الكاتب والمؤرخ جمال بن حويرب: العالم يعيش في الإمارات
# سفير برس- سعاد زاهر

“كأنه فاتنة جميلة لا مثيل لها… ومن فتنتها لا أفارقها” إنها علاقة الكاتب الإماراتي جمال بن حويرب مع الكتاب، علاقة رافقته منذ الصبا حين كان يقرأه في كل مكان…
خياره الثقافي ومن ثم المعرفي… الذي اعتنقه باكراً، استمر معه أبدا، لكن تطورات طرأت على شغفه لا يمكن الا الوقوف عبرها والاسترسال في التعاطي معها …
بدءاً من اسهاماته الثقافية المحلية والإقليمية…والتي قدم عبرها سلسلة من الأعمال المتنوعة ما بين الشعر والأدب والتاريخ،…وصولاً إلى تجربته المميزة في توثيق الحركة الثقافية والإبداعية لإمارة دبي وباقي إمارات الدولة والخليج العربي، إلى جانب اضطلاعه بالعديد من المهام الثقافية واهتمامه بالشعر الشعبي والروايات المنقولة وكتب التراث العربي والإسلامي، كما يعد ويقدّم البرنامج الشهير “الراوي” خلال شهر رمضان في “تلفزيون دبي”، وهو برنامج تاريخي أدبي يوثق شخصيات عامة أثرت بشكل إيجابي على جانب من جوانب الحياة في دبي والإمارات خاصة والخليج عامة.
اللقاء مع السيد بن حويرب… يثير لديك شغفا فريدا يجيز لك الانجرار معه معرفياً…ويفتح لديك شهية لدفق تساؤلات لا ينتهي بدأناها في حوارنا معه بالحديث عن مركزه ( مركز جمال بن حويرب للدراسات)
مركز جمال بن حويرب…نحو معرفة مغايرة..
عبارة عن مركز دراسات متخصّص في التاريخ والتراث واللّغة العربية. مشروع كبير يحوي كل ما له علاقة بتاريخ الدول العربية عامةً وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة …
في بداية تأسيس ” مركز جمال بن حويرب” كان عبارة عن مجلس ومكتبة، بمعنى: مجالس علمية تعقد أسبوعين جلسة علمية حول اللغة، التاريخ، التراث….
أما المكتبة تهتم بكل ماله علاقة بتاريخ وتراث العرب والخليج، ودولة الامارات والتركيز على اللغة العربية.
استمر المركز من “2010” حتى اليوم، على نفس المنوال، ثم تغير من مجلس ومكتبة، إلى مركز جمال بن حويرب للدراسات، ليصبح مجال اشتغاله المعرفي أشمل، ولأنني لا أركن للاعتيادي…أفكر بإحداث نقلة نوعية جديدة، ليصبح مؤسسة متكاملة تعنى بالتاريخ والتراث واللغة العربية والمجتمع…
عملي ليس ربحيا، بل أصرف عليه لأنني مؤمن بضرورة اعتناق الإنسان لهدف يخدم بيئته، ولابد من التوسع محليا وإقليميا وعالميا، إن كانت لديه القدرة…
المركز كما في الأمس..هو اليوم أيضا ملتقى محلي وعربي وأجنبي لكتاب نغتني من خبراتهم و معارفهم..و بالطبع نوثقها في كتب تكون دلالة مهمة عن مجالسنا.
فترة ذهبية…
شعب الإمارات كريم ومتسامح
- تنوع لا حصر له في الإمارات، ثقافات وافدة كيف تتلاقح مع ثقافتكم المقيمة…؟
نعيش فترة ذهبية، العالم اليوم يعيش في الإمارات، يأتي بشر من كل الأصقاع وتفتح بلادنا ذراعيها لهم، ليقدموا معارفهم وخبراتهم..
يأتون للسياحة للتجارة للمعيشة…ثم يذهبون…قليل من الناس يبقى لفترة طويلة، ويأخذ الجنسية.
بالطبع يأتون لأنهم يحبون البلد، لأنها تحافظ على أمنهم وسعادتهم، وتدمجهم بالمجتمع دون ان يشعر أحد بذلك، ثم كل من يريد الذهاب الى بلد آخر الخيار متروك له …
أهل الامارات شعب كريم ومتسامح، وطيب ويستطيع أن يستوعب، ليس لديه كبر أو غطرسة و يستوعب هؤلاء الناس بأسلوبه الإنساني الذي نصر عليه.
كل إماراه لها ما يميزها
- للوهلة الأولى تعتقد أن دبي تنتعش على التجارة والاقتصاد، وأي بعد آخر، بما فيه الثقافي ، يأتي تاليا…؟
كل امارة في بلدنا يميزها شيء، دبي بالجانب الاقتصادي والسياحي..
أبو ظبي عاصمة الدولة، العاصمة السياسية
الشارقة العاصمة الثقافية
رأس الخيمة العاصمة التراثية….
لكن إضافة الى البعد المتميزة به كل إماراه هي نشطة في مختلف المجالات مثلا ابوظبي إضافة الى أنها العاصمة فهي نشطة ثقافيا واقتصاديا…حتى لو كانت العاصمة والسفارات جميعها موجودة فيها، أيضا دبي نشطة بالثقافة والتراث وجوانب أخرى…
أنا أشبه تلك الإمارات…فأنا مثلها شغوف بالمعرفة، لكن لدي مهارات وانشغالات أخرى…
12 موسماً من برنامج الراوي
- استمرارية برنامجك الرمضاني الراوي…ما الهدف منها…؟
برنامج الراوي احتفى ب 12 موسماً في أكثر من 350 حلقة، وفيه أكثر من 11 ألف دقيقة، أنتجه تلفزيون دبي..
إنه جزء من مشروعي المجتمعي لتوثيق هذه القامات المحلية والعربية والعالمية، وأيضا لتوثيق الوزارات والدوائر والمؤسسات، وبعض الأحداث المهمة المؤثرة….
بالطبع البرنامج يتكامل مع عملي المعرفي الذي أسست له، واشتغلت عليه طويلاً …
- كيف توقد شعلتك الذاتية ليبقى احساسك الثقافي ومسؤوليتك المجتمعية تزداد توهجاً…؟
أنا لا اعمل في الثقافة بل أعمل في المعرفة، الثقافة جزء من المعرفة، المعرفة توصلك الى المريخ، الثقافة تأخذك الى المسرح، السينما…الثقافة لراحة الناس واستجمامهم وتوثيق أعمالهم…
انا اعمل في المعرفة وأنشر العلم، حتى اللغة العربية وعلومها معرفة…
المسرح، السينما، الشعر ، الرواية …كلها تصب في المنحى الثقافي وهي مهمة ومن الضروري الاهتمام بها..
لكن الذي يقوم ويرفع من شأن الدول والشعوب هو المعرفة…
# سفير برس- سعاد زاهر