :/ أورقي أيتها الدقائق وأفرعي/ من نبض حناياك فرحا/ بعدما نزعت من الأغاني الأحزان / وسردت للطبيعة رواية الانسان/ سأغفل عن شوك البشاعة / وأجتث من الروح رزمة الجروح/ لن تجافيني نواميس الوجود/ على تعمدي كسر المحال/ على تشريعي عقيدة الآمال/ تحاول أن تشرع مايجب أن يكون وليس كما يفرض مانوهت اليه في وهم الآمال في اسقاط لهدايا بابا نويل الذي يسدي الهدايا ويأخذ ثمنها باهظا من الدم والعروق التي اخذها المستعمر من دمنا وأرضنا وترابنا. قصيدة فيها من السخرية والاحتجاج على مايكسر قلوبنا لقاء مدعة صغيرة من هذا الغرب المخادع. اما في قصيدة مدونة الحضارة تقول فيها:/ دمشق/ يامدونة الحضارة/ دنَِس بياض أحلامها/ وقصيدة (لواء تاج) قصيدة فصلت بطولها عن رفيقاتها لسوريا العلياء والعراقة والفكر يبرز فيها الخصيب مذكرة فيها:/ الخصيب سليب الفؤاد / السوري أنا / بالجهل بمرارة النسيان / لاتقتلوني / مرة تلو مرة/

اما قصيدة( نكسات )تعبر عن الأسى الذي لحق بنا وبشؤوننا محتفلين ومهللين بحزيران هذا الاسقاط المؤلم الذي حل بنا معتذرة من الوطن والتاريخ من الجولان وغزة من الضفة والغور وسينا قائلة: / عفوا من العزة والرأس المرفوع / كل يوم بامتدادنا العربي/ بعد خامسك وسائر الأشهر / بدقائق شؤوننا/ أفظع.. نكسة/ توجعات الشاعرة تعتمر جميع قصائدها في الديوان ويشغلها هذا الوجع والالم وتحاول خلق مايمكن للجمال والحب أن يولد في خضم هذه الترهلات من الأمور والأوضاع المعاشة التي قد لاتحتمل انكساراتها فتحيلها نغما قابلا للأمل والحياة ولها في الانعتاق من الماضي وارهاصات المستقبل عنوان (للحب عطر وجناح ) تقول:/ تعال لنغرس حقول اللحظة / معا زنابق وجد/ على روابي الصدفة رمينا/ لايد لنا بحقائب الماضي ولا بمخاوف الغد/ وفي (حتمية) تقول:/ انعدام العدالة على الأرض / يدفع لأمرين لاثالث لهما/ الموت ثم الموت ثم الموت/ وفي قصيدة خمرة التحدي تقول:/ بين الفرح والكآبة قرار/ فيا أيتها السويعات المؤلمةاهدئي / يئس مني الخنوع/ ومن دمعي مطر صيف مشتاق/ أصابعي إزميلي وأقلامي/ هذه الردود المتوثبة المختمرة بالأحلام والأماني تجتاز كل الشوك لتحول أنغامها التي تصبو اليها وتسعى جاهدة لبلوغها بقلمها ومعلمها الكتاب وفي ( شهيدان) ترثي الصدق والوفاء اللذان غادران تاركيز العذاب والحزن والشقاء وتبرز فلسفتها للحياة في قصيدة ( أرقم أة حياة) قائلة: / ولوكنت في حياتك حياة/ لتضوعت ثواني عطرا/ أجنحة سحر / وحجر الفلاسفة/ منحت/ وفي قصيدة (ماذا أوصيك؟) تقول: / ماذا أوصيك ياسطوري / يا مهد حرفي/ اكتبني بمداد دمي / على صفحات روحي/ لأسعد بوجود/ ضاق من دونك بي/ قصائد كثيرة تومئ لك بالوقوف عندها محملة ماتريده من زاد يشبعك ويرويك وهكذا راما روت روحها وتساؤلاتها بها منها ( دوني على جسدي- مالحل؟- هل من جواب ؟ – مخلصنا- خوابي العمر- مطرقة الزمان- منسك العرزال- مفارقة- أتندمين- ميت حي – هل من ربيع؟ – يوسف بشسوع وطن- بخور الخطايا- دمع ساخن- عث فسادا- قول ودخان- بلاثواب – مرآة- خيبة- طبع- عيد بلامحبين- ممحاة – على الأرض الجواب- حاجة- أنجد ذواتنا) يستدعيك مشهد لزورق نجاة فإذ به غربة وبعد كما في العدوان الذي من طبع البشر الذي نمقته والمدمر لاواصر الالفة والتودد بين الناس والذي يحتاج الى عواصف عاتية لتقوم بدور الممحاة وغسل هذه الشرور وهل نجد ذواتنا التي هدرت أعمارا لايجادها وما زالت الجهود تبذل في طريقها فلسفة شعرية وجودية تجد سهولة ممتعةفي فك رموزها واسقاطاتها راما الشاعرة التي انتحت طريقا لنسج سطور قصائدها بايقاعية آلامها وأفراحها ايقاعية أبكتها وأفرحتها معا، وارخت الاستلقاء في فيء ذاتها التواقة الى الفرح والأمل والانعتاق من بوتقة الواقع الذي تراه مخربا لقيم الانسانية تقلدتها عقدا فريدا وامتثلت إلى أحكام ضمير حي في رأيها للخلاص من مفاسد دمرت كل هذه المبادئ السامية التي احتوتها في كل حرف مناشدة لها في دروبها ومسيرها وسيَرها. لاشك أن ماتطمح له الشاعرة راما بين يديها واوشك أن يلبي رغبة قد سعت إليها بأنغامها الشعرية المفتوحة والمطلقة الى الوجود دون قيد او شرط وهذا مااتسمت به وحدد ملامحها الشعرية بامتياز. تختم ديوانها بكلمة شعرية ألقتها في معرض الكتاب الثقافي المقام في فندق صافيتا الشام بعنوان( كلمة لبلادي من حرفها) أكدت فيها على منبت الفكر الحر في بلد الخصوبة والعشق سوريا من حضارة سامية عريقة وأن الفكر لاينتمي ألا للانسان والعلم والآداب وأثنت على الكتاب الذي يبني العقل والنفس ويرسخ العلوم والآداب الانسانية جمعاء
قصائد راما أغصان غضة لنغم حفيفها هذا العنوان لديوانها الرابع ( نغم الانكسار) وهو اصدار دار ارواد طرطوس والغلاف يتقلد صورتها الرزينة وهي توقع كتابها الثالث فجر وزهرتا فل اصدار ارواد بعد مجموعتيها أن وسان دار التكوين وقمح بلا بيادر

#سفيربرس _ تحقيق ألوان عبدالهادي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *