كتب : د. عدي سلطان .. فيروس_دال
#سفيربرس

ينتشر هذه الأيام مرض خبيث، يصاب به نوع خاص من البشر الذين يعانون من اعراض الضمور العقلي او النقص في الإدراك. ولعل الفيروس الخطير الذي يتسبب بهذا المرض هو “فيروس دال” فما هو هذا الفيروس الخطير الذي تسبب بالفضيحة لبعض الجهلة الذين عانوا من مضاعفاته؟ بل وقد تسبب بالتقليع لبعض المعاقين ذهنيا ممن تبوؤوا بعض الأماكن الهامة في السلم الاداري وحاولوا الوصول إلى مواقع عليا في الإدارة العامة.
يمكن القول أن الناس في حبًهم للالقاب هم إما المجتهدون وهذا حق لهم وإما الجاهلون وهذا وصمة خزي في تاريخهم المهني، فهذا يدعي انه دكتور و يوشح اسمه بحرف د. أي دكتور، و ما هو بدكتور، فهو لا يحمل درجة الدكتوراة و لم يمنح شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أو معهد علمي لانجازات و مساهمات قدمها في حقل من حقول المعرفة أو في مجال الادارة استحق عليها اللقب. و ذاك يدعي انه شيخ عشيرة أو قبيلة و لا يحمل من الشيخة إلا العباءة العربية و الثوب الذي ربما لا يملك غيرهما من مستلزمات الشيخة (الفاضية) ، و لم تنتخبه عشيرته أو قبيلته ليكون شيخا لهم يمثلهم في المناسبات الاجتماعية و الرسمية،.
ان الالقاب على اختلافها و مقدار استحقاقها الفعلي لا تضيف شيئا لقيمة الشخص و مكانته الاجتماعية، فقيمة الانسان لا تاتي من لقبه، بل من حسن خلقه و صدقه و طيب سريرته، و لنتذكر ان الله عز و جل قد ذكر نبينا عليه الصلاة و السلام باسمه، فناداه باسمه “محمد” (و ما محمد الا رسول) و بالنبي ( ان الله و ملائكته يصلون على النبي)، و مدحه لاكتمال اخلاقه، حيث خاطبه قائلًا “و إنك لعلى خلق عظيم”
متى لنا ان نتخلص من عبودية الالقاب و نحترم بعضنا البعض كما نحن، فالالقاب لا ترفع من قدرك أو تنقصه، بل هي الاخلاق و الصدق و حسن التعامل مع الاخر.
ان مناداة الشخص بلقبه اكثر ما يسمع في الجامعات، فأنت تنادي زميلك الذي ربما يشاركك المكتب بدكتور، و اذا ما ناديته باسمه دون لقبه الاكاديمي فانه قد يبدي امتعاضه منك و يشعرك بانه يجب ان تناديه بلقبه ، أي دكتور.
هذا التهافت على الالقاب لا تجده في الدول المتحضرة و جامعاتها التي ربما تخرج منها الدكتور، فالزملاء في القسم أو الكلية في أي جامعة في المملكة المتحدة ةالمتحدة الأمريكية ينادون بعضهم بلقب دكتور، اما خريجو المجموعات الطبية، فيسمون اطباء وهذا ما اكدت عليه وزارة التعليم العالي العراقية بعد مراسلتها من قبل جامعة الأنبار.
نحن مع ان تستخدم الالقاب في المعاملات الرسمية و ما يمليه برتوكول الموقع الوظيفي للشخص المنادى و احترام المكانه الاجتماعية لصاحب اللقب و مناداته به إذا رغب، أما ان تقبل ان تنادى بلقب لا تستحقه لانك لم تحصل عليه لشهادة علمية فهذا من باب النفخ في بالون.
أحببت ان أتناول هذا الموضوع بالذات لأنني رأيت البعض ممن يطمحون للكرسي، أويرغبون بالبقاء عليه. قد و ضع امام إسمه لقب “دكتور” و هم لا يحملون درجة الدكتوراة، لا بل ان بعضهم ربما لا يحمل شهادة الثانوية العامة. أستغرب من شخص هو ليس بدكتور، و لكنه يدعي انه كذلك، و يرشح نفسه للمناصب مدعيا انه دكتور.
وهنا نرجو من وزارة التعليم العالي والبحث لحظ هذا الموضوع، ومعاقبة من يدعي الحصول على هذا اللقب سواء بالتزوير او بغيره، ومنع استخدام كلمة دكتور الا لمن حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعات السورية والجامعات المعترف بها عالمياً، اما خريحو الكليات الطبيةفيجب تسميتهم ب(طبيب) وليس دكتور.
وزبدة القول
بقدر الجد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي.
# سفيربرس _ بقلم : د.عدي سلطان- إعلامي وباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية
دمشق ٢٢-٣-٢٠٢٢