مذاقات.. بقلم : لميس علي
#سفيربرس

تكره الرتابة..
ولهذا اختارت مهنة تمنحها إطلالة على العالم عبر نافذة الآخر..
ما يضمن نسبةً لابأس بها من التجدّد على مستوى اكتشاف أفكار مغايرة واختراق كل ما هو عادي وتقليدي.
مذاقات الإبداع توفّر لها ذلك.. كأن تشاهد فيلماً أو تقرأ عملاً أدبياً يحرك كل منهما منطقة السكون وفق قوانين لعبه المشاغبة.. وهو ما يجعلها تحصّل نوعاً من السباق اللامتناهي مع مجرى أفكار لا ينضب.
تظنُّ أحياناً أنها فعلاً في سباق مع سيل أفكارها المشاكسة.. الأمر الذي يقلب الروتين اليومي إلى شيء ما يشبه ما ذكره مرةً بيتر سلوتردايك “العيش ببرودة والتفكير بحرارة” وهو الحاصل معها حالياً.
تدرك تماماً أن مذاقات الإبداع ليست وحدَها ما يمنح لحظاتها غاية التجدّد الذي تهوى..
ألا يمنحنا الحبُّ مذاقاتٍ (لليومي) لا حصرَ لها..؟
مذاقات الحبّ تخبّئ الكثير من السعادة.
وفق مقاييس إحداثياتنا الجغرافية، هل يغدو الحب ترفاً..؟
وهل الحديث عن السعادة بات مشابهاً للمكمّلات المعيشية وليس للضروريات منها..؟
تحديداً، ولأننا نحيا ظرفاً خاصاً بنا جداً، يبدو أنه لا يمكن اختراقه إلا بالمزيد من الحبّ.. عبر عيشه والحديث عنه ما أمكن.. أن يغدو واجباً ونشاطاً يومياً محفّزاً.
بحسب أندريه كونت سبونفيل “السعادة ليست بلا شك، إلا حبّنا لما نكونه ولما نملكه ولما نفعله”. يتحدث عن السعادة أثناء حديثه عن مفهوم الحبّ، وهو تماماً ما يتفق مع رأيها أن الحديث عن أي منهما يوصل إلى الآخر.
كلا “الحب والسعادة’ يمنحانك شعوراً بالاكتمال.. ويتكامل المفهومان معاً.
أن تكون في حالة حبّ، يقتضي ذلك منحك الإحساس بالسعادة والفرح..
وأن تكون سعيداً يعني أن تكون في حالة حبّ، مهما اختلف موضوع الحب..
ولهذا اختارت أخيراً أن تكون هي ذاتها موضوعاً للحبً، موضوعه الأهم والأكثر ثراءً.. وأن تقلّب حالات حبّها لذاتها إلى مختلف الظروف والصعوبات..
تتفاجأ لغنى الحالات التي يمكن لأيّ منا اكتشافها بنفسه بتعدّد المواقف والمشقّات التي يمرّ بها، شرط استمراره بمعرفة كيفية حبّه لذاته.
أن تتفنن بتقليب مذاقات الحبّ التي تحيا، مهما اختلفت مواضيع حبّك، الأمر أشبه بحالة “إبداع”.. والعكس صحيح.. لن تستسيغ مذاقات الإبداع من دون عشقها.
# سفيربرس _ بقلم : لميس علي