إعلان
إعلان

“يزن بدر خضر”..أول كاتب سوري ينضم لمنصة ISSUHUB العالمية

#سفيربرس _ إعداد وحوار: هبة الكل

إعلان

ليست الحياةُ بأنفاس نرددها إنَّ الحياة حياةُ الفكر والعمل

“شاب طموح لا أسعى إلى الكمال، وإنما أسعى لشغف المعرفة وإيصال أفكاري ومشاركتها مع النّاس”.
هكذا عرّف ضيفي عن نفسه…
موهبة “يزن بدر خضر” ملفتة للنظر لاسيما في صفوف الشّباب، فقد نسج من الحروف نصوصاً أدبية، فأنشأ له جمهوره من أول مولود أدبي له، فكان: ” أهكذا الحب”..
ثمّ سعى وكثّف جهده الروائي، فأخرج ما لم نكن نتوقعه رواية: ” سمرة “…
ومؤخراً زان وقفّى شعره، فرواه على: ” عِزّ القصيد ” ….
حللت أهلا ووطئت سهلا أستاذ يزن:
بداية، يقول الشّاعر الإنكليزي “هارلي جيمس” في تعريف الشّعر: (هو الطّفولة، وعندما يصل الشّاعر إلى مرحلة ترحل عنه طفولته يرحل عنه شعره).
هل أّثرت طفولتك في مستقبلك الأدبي؟
طبعاً الطّفولة تؤثر في كل مراحل حياة الإنسان، طفولتي كانت محاطة بدعم، ومن حولي كانوا ذوّاقين للأدب والثّقافة، سواء من ناحية الأهل والأخوة والأصدقاء والمدرسين، وكانت والدتي رحمها الله تقرأ لنا القصص والروايات القصيرة
الموهبة الأدبية كانت معي بالفطرة وأية موهبة بحاجة إلى تنمية ودعم.
كانت بداياتك في المرحلة الإعدادية، ما هو أول عمل أدبي كتبته؟
كانت بداياتي عبارة عن كتابات نصوص أدبية قصيرة بمناسبات عيد المعلم وعيد الأم، ثم بدأت استفيض في مادة التعبير حيث كانت مادة محببة عندي.
ما المصادر التي كنت تعتمدها آنذاك؟
كنت بداية أعتمد على القصص المتواجدة بين يديّ أو التي أحصل عليها عن طريق الأصدقاء، ثم أصبحت أعتمد على الخيال.
تحولت في المرحلة الثانوية من هاو إلى محترف، كيف أسّست لهذا الاحتراف؟
أي موهبة تحتاج إلى اهتمام من منابعها، وموهبة الكتابة تكمن في القراءة والمطالعة والناس التي تخدمك في هذا المجال وتدعمك، فبدأت خصخص اهتماماتي الأدبية.
أي نوع من الأدب يستهويك؟
طبعا نحن تابعون للأدب العربي، ومن اللازم أن يكون في في المرتبة الأولى، ولكن أنا شخصيا شغوف بالأدب الفرنسي، الأدب الفرنسي قديم وأصيل، وحتى الكتاب الفرنسيون لهم مدارسهم التي تستهويني.
هل استفدت من تجاربهم الأدبية؟
طبعا، فأنا قبل ذلك قارئ، أقرأ تجربة شخص آخر عاش كل تفاصيلها، مما يعطينا دافع نحو الأمام للاستكشاف.
ما مفهوم القصيدة عند يزن؟
القصيدة هي لسان المؤلف، لسان الأديب، وبشكل عام يجب أن يكون هذا اللسان موزوناً، مهذّباً بما خصّ الكلمات، بالإضافة إلى أنها حالة شخصية جداً، فمن جهتي الحالة الشخصية التي أكون فيها أترجمها إلى قصيدة شعرية أو نص أدبي.
إذاً كل قصيدة تكتبها تعبّر بها عن ذاتك؟
نعم، تقريبا بنسبة 90% ، فلا أستطيع أن أكتب قصيدة ما لم تكن نابعة من ذاتي أو من تجربة مررتُ بها.
ما تعريف الرواية في نظرك؟
الرواية عمل أدبي ثقيل، متعبة جداً للكاتب مهما كان حجمها وعدد شخصياتها، كتابة الرواية أصعب من كتابة قصيدة أو نص أدبي، فنحن نعمل على أكثر من حدث وأكثر من شخصية وربما أكثر من حقبة، فأكثر شيء متعب فيها هو تذكر وربط الأحداث وتسلسلها.
أول عمل أدبي كان ” أهكذا الحب ” ، ما الدافع وراءه؟
