بنيوية (قلب الدمية) بين “أنطولوجيا” المونودراما و تغريب “غائية” الدمى
# سفيربرس _ ذوالفقار البلداوي

مسرحية ( قلب الدمية ) تاليف وإخراج د. حسين علي هارف تمثيل وتحريك الدمية الفنانة الفلسطينية السورية ايمان عمر
هي ولادة لتجربة حداثوية ذات جنس انشطر باندماج ( نيوترونات ) “غائية الدمى” و (فوتونات ) “انطلوجيا المونودراما” ليكون ( مونودمية) شكل حداثوي لتطوير جنس الموندراما او لتعددية شكل المونودراما
حيث ارتكزت التجربة على:- اولا :- خبرة واعية واحتراف جريء مهني أكاديمي بين متضادين مثل (الموندراما) التي تعتمد على أداء الممثل الواحد لصناعة الفعل والحدث وبين ( الدمى ) التي تستمد روحها / فعلها من محركها وتفاعلها مع الشخصيات الأخرى في صناعة الحدث
ثانيا :- تغريب غائية نص مسرحية “قلب الدمية ” الذي راهن عليه المخرج المؤلف بأتخاذ الشكل البرشتي مضمونا للعرض
فمن المنطق ان يتعلق/ يحب صانع ومحرك الدمى دميته لكن ان تحب الدمية محركها وصانعها وتتعلق بهما فهذا تغريب فكري واعي
والتغريب جاء ايضا أن للدمية مشاعر حب ، وجع ، تمرض تنتحر
هذا يتناسب طرديا مع التطور التكنولوجي و فكرة صناعة ريبورت امرأة فهو يجنس من الدمى بل التفاتة فكرية جمالية تنسجم تكنلوجيا للاشارة بضرورة التفكر بصناعة قلب الدمية وتنبؤ بأن الحب يستطيع ان يحي الدمى
وان مضخة الدم التي يحملها الانسان ( القلب) قادرة ان تحول الانسان من وإلى وحتى الدمى الا ان الاخيرة لا تعرف الجحود او الانتقام او الكره
واااااو اسلوب استطيقي انفرد به د.حسين علي هارف بقلب دميته المبهر
ثالثا :- الأداء التمثيلي وتحريك الدمية نعم بهذا العرض تميزت الممثلة الفلسطينية السورية ايمان عمر بأداء تمثيلي ايقاعي ذو احساس عالي اقترب كثيرا من الاشتغال الحسي الاذاعي ، فأندماج الدمية والممثلة بجسد واحد أعطى روحا للدمية غريبة بل مدهشة ، حيث استطاعت الفنانة ايمان عمر ان تقنعنا بان الدمية التي تحركها نضجت وتحولت بمشاعرها الى كائن نبيل .
مع المحافظة على إيقاع العرض طيلة ٤٦ دقيقة تقريبا.
وتسللت دمية العرض قلوب الجمهور و تفاعل مع حبها الجميل المرهف واحساسها النقي و تعاطف مع حزنها لزواج محركها وتالم مع انتحارها بل عودتها كدمية بلا قوة تحركها ومشاعر تتحسس بها العالم من حولها
وهذا يحسب للأداء الرائع التمثيلي والتحريك المحترف للدمية
رابعا : الإخراج
ان متعضيات العرض الإخراجية اتسمت بوعي موندرامي مسرحي استطاع من خلاله مخرج العرض زرع دلالات فكرية جمالية انسجمت مع هارمونك ايقاعي مدروس
فأذا ركزنا لسبب تعطل اليد اليسرى للدمية وانشغالها طيلة العرض بحمل خيوط تحريكها مظمومة لصدر الدمية بطريقة الام التي تحمل ولدها بحنية سنجد أن ( قلب الدمية ) محور العمل الذي حمل اسمه سبب رئيسي لإيقاف يسار الدمية
وكأنه يريد ان يقول ( عندما يتعرض القلب لجلطة يسبب مشكلة بيسار جسم الإنسان وعندما ينمو قلب الدمية ببطء تبقى اليسار ساكنة للحفاظ على تطور نمو القلب )
بينما كانت اليد اليمنى للدمية حرة
باليمين فتحت ستارة الشباك لترى زفاف من يحركها
باليمين تحسست شعرها
باليمين اتكأت
باليمين أشارت
باليمين حملت الخنجر
باليمين طعنت يمينها و عادت دمية
لماذا لم تطعن يسارها ؟؟؟
الدمى تموت بتمزيقها او اقتطاع أجزاء منها لتصبح غير نافعة للاستخدام
المخرج أعادها دمية بطعن يمينها بمسرح افترضه داخل العرض ليعود محركها مستقبلا وتحريكها ايا شاء فهي لن تموت
وهي التفاتة إخراجية إنسانية فكرية واعية
اما الديكور المستخدم أعطى بشكله العام ايحاء لمكان الحدث لم يكن فاعل بصناعة الفعل عدا مشهد سرد حكاية الحبيبين والتفاعل مع الدمى التي ثبتت بمقدمة يمين المسرح الذي اقترب العرض بهذا المشهد ان يفقد جنس المونودراما لولا براعة وحنكة وخبرة المخرج وذلك بتحريك الدمية البطلة بعض الدمى المثبتة مع الفصل بين شخصية وأخرى بمنظومة الصوت و بدى بذلك استعراض ادائي لمهارة الشخصية الرئيسي بمعيار برشتي حديث
بصورة عامة كان عرضا برشتيا حداثويا و ولادة لونية فسلجية لتعددية المونودراما وتأسيس منهجي لمسرح ” المونودمية” رائع يستحق الاهتمام
نتمنى التوفيق للبروفيسور د. حسين علي هارف لهذه التجربة النوعية المهمة واستمرارها بفرضية اعادة صناعة عمل ثاني لتعزيز التجربة
وكل التوفيق والنجاح للفنانة العربية المحترفة المهمة ايمان عمر
# سفيربرس _ ذوالفقار البلداوي
رئيس قسم المسرح
معهد الفنون الجميلة / بلد