” مع وقف التنفيذ لهيبٌ يزداد إشتعالاً بين مشهدٍ وآخر”
#سفيربرس_لانا هلال

نجحت الشراكة الكتابية بين “علي وجيه ويامن حجلي” في فرض نفسها كمنافسٍ لا يستهان به وحجز الصفوف الأولى في كل موسمٍ رمضاني حتى أصبح هذان الإسمان بمثابة خريطةٍ يتبعها المشاهد متيقناً أنه حتماً سيصل إلى كنزٍ دراميٍ صادق ..يُقدَّم بصورةٍ غير معهودة له منسوجةً بموهبةٍ فريدة تحترم عقله ..ودائماً ما تدخل أوردة الشارع السوري متميزةً بتفاصيلٍ أضاءها قلمهما فقط .. و في رمضان 2021 أصبح لديهما شريكاً ثالثاً “المخرج سيف الدين سبيعي” الذي عمل على إيصال “على صفيحٍ ساخن” إلى الشاشات برؤية إخراجية متمكنة ..نتج عنها نجاحاً رناناً ملأت أصداءه الموسم ليزداد وهج هذا النجاح في رمضان 2022 حيث أنه استلم دفة إخراج “مع وقف التنفيذ”
فأصابت عينه إختيار نجومٍ برعوا في أداءٍ محترفٍ لشخصياتهم.
والعمل من إنتاج شركة “إيبلا”
…
بدأت الحكاية بإيقاعٍ سريعٍ ..متشابكةً بحبكةٍ مشوقة .. وصلت إلى أواخر الحلقات العشر الثالث من رمضان ومازال لهيب أحداثها يشتعل بين ما قبل الخروج وما بعد العودة .. فيُعرض بداية كل حلقةٍ “فلاش باك” يُظهر خلفية الشخصيات مبيناً أسباب ما هي عليه “الآن” .. وما تركت الحرب من ندوبٍ في النفوس بطريقةٍ يحكمها التناقض وتعمل على وتر المفاجأة للمشاهد.
…
جامعةً كلاً من:
“شكران مرتجى”..”سكر” وضعت مرتجى أداءها المتزن في المقدمة ..مبتعدةً عن التزين الخارجي ..فتحلّت بطيب أصلها وقلبها .
…
“فادي صبيح” ..”هاشم” شخصية بدا بها باحثاً عن حقيقة قتل والدته “صباح الجزائري” لشقيقته “صفاء سلطان” بنيّة غسل العار ..
تحرر صبيح من سلاسل التمثيل المُقيِّدة ..وكان سخيّاً في أدائه بصوته الذي يعلو وينخفض ..كان باكياً ضاحكاً مكسوراً أثناء تيقنه بأن شقيقته مازالت حيّة .
…
“صفاء سلطان” ..”عتاب” ما قبل الخروج و “درة” المطربة بعد العودة فكانت نجمة بموقعها المناسب مؤكدة في بعض مشاهدها أن إنحدار الأغاني اليوم هو الدارج وسرعان ما تصبح تريند.
…
“فايز قزق” ..”أديب” صاحب الأساليب الملتوية لتحقيق مصالحه ..المعنف لزوجته “جنان العالم” ..التي تؤدي شخصيتها “سلاف فواخرجي” طموحة لكن بأسلوبها ..خلعت حجابها وضاعت في طرق الفساد متنازلةً عن قناعاتها بغرض الوصول
لمكانٍ يُشبع جوعها إلى السلطة.
…
“غسان مسعود” الشيوعي “حليم” نقش بصوته الهادئ اللائق بسحر الكبار ..بعضاً من ما يكتبه في روايته المهداة إلى روح صديقه “أبو الشوق” .
…
“عباس النوري”..”فوزان” قدّم أداءً عالٍ مع ابنته “أوصاف” ..”حلا رجب ” البارعة كعادتها بخصوصية أدواتها فشكلوا ثنائية نارية ..تعرف أوصاف متى تُطبّل ل “فافا” كما تناديه هي .. ومتى تنثر مخالبها أمامه.. وهو كذلك تارةً يظهر حنوناً بدموعه وصوته الضعيف وتارةً نداً لها .
…
“مصطفى المصطفى” ..”سيف” متعصباً دينياً سائراً على منهجه الخاص .. أدّى فبرع .
…
“يامن الحجلي” ..”عزام” شخصية مركبة تجذبك للتعاطف معها في ما بعد العودة لكنها قبل الخروج تجعلك نافراً لغرقه في وحل الشر ..تمكن من تقديمها بشكلٍ لافت وبريقٍ استثنائي.
..
إختلاف العمل يميزه أن كلّ فنانٍ بمكانه كان بطلاً ونجماً ..بعيداً عن مساحتهم في العمل ..و إتكاءً على قوة خطوطهم الدرامية فلا يمكنك الإنتقاص من أهمية أيّ شخصية مهما كان حجم مشاهدها قليلاً ..
#سفيربرس_لانا هلال