إعلان
إعلان

يوم المرأة وحقيقة تأثيرِ وجودها

#سفيربرس_نور سليمان

إعلان

ثمانيةُ آذار/مارس ليسَ يومًا عاديًّا في العالم بل إنّه بداية الثّورة والشّعلة الأولى للحراكِ الأنثويّ ضدّ القرارات غير المنصفة بحقّ النّساء؛ حيث خرجت 15 ألف امرأة في شوارع مدينة نيويورك الأميركيّة عام 1908 للمطالبةِ بتقليلِ ساعات العمل، وتحسين الأجور، وحقّ التّصويت في الانتخابات ما دفعَ الحزب الاشتراكيّ الأميركيّ لإعلانهِ يومًا وطنيًّا للمرأة، وليصبحَ لاحقًا حدثًا سنويّاً تعترفُ بهِ الأمم المتحدة، علمًا أنّ المرأة سابقًا لم تكن تتمتّع بأبسط حقوقها وكانت تعيش مقيدة ليس لها الحق في التّعليم أو العمل أو غيرهما من الحقوق التي تستحقّها.

وها نحنُ نجدّدُ الاحتفالَ بهِ وسطَ إنجازاتٍ عظيمةٍ قدّمتها النّساء على مدى عقود، فأثبتَت إمكانيّة قدرتها على مواكبةِ العصر والرّجل، والتّأثير في المجتمع، وحلّ الأزمات، والمشاركة في العملِ السّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، ذلك من خلال ما حظيت به من تحدّيات عبر الواقع المؤلم والعادات والتّقاليد المفروضة عليها.
ونذكرُ منهنّ: المعماريّة العربيّة العراقيّة “زُها حديد” والتي نالت شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربيّة، فقد حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانيّة، حيث تميّزت أعمالها بالحداثة والانسيابية، مع اتباعها نمط العمارة التفكيكية متعددة المناظير، وأيضًا لدينا “عنبرة سلام الخالدي” المترجمة، والروائيّة، والنّاشطة اللبنانيّة التي تُعد رائدة النّهضة النّسائية في الوطن العربي؛ فقد كان لها أثر كبير في التعبير عن المرأة، وهي مترجمة كلًا من “الإلياذة” و “الأوديسة”، كما أنّها أوّل من نقل”الإلياذة أهمّ ملحمة شعريّة إغريقية للشّاعر “هوميروس” إلى العربية.
ومن المؤثّرات اللواتي تحدّين الواقع كانت المرأة السّوريّة في المقدّمة فقد غلبَت الحربُ عليها أمرها، وباتَت ندًّا لها في جميع لحظاتِ حياتها، فقد كانت مثال عظيم للأمّ والابنة والأخت والمعلّمة والطّبيبة ما جعلَها تتركُ بصمةً في العالمِ العربيّ والغربيّ، ونذكر منهنّ: المهندسة السورية “لين صائب” التي نالت جائزة أفضل نساء أوروبا في الهندسة والإنشاءات لعام 2019 عن فئة التّنمية الاقتصادية، ضمن منافسةٍ مع 450 سيّدة من مختلف الدّول الأوروبية في مسابقة جائزة المرأة الأوروبية في العمارة والهندسة، حيث وصلت 9 مرشحات فقط للمرحلة النهائية لكل فئة، كما نالت الماجستير عن أبحاثها حول استخدام الذكاء الصناعي في معالجة المياه وتوفيرها، ولنا في الأمثلة أسماء كثيرة ونجاحات باهرة.

فالمرأةُ العربيّة أثبت بأنّ مقولة “المرأة ليس لها إلا بيتها وزوجها فقط” ما هي إلّا عبارة بالية تجرّدُها من ذاتِها، ورغمَ أنّ الاعتقاد بها ما يزالُ مترسّخًا في بعض مناطق الوطن العربيّ إلّا أنّها لم تعد تؤثّر في عقولِ النّساء بل باتَت تدفعهنّ للتّمرّد والعصيان على كلّ ما يقيّد فكرهنّ وقدرتهنّ على إبداء الرّأي والتّحليل والتّفكير العقلانيّ، وذلك من خلال مشاركتها ومساهمتها في بناء الدّولة والمجتمع والعائلة والفرد.

وإلى جانب التّذكير كلّ عامٍ بأهميّة المرأة علينا تسليط الضّوء على المشكلات التي تواجهها حول العالم، ومحاولة إيجاد أنفع الوسائل والحلول للقضاء على الظواهر الخاطئة وتصحيح القوانين في سبيل إنصافها، وعلينا تعزيز فكرة أن يكون العالم خالٍ من التّحيّز والصّور النمطيّة والتّمييز، مع الدّعوة إلى المساواة بينها وبين الرّجل من خلال جعلِ الأمر واجبًا فرديّاً وجماعيّاً، فنحنُ جميعاً مسؤولون عن كسر التّحيّز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، وفي مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا، وفي كلّ مكان….
حيث أشار تقرير لمنظمة كونسيرن الدولية “Concern”، إحدى أكبر المنظمات الإغاثية الدولية التي تسعى إلى عالمٍ خالٍ من الفقر والخوف والقمع، إلى أنّ “عدم المساواة بين الجنسين هو الشّكل الأكثر شيوعاً لظاهرة عدم المساواة في جميع أنحاء العالم”، إضافةً إلى أنّه أحد أكبر العوائق التي تحول دون إنهاء الفقر المدقع.
واستخدم التقرير مصطلح “تأنيث الفقر”، الذي صاغته الباحثة “ديانا بيرس” في السّبعينيات من القرن الماضي، التي عملت على النوع الاجتماعي “الجنس” والفقر في الولايات المتحدة، في الإشارة إلى ظاهرة تمثيل النّساء والأطفال بشكل غير متناسب بين فقراء العالم، وأنهنّ أكثر عرضة من الرّجال للعيش تحت خطّ الفقر.

#سفيربرس_نور سليمان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *