سوسيت كافيه … في حضرة الجمال ومتلازمة الحب

على الضفة الشمالية لحديقة تشرين يتموضع فضاء المحبة إنه سوسيت كافيه، بكامل حضوره البهي الذي يضيف ألقا وبهاء للصباحات والمساءات الدمشقية.
ألق يعم المكان ويفيض بهاء يحمله ذوو متلازمة الحب ..فهم حاضرون بإبتسامتهم ونقاء قلوبهم وطهارتهم،
فهناك تعيش معهم لحظات من عالم آخر، عالم لايعرف الكذب ولا الخداع ولا المكر …عالم فيه الكثير من الصدق والفرح والمحبة … إنهم فريق سوسيت كافيه الذين ما إن تدخل حتى يبادرونك بالتحية ويرحبون بك أجمل ترحيب.
… إنهم باقة من ورود الشام تنثر عبق ياسمينها من هناك من إطلالة جميلة جدا من سفح قاسيون …فلن تجد في مكان آخر في دمشق أو غيرها راحة ولا طمأنية وأنت في حضرة أناس… البسمة على وجوههم وفي قلوبهم ويقولون لك بكامل إحساسهم أهلا بك بيننا في هذا الكافيه …المشروع الأول والرائد الذي أطلقته جمعية جذور ليكون بصمة واضحة في العمل الإنساني المميز والمختلف والمستمر دائما و أبدا … المستمر بهذه القلوب الطاهرة والنقية والصادقة بعطائها..
كافيه سوسيت إنجاز عظيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لجمعية جذور لأنه يجمع مجموعة من الشباب الذي ميزتهم الحياة لالمتلازمة وهناك تعلموا فنون العمل في الكافيه فيقدمون لزوارهم وضيوفهم المشروبات الساخنة والباردة بكل أنواعها كما يقدمون حلويات منوعة .
هذا المساحة من الإبداع الانساني أكسبتهم خبرة عملية توظفها الجمعية في سبيل دمجهم في المجتمع ليصبحوا منتجين وفاعلين وأيضا محبوبين

وفي جولة في المكان نقف لنتلمس الحب الذي ينساب منهم ونشعر به، فهم دائما بقربك مبتسمون ينتظرون منك أن تحدثهم وتطلب منهم أي طلب يشعرون بالسعادة لتقديمه
سوسيت كافيه فضاء يعبق بالشغف يعبق بحب الحياة وكأنها مع ابتسامة كل واحد منهم تتجدد من جديد وتعلن أن هناك سعادة في قلوبهم ينتظرون ضيوفهم ليعلنوا عن محبتهم وسرورهم وترحيبهم بالزائر الجديد..
وقفت أتأمل المكان ومحدثتي الأستاذ المحامية خلود رجب رئيسة مجلسة ادارة جمعية جذور المسؤولة عن المبادرة والمشروع ككل .. تحدثني عنه وعن همة ذوي المتلازمة وكانهم في خلية نحل يعملون بكل حب دون كلل أو ملل اكتسبوا مهارات عدة في صنع المشروبات والحلويات ويقدمونها لزوارهم مع المحبة مع رسالة أننا هنا في هذا المجتمع ومنه وبه ويقولون في قرارة أنفسهم أننا أبناء المجتمع الدمشقي نرسم الفرحة وننثرها لتعم على الجميع
تواصل محدثتي كلامها عن المشروع وتطويره ومدى وكيفية توظيف الامكانيات المتاحة لتكون في خدمة ذوي الهمم وخاصة أن الجمعية تنوي افتتاح مكتبة ليكون في المكان فسحة ثقافية وابداعية وتشعر الزائر أنك في مكان ذو مكانة عالية … ثقافة وابداع ورسالة حب .
أتأمل المكان وأراهم يعملون بجد … يبتسمون لي كيفما… شاهدتهم وكأنني أقرأ في عيونهم أنهم سعداء بهذه الزيارة … ومحدثتي تستفيض بالشرح وتخبرني عن كل واحد منهم

احمد سمكة هو شاب يتيم يرى في هذا المكان بيته الثاني ويرى في كل المحبة وخاصة أنه يعمل مع زملائه والذي بنفس حالته الصحية فكلهم متعاونون ومجدون

آية خنسا ذات الوجه الملائكي التي تعبر عن محبتها لضيوفها بابتسامة عيونها البهية

ريهام الفتاة الجميلة الخلوقة التي تتفانى في القيام بعملها على أكمل وجه دون تعب أو ملل
عبد الرحمن بوري

صاحب العبارات الجميلة وهو يرحب بدخولك وجلوسك وخرجك فهو دائم الترحيب بك
الياس حداد
صاحب الانامل الذهبية في صنع المشروبات والذي يضيف له شيئا من روحه فتغدو لذيذة جدا
نور الشلاح
بطل في تقديم ابداعاته في صنع المأكولات والمشروبات والسلطات .
معظم هؤلاء المبدعين هم من أبطال الأولمبياد الخاص بذوي الهمم.

لم ولن تنته قائمة ذوي متلازمة الحب وهم كثيرون الذي يعملون في المسروع ولم تنته مشاريع الجمعية التي تصب في خدمة ذوي الهمم … فهناك الكثير من الطموحات والتي تندرج في خطة عمل للجمعية للعام الحالي والأعوام القادمة لتأهيل ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع ليكونوا فاعلين مأثرين ومتأثرين محبين ومحبوبين يقدمون العطاء للناس وهم يملكون كل العطاء.

#سفيربرس _ زياد ميمان