للحقيقة أهكذا الحب وإلى اللحظة أعتبره عملاً عزيزاً على قلبي، فمن خلاله عرفت معنى الأدب، وبصراحة وهذه أول مرة أقولها: أهكذا الحب كان تجربة شخصية دفعتني إلى كتابته، والحمد لله لاقت نجاحا لأنها من القلب وما كان من القلب لا يصل إلا إلى القلب، فهذا السر وراء نجاحها.
لمْ تنشر ” أهكذا الحب” ورقياً؟
ورقياً لم تنشر، فكانت فترة كورونا وتداعياتها، فآثرت النشر الكترونياً وكنت سباقاً في ذلك.
سنبدأ الآن بالأسئلة السحرية الخمسة:
1- لمن يكتب يزن؟
أي كاتب توجيهن له هذا السؤال يكون جوابه عموما: ” أكتب لكل قارئ”، لكن أنا شخصياً أعتبره أمر خاص بيني وبين نفسي، ولديّ فئة مستهدفة لكل كتاباتي، هناك من يصرح بأسماء هذه الفئة أما أنا لا أصرح، فمن أتوجه إليه بكتاباتي يعرف أنه المقصود، ولكن لا شك أنني أكتب لكل قارئ وهناك فئة معينة مخصوصة.
سمرة مثلا لمن كتبتها؟
سمرة فيها أحداث، وكانت إهداء مطلق لروح والدتي رحمها الله، والأحداث الواقعية التي تحتويها هي من أشخاص أخبروني عنها، وشخصيا أثرت فيي سمرة بشكل كبير فهي واقع معاش بالدرجة الأولى.
2- متى تكتب؟
لا أعتقد أنه يوجد كاتب يمسك قلمه ويقول أنا أريد أن أكتب الآن، هذا مستحيل، فتارة يكتب أوقات الدوام وأخرى وقت الدرس، لا توجد كتابة بشكل مستمر وإنما متقطع.
3- لماذا تكتب؟
توجد عبارة قرأتها في الأدب الفرنسي تقول: “الكُتّاب يصبّون جُمَّ غضبهم على الورق”، من جهتي لا أقتصر فقط على الغضب، فمن الممكن أن تكون مشاعر حب، اهتمام، رفض للواقع، وبالتالي الكتابة ترجمة للمشاعر، فهي تعبير وصياغة.
هل تذكر نصّا من نصوص أهكذا الحب؟
أذكر عبارة قصيرة: ” شعوري مذبوح كبرتقالة “، وبعض النّاس انتقدني حول هذه العبارة نقداً بنّاء، ولكن نحن عندما نقشّر البرتقالة نكون قد ذبحناها ورائحتها ستفوح في كل مكان، وبمثله الجرح يصبح واضحاً للعيان.
ذكرت حضرتك أنك بدأت بتأسيس شخصية أدبية جديدة وحديثة، هلا حدثتنا عنها؟
أعتبر شخصيتي الأدبية جديدة لأن أعمالي اشتملت على نصوص وقصائد وروايات، فأنا كاتب شامل، أحب التنويع بين الأجناس الأدبية، ولا أكتفي بكتابة رواية فقط أو جنس أدبي محدد، فالقلائل من الكتّاب الذين يستخدمون هذا التنويع.
كيف تنظر إلى الرواية في عصرنا؟
تعاني الرّواية من تجذّر أو قصقصة، متواضعة، قليلة المضامين، مبتذلة، وكلامي عن الكتّاب الجدد، وأصبحت الرواية في عصرنا بعيدة كل البعد عن النمط الأدبي القديم المعروف، ولا أحب أن أقول أنّها مستهلكة.
متى أقول عن فلان أنه روائي في ظل الانفتاح الأدبي والتكنولوجي؟
بالدرجة الأولى بالاطلاع على أعماله، هل اشتملت على أساسيات وعناصر الرواية، بالإضافة إلى كيفية الصياغة مع الجانب النحوي واللغوي الذي يجب أن يكون مدققاً بشكل جيد.
مَن من الشعراء والكتّاب تأثّرت بهم؟
الكاتبة نوال السّعداوي، بالرّغم من أنّني لا أتفق مع كل آرائها، ولكن كان لها دور كبير في تقوية الشخصية الأدبية لديّ وصقلها، فإذا كان لدي فكرة أريد أن أكتبها فسأكتبها، وربما ستتعرض للنقد، ولكن كانت نوال تقول: ” كان والدي في الصغر يخبرني أن أناقش دائما”، فكان لها جانب قوي في تدعيم شخصيتي الأدبية.
على ذكر الكاتبة نوال، البعض يرى أن قلم وأدب الرجل مختلف عن قلم وأدب المرأة، ما رأيك؟
