وتر الكلام… ربح وخسرت ..بقلم : سعاد زاهر
#سفيربرس

اتكأت على حافة الأريكة دون أن تنتبه إلى لونها، توزع أوراق اللعب أربع أوراق له، ومثلها لها..
مجرد لعبة بسيطة تشبه تعارفهما السريع، البسيط.
كلما جاء دورها في توزيع الأوراق تتأمل جمالية خلفية الأوراق و ألوانها الحيوية على أرضية ذهبية.
تتالت خسارتها، بينما تلعب كان ذهنها يدور في مختلف الأمكنة التي مرت بها قبل الوصول إلى هنا، كيف تمكنت أخيراً من انتزاع ذاتها من تلك الدائرة التي أحكمت قبضتها عليها أبداً، لاهي قادرة على التأقلم معها، ولا الخروج منها..
لم تتوقع يوماً أن تكون أفضل بلد حالاً من هذه اللحظة، الأوراق في يدها، وذهنها ينتقل بين مختلف الأمكنة، التي تمكنت أخيراً من مغادرتها، رغم ارتياحها إلا أن الحزن لم يفارقها ولم تنتبه إلى غيابها عن لحظتها تلك الى أن تتالت خسارتها حينها استفاقت من شرودها.
لم يرق لها أن يهزمها الشاب الذي استهانت بقدرته ركزت قليلاً في اللعبة، وهي ترمي الأوراق بعد خسارة كاملة، فوجئت بأنها ربحت بسهولة، هل تنازل عن ربحه لأجلها؟!
فرحت كأنها صنعت معجزة صغيرة، في بلد غريب، جميل، حينها نظرت بطريقة طفولية للمرة الأولى، انتبهت إلى جمال وجهه وبراءة روحه، ولم تتمكن من تنفيذ وعدها بالحكم عليه إن ربحت.
نسيت تماماً ماعليها فعله!!.
هناك شيء مختلف تعيشه للمرة الأولى، لاعلاقة له بأي أحاسيس، نحن القادمين من بلاد أنهكتها الحرب، نتحلى بجمود غريب، كأننا أجساد من شمع في ليالينا الأولى، سريعة الذوبان في ليال متتالية..
وهي في طريق عودتها..أسعدها جداً، أن اللعبة انتهت دون أن تحكم عليه، ودون أن تذوب كقطعة شمع ركنها أحدهم علها تنفع أحد أعياد الميلاد..
حين كانت الطفلة الصغيرة تطفئ الشموع استلقت برفق قرب المدفأة، ولم تشعر سوى أنها غادرت كل الأمكنة وهاهي معه في حيز بالكاد يتسع لشخصين، ترمي الورق ناسية كل الأحكام والشروط هذه المرة !.
#سفيربرس _ بقلم : سعاد زاهر _ ملحق الثورة الثقافي