ذات مساء … بقلم :حسين الحجي

وأذكرُ جيداً
عندما أمسكتُ بيديكِ عند مفترقِ طُرق و سرتُ بدليلِ أنوثتكِ الفاخرة نحو الأمان
وكيف كانت السماءُ في عينيكِ كما عرسٌ عاطفي تحتفل بهما كلّ آلهةِ الجَمال
وأنَّ المساءَ كرنفالٌ للنجومِ الشّهية ومشاريعٌ للقٌبلِ المٌؤجّلة

وأذكر جيداً
كما كانت التفاصيلُ مغريةً حين اقتربتُ منكِ كما الهارب من صقيعِ العالم
حينها أدركتُ حقاً أنًّ الكونَ كان يعدُّ لنا موعداُ لنتّحد في لقاءٍ عابرٍ وأكتب لكِ كلّ هذا الفيضِ من الكلمات التي نذرتُها لأجلكِ ولتشهدَ أنّني أرغبُ بكِ ( مَولاتي )

وأذكر جيداً
كيف سقطتْ متاعبي إثرَ شهيقِ نبضِنا الأرستقراطيّ تاركاً جميعَ الآلامِ والأحمالِ التي تُثقلُ قلبي
وكيف كنتٌ أمشي بكِ بفخرِ العاثرِ على لؤلؤةٍ في صحراءَ ؟! وبعزّةِ الملوكِ غَدونا
و أردِّدُ_ نحنُ سادةُ الارضِ _

وأذكر جيداً
كما كانت الليلةُ بهيّةً جليلةَ المطالعِ
وكيف كنّا نشغلُ حيزاً من الجنونِ عندما ضغطتُ على يديكِ وكتبتُ ذكرى دافئة
( يامساءَ الحُبِّ ياوطني ) آهٍ كم شعرتُ بشتاءٍ ساخنٍ ياأنتِ !!

وأذكر جيداُ
أنني قرأتُ في عينيكِ أنّ الحربَ لعبةُ الأقوياءِ وأنّ الحياةَ بلا حٌبٍّ خطيئةٌ لا تُغتفر وأنّ الرقصَ مع الجميلاتِ
يبدِّدُ القهرَ والمستحيل
بعدَ كلِّ هذا
افترقنا و عدتُ ضائعاً
انتظركِ لتأخذيني إليّ
حتى لا أعودَ إلى معسكراتِ ألمي
فكيف نفترق ؟! أتساءل …
تصبحينَ على حُبٍّ ، قٌلتها قهراً بعدما تركتْنِي يديكِ رحيلآ ……

# سفيربرس _  بقلم  : حسين الحجي