لا أعتقد أنه يختلف، وللصراحة هناك كاتبات وأدبيات عربيات أبدعن أمثال: نوال السعداوي وأحلام مستغانمي، وأعتبر أن الكاتبة العربية أجرأ من الكاتب العربي من تجارب مشهودة.
ولكن يوجد كتّاب عرب أجرياء أمثال الماغوط رحمه الله؟
حسب الموقف، ولكن إذا وضعنا موقف محدد فسيكون تناول الرجل لهذا الموقف أخف ومبسط عن تناول المرأة، فهي تتناول مواضيع اجتماعية جريئة أكثر.
كونك شاب، هل الأدب يُطعم خُبزاً؟
أي شب في الحياة يسعى وراء المال، ولكن أي موهوب عندما يمارس موهبته لا ينتظر مقابلاُ مادياً، وبالعصر الحالي أقول نعم الكتابة الأدبية ذات مردود مالي جيد عن طريق تسويق الكاتب لنفسه وتشكيل قاعدة جماهيرية له.
كيف هي علاقتك بالسوشال ميديا؟
حقيقة أنا أخاف من السوشال ميديا وأعتبرها سلاح ذو حدين، فأي تعبير قد يعمل بلبلة، وطبعا لا أنشر كل ما أكتبه عليها، وإنما أنشر عملا متكاملاً في مواقع نشر متخصصة.
هل تعرّضت لسرقات أدبية؟
أي كاتب معرض لهذا النوع من السرقة، أحيانا أتصفح الفيس بوك والانستغرام فأجد عبارات أنا كاتبها من سمرة أو أهكذا الحب منسوبة لشخص آخر.
وخلال عملنا مع المكتبات هناك ما يسمى حقوق ملكية فكرية، فنقوم بعمل إبلاغ، أو التنويه باسم الكاتب الحقيقي، ولكن على العموم لم أتعرض لسرقات أدبية كاملة.
هل أنصفك الإعلام السوري؟
الحمد لله (مع ضحكة)، بداياتي كانت مع الإعلام السوري في إذاعة نينار، ثم كان لي لقاء في قناة أوغاريت الفضائية، ولكن في الإعلام الخارجي كنتُ خفيف الظّل ومفضّل أكثر من الإعلام الوطني.
ما هو تقييمك لوضع اللغة العربية في عصرنا؟
اللغة العربية اليوم تحتاج إلى عناية شديدة خوفاً من الانقراض، فعندما أرى الأطفال في المدارس ووضعهم مع اللغة العربية أتألم ولكن لا بد من نهضة تطالها.
هل استفدت من دراستك للحقوق في مجالك الأدبي؟
الحقوق والقانون الدولي بعيد كل البعد عن الأدب والخيال، ولكن لا شك أن الحقوق قدّم لي فائدة من خلال المراجع وشغفي للقراءة.
ما رسالة الأدب في وضعنا الحالي؟
يحمل الأديب مسؤولية كبيرة في الأفكار التي يطرحها.
كتبت من فترة منشور على الفيس بوك: “مجتمع معاق، معيق، يعيق”، أين موطن الإعاقة وكيف العلاج برأيك؟
حتما المرض ليس بالجسد وإنما بالفكر، فالفكر المريض كالحسد ومنع الخير جزء من الإعاقة، ولكن عندما نبدأ باحترام الآخر وتقبل آرائه يبدأ العلاج.
هجوتَ قائلاً: أنت الذي إذ جئتنا متقدّما قلنا بحقّ الغيم جاء الأعسرُ
لمن وجهت هذا الهجاء؟
فيما مضى كنتُ منزعجا من أحدهم وآلمني موقف منه، فكان ردي بصورة أدبية عليه.
كيف كان شعورك عندما تلقيت خبر انضمامك إلى منصة issuhub ؟
كان شعورا جميلا جدا وخصوصا أن هناك من ينتظر هذا النجاح، كان هناك تنسيقاً مسبقاً، وكان هناك عدد من الأصدقاء والكوادر وراء هذا الموضوع، ولكن لذة نجاح سمرة كان له طعم آخر ولذة أكبر.
في ختام رواية “سمرة” ذكرت أن مشكلتها الإفراط، و ناقشت فيها معان اجتماعية وعادات تقليدية كتفضيل المولود الذكر على الأنثى وزواج القاصرات وغير ذلك، كم هو مهم دور الأدب والرواية في تسليط الضوء على المعاني الإنسانية والمشاكل الاجتماعية، وحتى تأييد التاريخ؟
أولا وأخيرا الأدب رسالة إلى كل قارئ، سمرة أتعبتني على الصعيد الشخصي، فكل مشكلة من مشاكلها كنت أفكر فيها.
سمرة اشتملت على رسائل واضحة ورسائل مضمنة من ناحية التوعية المجتمعية.
هناك جملة استوقفتني: “لا بد من وجود جانب مظلم في كل شيء”، ما الجانب المظلم في الأدب من وجهة نظرك؟
غالباً ما ننظر إلى الأديب من جانبه المضيء، ولكن لا ننظر إلى الظلام الذي يعاني منه من ناحية المفاوضات أو الابتزاز وحتى المساوامة على أعماله، فالجانب المظلم في حياة الكاتب تتمثل في محاولات تسويق أعماله وتحدي المعوقات وتوصيل أفكاره.
هل تتعرض لمعوقات؟
حتما، لا يوجد طريق سالك بسهولة دون معوقات.
عُرضت سمرة للإنتاج الفني، ورشحت لدورها الفنانة شكران مرتجى، وأيضا رشحت المخرجة رشا شربتجي للعملية الإخراجية، ما السبب؟
كما يقال: هناك كاتب فنان بقلمه، رشا شربتجي فنانة بعدستها، فلا أستطيع أن أرى سمرة مصورة إلا بعدسة رشا شربتجي، فالأحداث والشخصيات تعطيهم حقهم.
من من كتّاب الدراما أوالسيناريست العرب يعجبك؟
لا أخفيك سرا فأنا لا أتابع سيناريست لأنني جديد في هذا المجال، ولكن يوجد الكاتب باسم سلكا لفت انتباهي.
في “أهكذا الحب” ذكرت أن للحب معان سامية، ما أسمى هذه المعاني؟
الوفاء هو أسمى معانيه، ثم الثقة والاهتمام.
متى يتحول الحب إلى نكبة؟
هناك عدة عوامل كالخيانة وقلة الثقة، قلة الاهتمام، عوامل كثيرة تجتمع فتحول الحب إلى نكبة.
قبل الختام لنتكلم عن “عزّ القصيد” لاحظت في إهداءك الأبيات الشعرية أنها معنونة، فمثلا في الأبيات المهداة إلى سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان العنوان: (عزّ القصيد)، وفي أبيات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله كان العنوان: ( سيّد المكارم)، وفي إهداء سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله كان العنوان: (السفير)، ما السر وراء هذه العناوين؟
القصيدة هي رسالة وفعلا كانت نابعة من القلب لهم من خلال تجربتي ورؤيتي في الحياة في الإمارات عموما والشارقة ودبي خصوصا، فكل قصيدة لها قصة خاصة لدي.
هل قروؤها؟
وصلت نعم.
كيف كانت ردود الفعل؟
الحمد لله كانت جميلة.
بكلمة واحدة؟
الأم: التي تربّي
الحُبّ: حياة على حياة
الألم: موقف
الخيبة: ردة فعل
الوطن: بداية لكل نهاية
الصداقة: أيضا موقف
الأمل: أسلوب حياة
أكبر سرّ في الكون: قانون الجذب
أعظم إنسان: المتصالح مع ذاته
ما هو جديدك؟
هناك رواية جديدة مختلفة كليا عن سمرة من حيث النوع والخيال والأحداث والحقبة، معتمداً فيها على الخيال أكثر من الواقع.
كلمة أخيرة؟
فلنبق على قيد الأمل، كونوا على أمل، تابع حلمك وطموحك أن تعمل ما تحب وتحب ما تعمل.
شكرا لك سيد يزن على حسن اللقاء والحوار، والتوفيق والألق حليف دربك دائما.
الشكر لك وإن شاء سنة خير عليك وعلى المشاهدين.
• يذكر أن يزن بدر خضر من مواليد سورية، طرطوس، صافيتا، محامي مختص قانون دولي وعلاقات دبلوماسية، مهتم بالمجال الأدبي والثقافي.
• يذكر أن منصة ISSUHUB: منصة نشر رقمي عالمية.
• لمتابعة اللقاء والحوار مباشرة على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/100002257304205/videos/539722457801827/

#سفيربرس _ إعداد وحوار: هبة الكل

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *