الإخوان بين المشروع وأدوات التشغيل _ بقلم: محمد فياض
#سفيربرس

بغض النظر عن قناعتي بما سيؤول إليه الحوار الوطني في مصر هذه الأيام. فالكاتب عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المشارك في الحوار..والتيار السياسي الوحيد في بلادي الذي يطالب الرئيس من اليوم الأول لتوليه المسؤولية أن يأخذ على عاتقه مهمة الذهاب إلى عقد مؤتمر سياسي وٱخر إقتصادي للتوافق حول خط السير وخطة النهوض بمصر المدنية الحديثة.فبالتأكيد من السهل على كل متابع لتاريخ هذا الحزب أن يقف على حقيقة أنني مع ماذهب إليه القرار الحزبي في نهاية النقاش والتصويت الديمقراطي الذي يتميز به حزبنا..
_ تقديم لازم وضروري _.. بذات القناعة في الإنضباط والإلتزام الحزبي تتوالد القناعة واليقين الإلتزام بمصر.. وهذا يدعوني لا لهجاء بعض الأصدقاء من قيادات العمل السياسي العام.بل للهجوم على مسلكهم ودعوتهم جماعة الإخوان للمشاركة في الحوار…الوطني …ومن دون سُلطة الدعوة أو تفويض ممن له الحق .
أخذاً في الإعتبار مراجعة وتدقيق العنوان ( الحوار..الوطني) .الأمر الذي ينقلنا إلى حتمية أنه ثمة حوار تتشارك فيه الجماعة الوطنية بتنوعها الحزبي والثقافي والفكري لجهة وضع الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الخاصة بالشأن المصري على الطاولة والتوافق الوطني على روشتة علاج أو خارطة طريق تتسلمها الحكومة ونظام الحكم ليضعها موضع التطبيق وفق ما يراه النظام من أولويات تحدد العاجل والٱجل منها لغاية المصالح العليا للبلاد وشعبنا العظيم.وبمراجعة العنوان ( الحوار الوطني) .وبمراجعة مصدر الدعوة يمكننا أن نقف على حقيقة إخلاء سبيل الإخوان..!!
ولم أقصد هنا إخلاء سبيلهم وفق منهجهم والذي نفذه قائد التنظيم الخاص للإخوان القيادي عبد الرحمن السندي حين تم إخلاء سبيل زوج شقيقة قائد التنظيم لزميلهم سيد فايز لتصويته ضد إجماع الجماعة على قتل النقراشي باشا فأرسل له إلى بيته وأسرته علبة حلوى مفخخة بمناسبة المولد النبوي الشريف.
الدولة المصرية والشعب مالك ناصية الحضارة الإنسانية لا يعتمد إخلاء السبيل لجماعة الإخوان بقياساتهم..لكنه كان من السهل على كل منتمِ إلى النخبة السياسية الوطنية في بلادي أن تدركه ممارسات الإخوان ودينهم الذي اخترعه حسن البنا ووالده عبد الرحمن البنا الساعاتي..مالم يتمكن النخبوي لظروف حال الثقافة والقراءات التاريخية أن يدرك هو جماعة الإخوان.
لا أعتقد أن سياسياً واحداً قد تمكن من قراءة سطر واحد من تاريخ الجماعة يحمله ضميره الوطني أن يُصوٌت لمرشحهم في انتخابات جمعية لدفن الموتى.. وأما إن كان عذره أنه _ السياسي الوطني_ لم يقرأ..فهنا تجب مراجعة ملف قوائم أسماء السياسيين والنخب السياسية والفكرية كلها في مصر وشطب ماينبغي شطبه من سجلات الوطنية..لست قاضياً أصدر الأحكام بقسوة بل أدعي القواعد العامة يجب إنزالها منزلة التطبيق.
ليس من المستغرب أن تتزاحم كل هذه المشكلات في كل مناحي الحياة في بلادنا. إذا علمنا أن الرجل المناسب خارج الخدمة في كل المناسبات.وأن أهل الثقة يقدمهم الوطن ويُولٌيه أموره مستبعداً أهل الخبرة بعمدية ترقى لمستوى الجريمة.وقد أكدها عبد الناصر في رده بمرارة على الرئيس بومدين والأخير يسأله كيف حدثت النكسة ؟! ..ولأننا لانقرأ التاريخ لجهة أن نتعلم لنرتقي فلم نتابع ماكتبته قيادات الإخوان في مذكراتهم..ويفخرون بالقتل والحرق والسرقة…وإخلاء سبيل من يختلف معهم ولو كان من بين صفوفهم.
لم نقرأ لنقرر في حال الدعوة للحوار الوطني أن هذه الجماعة ليست فصيلاً وطنياً.
ولم نُدَرّس لأبنائنا كيف نشأت ومن أنشأها وكيف انتشرت في أكثر من 80 دولة.ولم نقل لأجيال المستقبل كيف تم التمويل وماهي أجهزة الاستخبارات الأجنبية التي تديرها وتُشَغّلها لذبح أنظمة الحكم وهدم أركان الدولة في بلادنا وفقط ولصالح الصهيونية العالمية والإمبريالية..ولم نشرح لأولادنا أن كل التنظيمات الإرهابية التي تتحرك تحت عناوين الدين الإسلامي الحنيف قد تخَرّجَتْ من مفرخة البنا الساعاتي.
لم نبرهن لشعوبنا أن الإخوان مشروع تم إنشاؤه وتشغيله وتمويله لهدم بلادنا ولايعنيهم في مصر الوطن ولا الشعب المصري..وقد حسم الأمر مبكراً وله الشكر على صراحته عبد الرحمن البنا الساعاتي.فقد كتب افتتاحية العدد رقم 39 لمجلة النذير وقال فيها مخاطباً شباب الإخوان..” إستعدوا ياجنود ولينظر كل منكم أمامه ولايلتفت.وليصغى إلى تعليمات المرشد.وليحمل كل منكم سلاحه.إن على ضفاف النيل شعب طيب وقلبه مريض.اصنعوا له الدواء في صيدليتكم.وأوثقوا يديه بالحبال وشدوا ظهره بالحديد وجرّعوه الدواء بالقوة.فإن رفض فبحد السيف..”
وقد أراد والد الشيخ النصاب أن يرسِّخ لدى شباب الإخوان أن الجماعة لديها صيدلية وحيدة هي صيدلية المرشد.وأن الشعب سيتجرع الدواء ولو بحد السيف.وأن المصريين قلوبهم مريضة بالإلحاد وعلاجهم مسؤولية الإخوان.
ليأتي ولده المؤسس ليقول “.. لقد وضعتُ لكم المنهاج وهو كله من القرآن وأي نقص منه نقصٌ من القرآن ذاته..”
ليؤكد لنا رؤيتنا أن الإخوان خارج الجماعة الوطنية فيقول محمود الصباغ قيادي إخواني من الرعيل الأول..”.. من يعارض الجماعة فقد عارض الإسلام.وقتله فريضة واجبة..”
إن الماسونية العالمية التي أسست الجماعة واختارت لها الماسوني المؤسس..والذي يحمل إسمه صراحة كنيته ومشروعه واستهدافاته..قد وضعت خارطة الطريق واضحة للإخوان وتديرها أجهزة الإستخبارات من الخارج لهدف المصالح العليا للماسونية وقادت تلك الأجهزة الجماعة ومشروع استفحالها وتضخمها كما قادت فرض أداءات مالية كبيرة جدآ على أنظمة الحكم في بلاد النفط للتمويل وتربية الإخوان واحتضنت لندن المركز الدولي للجماعة وظل المرشد من مصر لغايات تمزيق الأوطان العربية ودفع الجماعة إلى قصور الحكم.لبدء مواسم الحصاد بعد أكثر من 80 عام من التأسيس.
فقد كان الساعاتي ليس إسماً بل مهنة لرجل يهودي يعمل في تصليح الساعات في هيئة السكك الحديدية بأوامر من بريطانيا العظمى .ولم يكن البنا إسماً بل هو ترجمة عربية للماسونية MASON الرجل البنَّاء.
وعندما تجهزت المنطقة للثورة وفق فائض الضغط وتجذر الفساد والإحتراف والمبالغة..في علانية سرقة الشعوب كان مشروع الفوضى الخلاقة قد أعلنت عنه كونداليزا علانية في عواصمنا في حضرة أصحاب الجلالة والسيادة والسمو..لكن في حقيقة الأمر فقد تم الإعلان عن تمزيق المنطقة العربية في سبتمبر من العام 2003 وبعد إسقاط الجيش العربي العراقي في إبريل من ذات العام.ذهب رئيس جهاز المخابرات المركزية إلى لندن لحضور مؤتمر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقال لهم..”.. أعطوني جيشاً من الملتحين _ ولم يقل من المسلمين _ أعطيكم إمارات إسلامية في بلدانكم..”
وعلى الفور تم توزيع الأدوار وبدأ مانعتناه بالربيع العربي..كانت الغاية هي ماحددته جولدمائير بعد حرب أكتوبر..تشرين…”.. إن ماحدث ينبغي ألا يتكرر بعد ذلك مرة أخرى وأمن إسرائيل مرهون بإخراج ثلاثة جيوش من الخدمة..العراقي والسوري والمصري..”
وألزمت واشنطن إمارات الخليج بتمويل الحرب الكونية ضد سورية لهدف إسقاط الجيش..وخرج أوباما بعد بداية الأزمة في درعا السورية ليعلن”.. ثلاثة أسابيع ويسقط الجيش العربي السوري..”
وتجاوزت التمويلات الخليجية ضد الجيش السوري مايناهز عدة مئات المليارات من الدولار..
وأثناء احتدام المعارك على الأرض السورية كان الرهان أن انكسار الجيش بات سهلا وأن الجيش المصري سيتم تسليمه إلى ميليشيات الجماعة لعِظَم قدرات وخبرات الجيش المصري وأن المعارك في مصر ستستنزف عدة سنوات وتنتصر الجماعة وبالتالي تتحقق اسرائيل العظمى والإمارات الإسلامية في مشروع تقسيم البلدان العربية..
لكن فشلة قراءة التاريخ دائما يحصدون الهزائم انتصرت سورية في الحرب العالمية التي واجهها الجيش السوري وانهزمت الأدوات التي تُشَغِّلها أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية والعملاء في الإقليم.
وخرجت مصر لتسترد عافيتها ونزعت الإخوان خارج الحكم بأدواته الوطنية جيشه العظيم.حارب الجيش العربي السوري على كل الجغرافيا وحارب الجيش في مصر لتنظيف الأرض وتطهيرها من دنس الجماعة..والسؤال: هل إنتهى المشروع الذي أنشئت من أجله جماعة الإخوان..؟؟!
وهل النخبة التي تمهد بَفُجر _ بضم الفاء _ لعودة الإخوان للمشهد تملك رؤية..ثمة رؤية ووطنية..؟؟!
وهل أدوات تشغيل الجماعة ومشتقاتها التي جاوزت مائتي تنظيم قد أعلنت فشلها وشطبت من أجندتها غاياتها وحتمية تحقيقها بجيوش الملتحين وتنازلت عن تمكين الإرهابيين سدات الحكم في بلادنا…؟؟!
الإجابة الحقيقية : بالقطع لا
#سفيربرس . بقلم : محمد فياض ( كاتب مصري)