إعلان
إعلان

من ترف الذاكرة .بقلم : حسين الحجي

#سفيربرس

إعلان

وفي ذاك المساء لاحت عينيها نحوه وأشارت بيديها إليه اقتربت واقترب في جمال ليلة تشبه فرح المدينة بلقاء أهلها العائدين من حرب ,سألته عن الوسيلة التي تقلها نحو دارها وأين الطريق ؟ في لحظة ما خيم الهدوء على المشهد مما جعله غامضآ لكن بعد هذا دار حديث على شرف الحضور كما اناقة الورود في حضرة اللقاء الساحر,هي قطعة السكر ياسيدي جاءت لتحلي مر الوقت آنذاك , ثغرها ثلج في جفاف الأيام استوقفه كما كل العابرون نحو الماء في عطش ,فوقفا أمام حرم عاصمة هي التاريخ تطل عليهما من أعالي جبل يزهو بالفخار والرفعة تتزين به النجوم الكثيفة ومنارات الأمل وتبرق نحوهم لتصتف الأماني المؤجلة رويدآ رويدآ في ساحة قطع التذاكر نحو المدن التي لاتشبه مثيالتها ,حقآ ومشيا في طريق مقمر واللغة باتت قاصرة عن وصف كبرياء الفرح, ولفرط السعادة كان ينظر إلى الوقت وكأنه يحيا اللحظة الأخيرة , لم يعد الطريق والمكان يشغلهما بل كانا مستغرقين ببعضهما البعض ويقول هي أنا وكأنها هو ,حينها لم يشعران إلا بالأتحاد في قلب , طغت الأنانية عليهما فالعالم المحيط قد غادر ليعيرهما مكانه فكانا كل الكل في مكان وزمان فهما كل الوجود ومركز الكون آنذاك , وبعدها سارا بأمتعتهما التي جاءت برفقتهم من مدينة واحدة وأكملا المسير الى الأمام وراح يخمن لها عن المكان التي تود الذهاب إليه وبات يحاورها سرآ في عالمه الداخلي بكل مالديه من قوة الصوت والشوق والتعلق : تعالي يافتاتي فأنا وجهتك في ضياع تعالي لننال مساء من العمر وأجاب نفسه بنفسه وقال لاتأخذ بها نحو الرحيل ياهذا , وجرى الزمان بأوردتهما وبات يركض بأقدام مدججة بعتاد الفراق , جل همه أن يقبض عليها فتاة عطر الليل لأزقة الحرمان وشوارع خيبات الروح , لم تنتهي ثرثرتهم الراقية حتى جاءت تلك الحافلة اللعينة وأخذتها بعيدآ عنه, لسان حاله يقول : لم اقتنص منها شيء من قبيل قبلة أو عناق عابر وما إلى ذلك من اللوازم العشقية سوى عبق الحضور وخلود اللحظة التي كنت اتمنى أن نعيشها سوية قبل خريف العمر , لكن الفراق فرضية القدر التي تتحقق في كل مرة ,غادرته ككل اللواتي سقطن فراقآ ,لكنها حقآ طبعت على الوجد نقش الحب وهذا صك وفاء يثبت أنها كانت تتمنى أن توقف الحافلة وتصعد بسفينة الحب نحوه ومرت بسلام كان كنثر الياسمين على بحيرة عذبة وقال لها في حضرة المسافة (كما عملة ياسيدتي سنغدو برهن الزمان وتتداولنا الأيادي ولربما أقع بيديك أوتقعين بيدي لاشيء آخر لنا سوى هذا ).

#سفيربرس _ بقلم  : حسين الحجي 

حسين الحجي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *