إعلان
إعلان

الكتلة الغاطسة.والحب.وسياط الحكومة _بقلم: محمد فياض

#سفيربرس

إعلان

في كل دساتير العالم يبرزالعقد الإجتماعي بين الشعب ونظام الحكم..إلا في بلادنا تقف الحكومات حائلا بين الشعب وحقوقه الجمعية.ومن بين أهم الحقوق الحق في الحياة والمقدم على ماعداه من حقوق ومصالح.والعقدعند جان جاك روسو تتألف بنوده أو بمعنى آخر السلطات التي يمارسها النظام من حاصل جمع استقطاعات السلطة الفردية والجماعية لمجموع الشعب الذي يعيش على الإقليم.الأمر الذي يسلمنا إلى بداهة أن الشعب مصدر السلطات.ولما كانت سلطة أنظمة الحكم غايتها القصوى مصلحة الشعوب.والتي لاتستقر الأخيرة دون تناغم الأنساق الإجتماعية بما يحفظ السلام الإجتماعي والعمل على قطع كل الطرق على الإحتكار والإحتقار بين الكتل الإجتماعية أو حتى السياسية والإقتصادية التي بتركها تتنامى تلغم أنساق الجسد الواحد.لقد فشلت مراراً السلطة الفردية المستبدة والتي تدعي ملكيتها للحقيقة الحقيقية المطلقة.وكانت الحروب الأهلية واستدعاء الأجنبي وتلاشي ماهية الوطن بين الواقع السلطوي والمأمول الجماهيري وظهور الوطنية العابرة للجيوجغرافي وارتكازها على سلوكيات العمالة والعولمة وسبيلها في كل العصور وكل المجتمعات واحد لايعدو تجريف النقد وسرقة فوائض عرق الشعوب الشغيلة ودون توفير أبسط حقوق الإنسان لمثل هذه الطبقات.
إن في بلادي لاتستقيم قاعدة متعارف عليها في توزيع الخبز والحب.أكثر من ثلاثة عقود قبل ثورة يناير تم تقسيم البشر إلى إرث..وتجرأت قوى غاشمة على سرقة المصريين.تكونت ثروات تم تستيفها من تجارة البشر الأفراد والطبقات والمصالح..راهنوا جميعاً على ضعف الشعب..رهان خاسر بامتياز.لكن الرهان الحقيقي كان أن صاحب البيت لايمكن أن يهدمه أو يشعل النار فيه أو يسلمه لأجنبي وإن شاهد بأم عينيه السرقات التي يتم نزحها من البيت..لم يكن ضعفاً بل من قوة يتحمل للحفاظ على الوطن..وعندما اقترب الخطر خرج كالمارد يطوي كل مافي طريقه..وإن أخطأ إلا أنه ثار من جديد لانتزاع البيت ومهما كان خاوياً من كسرة خبز..تلك الكتلة الغاطسة والتي قوامها أكثر من 30 مليون فقير هم تقريباً من خرجوا لإستعادة الدولة من الثيوقراط..ومن قبل ثاروا يرفضون إعتبارهم أثاثاً أو عقاراً يورث حسب مشيئة نظام الحكم دونما أي إعتبار لأصحاب السلطة رغم قبولهم تجريف أموالهم وممتلكاتهم وسرقة مصانعهم وشركاتهم وتوزيع عوائد البيع على المحاسيب وفشلة الأنظمة ومنح ممتلكات المواطنين عطايا وبشرعنة المنح بقوانين صدرت من برلمانات الشعب..أقصد برلمانات أنظمة الحكم التي افتقدت في إتيانها على مشورة مواطن.إنه الحب ربما..ولوعته من طرف واحد.حب الشعب لأرضه وتحمله سخافات الحبيبة.!!
والتي سلمت عبر التاريخ مفردات الفعل إلى الحكومات التي لاتقيم وزناً سوى لمخزونه في عروقه ليبذله لأجل رفاهية الطبقة.
