في يوم عرضها الأخير ” مكان آخر ” سرد وجيز لتاريخ المسرح .

أنطلاقآ من ضرورة الاحتفال بيوم المسرح العالمي أنتقت مديرية المسارح والموسيقا في دمشق مسرحية ” مكان آخر ” وذلك على خشبة مسرح الحمراء في دمشق حيث بدأ العرض من 27 ولغاية 30 آذار وعن مضمون العرض وسبب التسمية حدثتنا المخرجة سهير برهوم قائلة : إن العمل هو عبارة عن دلالة وجودية وهادفة للانتقال إلى المسرح وسرده منذ بدايته أعني من المسرح الإغريقي إلى شكسبير الى دوان جون وصولآ إلى مسرح أبو خليل القباني وعن التسمية قالت أيضآ : إن هذه التسمية الرمزية قد لاتدل على المقصود نوعآ ما وإنما قد يأخذك العنوان إلى مكان آخر حقآ ، وقالت الممثلة رباب مرهج : أن الفكرة قد أعادت لي الشغف نحو الأداء وأخذتني بعيدآ نحو زمان الفن الجميل وكم نحتاجه الآن ؟ وأردفت قائلة : لنهرب مما أوصلتنا إليه الحروب والمخاوف فغدونا في الظل ولا نرى ضوء الشمس ، وقال الكاتب يوسف شرقاوي حول العمل بأنه عبارة عن تجسيد لقصة تحكي عن مهاجرين عانوا من ويلات حروب وصراعات تم أستعراضها مسرحيآ كما كانت مجسدة آنذاك في المسرح لكن قمت بإعدادها مراعيآ ماوصل إليه الفكر الإنساني من تطور سبق تلك الحقبة التي أتحدث عنها ، ماسبق يوضح نوعآ ما مقولة العمل الرئيسية وبعيدآ عن ذكرى يوم المسرح والتي يمكن أن تكون دعوة مبطنة للجوء إلى المسرح الذي هو حقآ الفسحة الأخرى البعيدة كل البعد عن ضوضاء العالم لذا يجب أن نوجه أذهاننا وجوارحنا نحو هذا الفن العريق ولنستحضر أصالته على الداوم وليس بيوم محدد بعدما نال مانال من الهجران والقطيعة نوعآ ما ولم يلق الاهتمام الكافي من قبل العاملين عليه وعزوف بعض الممثلين والمخرجين وكل من له علاقة بهذا الصنعة المبدعة ، لربما لهم أسبابهم الخاصة والمقنعة والمتفق عليها حيث كما يقال بالعامية ( المسرح مابيطعمي خبز ) لكن لندع هذا جانبآ ولانقطع صلتنا بالمسرح بشكل كلي على إعتبار أنه ليس بمصدر للرزق وبمعنى آخر علينا أن نتواجد ولو لمرات محددة ولنوازن بين عملنا المسرحي والأعمال الأخرى إن وجد الوقت ، فزيارة ذاك الروض تمسح عن الروح غبار الحياة اليومية ، والحقيقة التي يجب ألاتنكر بأن للمسرح دور فعال وفاعل في حياة الأمم والمجتمعات والحضارت وهو خشبة الفقراء كما قيل للتعبير عن هواجسهم وآمالهم، والدور المهني الذي لابد أن يعترف به والذي يبرز في أداء الممثلين وأعني أنه بالضرورة أن يكون الممثل مسرحيآ وأقوى دليل على هذا مايدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية فالتمثيل فن من الفنون المسرحية ، فالوقوف على خشبة المسرح هو الأختبار الحقيقي والداعم والعماد للوقوف أمام كاميرا التلفاز فمن لايتقن هذه لايتقن الأخرى، وهذا الأمر ليس بالسهل اليسير وإنما يحتاج لموهبة وخيال واستعداد فطري وكذلك رشاقة وخفة في الأداء وبالمحصلة من يتقن فن المسرح يتقن كل الفنون الأخرى المتصلة واللصيقة به ، لذا يجب استثمار المواهب الشابة في هذا وتقديم الدعم والمساندة لهم وعدم ثني عزيمتهم واحباط شغفهم فالدماء الجديدة تصنع الفارق الذي ينتظر ،
يذكر أن عرض ” مكان آخر ” من تمثيل : علي القاسم، رباب مرهج ، وليد الدبس ، سليمان قطان ، روجينا رحمون ، سليمان رزق ، زهير البقاعي ، عبير بيطار، فراس السلوم ، يحيى درواشة، وإعداد : يوسف شرقاوي، كريوغراف : جمال تركماني ، تدريب فرقة ميرال للمسرح الراقص محمد طرابلسي ، موسيقا المايسترو نزيه أسعد ، سينوغرافيا كنان جود ، إضاءة بسام حميدي ، تصميم أزياء ومكياج انجي سلامة ، تصميم إعلان أدهم إسماعيل .

#سفيربرس _ حسين الحجي