الكتلة الشعبية الغاطسة في المجتمع المصري التي قوام فقرها العددي أكثر من 30 مليون نسمة ونلحق بها الطبقة الوسطى ونستثني من الجماعة المصرية مالا يزيد عن 18 ألف بين مليونير ومالتي ملياردير تجاوزت ثرواتهم اكثر من 310 مليار دولار..لم تقدم هذه التخمة المالية للوطن مايوازي ذلك ولايقترب منه.ونظام الحكم في إصرار على تمكين القطاع الخاص..لاندعي في رأينا أننا يجب أن نذهب إلى سياسات اشتراكية وإلا فقد فقدنا صوابنا السياسي.نعم نسعى إلى إقامة مجتمع اشتراكي لكن نتشارك مع قوى أخرى لمطالبة الحكم في صياغة سياسات تشبهنا وتشبه موروثاتنا الثقافية والحضارية ودون استيرادها من أي مجتمع آخر لتحترم كينونتنا وموقعنا الجيوسياسي في هذه المنطقة من العالم وتصون تنوعنا لجهة بناء مجتمع المشاركة الشعبية التي تفتقدها الحالة المصرية.. وبالرغم من الطبطبة التي لاتنتهي على طبقة رأس المال إلا أن الخطأ المفترض هو دائماً أن سارقي أقوات الشعب منذ الإنفتاح في سبعينيات القرن الماضي لم يقدمواشيئاً طوعياً من منطلق الوطنية لا للحكومات ولا حتى لأنظمة الحكم والشعب بالقطع خارج الحسابات ..ولم تجرؤ الحكومات في التعاطي مع تلك الطبقة على غير سياسة الطبطبة والمنح والقروض والأراضي..لم نر فرض ضرائب تصاعدية مثلاً في حال الأزمات التي تعصف بالبلاد..بل مزيد من التمكين السياسي والاقتصادي.. وأنا لست من التشاؤم في إنزال ستائر قاتمة السواد على مجتمعنا..كل هذا ينتهي مهما كانت التضحيات التي تقدمها الشعوب..كنت قبل يناير كلما ازدادت الأسعار وكلما هبطت الطبقة الوسطى إلى مزاحمة الطبقة الدنيا.كان غبطة مشروطة..كنت أرى أن الكتلة الغاطسة هي الموكول إليها بحكم حقائق التاريخ في العالم الإنتفاض لكنس روث المجتمعات بحقارته وامتداداته للأجنبي..كانت غبطتي ويقيني في الخروج الشعبي للكتلة الغاطسة..وكان يتملكني بعض الرعب في حدوث سرقة عظمى لمنتوجات الخروج الجماهيري..كما حدث في مصر بعد يناير..لكنني كنت واثقاً في خروج ذات الكتلة بحدسها الوطني الغير ملوث والغير مأجور لتصحيح المسار.واستند يقيني هذا على اليقين في مدرسة الوطنية الجامعة..الجيش المصري العظيم.
ومن صرخات الكتلة الغاطسة وماتكابده هذه الأيام من بطش الحكومة وتعاميها عن إجراءات ممكنة لإصلاح الإقتصاد والذهاب إلى ماكانت تذهب إليه حكومات العقود الماضية من فرض الحلول السهلة بزيادة إفقار الفقراء ودعم الأغنياء دون فرض تكليفات إجتماعية على الأغنياء.مابين الكتلة الغاطسة في مجتمعنا تكتشف الحكومة تجليات حب هذه الكتلة لوطنها..وتتجبر الحكومة في جلد مجتمعها بسياط المليارديرات..
وتعتقد الحكومة لابالخطأ بل بغباء السابقين أن حالة من الرضا تسود البلاد..
أملنا في تجرد الحوار الوطني وذهابه بشجاعة إلى إقرار سياسات إقتصادية مغايرة..وتنتصر لمصر.

#سفيربرس _ بقلم  :  محمد فياض

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *