إعلان
إعلان

مرحباً أيها القلق: بقلم دلال ابراهيم

#سفير برس

إعلان

أفشل في كل مرة أحاول فيها فتح نافذة جديدة لرؤية ضوء جديد .. لرؤية ما أشعر فيه خلف كل نافذة .. يهزمني الخوف والصمت والقلق وأنا وراء هذه النوافذ.. اأشعر برياح قوية ..أرى الظلام فانسحب بخيبة ..ستسألني ربما لماذا أنت قلقة ولماذا كل هذا الخوف؟  لماذا صامتة؟ أليس أنت من عمرتي قلبك ورصفتيه بالحب واللهفة, ويكفي أن يحب المرء لكي يكون متصالحاً مع ذاته وأناه .. حسناً .. سأقول لك :: نحن يا عزيزي  ورثنا القلق من جداتنا كان إرثنا من حصة جداتنا القلق الصرف ودنان الخوف الكامن .. يطرق وجيب قلوبنا بشدة عند أي مفرق أو منحنى غير محددة معالمه ..نحن منذ خُلقنا جعلونا مهيضات الجناح .. نتفوا ريشنا .. أرادونا أن نستمر في الزحف ولا نعلو ونرتفع إلى الأعالي ..ولذلك عندما نرى طائراً يرفرف في السماء ينز جرح القلق والخوف عميقاً فينا ..منذ شهقتنا الأولى  تنفسنا هواءهم المفعم بالوصايا والشك فزاد الخوف والقلق لدينا .. كبرنا وهم يرددوا في أذاننا ” هم البنات للممات ” .. حملنا وزر الذنب والخطيئة ولا زال جسدنا على موعد مع الأزهار .

تلمع في أعيننا تلك الممالك التي كانت تحكيها لنا قصصنا الطفولية نتربع على أعتابها, شكل الأميرات, ونرتدع لمجرد التفكير في تأسيس مثل هذه الممالك, لأن الخوف سكننا, خوفنا الذي يلازمنا ويطارد إخافقنا, كلما فكرنا أن  نبحث فيما لا يجب قوله أكثر من تفكيرنا فيما يجب قوله. حتى جعلوا الشيء المألوف والحميمي والمنزلي مصدراً للإحساس القمعي بالاغتراب الذي يثير الذعر والقلق. جسدنا كان علامة على الاقصاء فهمناه أنه المصدر الرئيس للتباين بين المألوف والغريب . لا نفهم جسدنا ونخافه ونتسربل في العتمة حتى لو كنا في فضاء يجمعنا مع من نحب. تخنقنا العبرات حين نُهجر .. وعندما تتلاقح عيوننا في لحظة اعتراف .. نهب في الحب حتى لو كنا لا نفهم أهو احتياج أم رغبة أم ارتدادات صوتنا داخلنا .. نهب بسرعة البرق أماناً مستباحاً .. وعشقاً مسقوماً تهزه كل خلايا الريح وتعتريه عواصف التخلي. نقلق حتى عندما نحب لأننا نشعر بالعار يلاحقنا في كل خطواتنا وحروفنا وحتى في صورتنا في انعكاس مراياهم. الحب هو اقتراف جريمة موصوفة.

مسكونات بالقلق والخوف والنقص وعدم الامتلاء لأنهم يخجلون أن يضفون عاطفتهم علينا كي نبقى تحت وصايتهم وضمن خانة الحاجة والاحتواء .

نحن هشات من الداخل مهما تظاهرنا بالقوة والعزم, فالخوف نصبوه لنا فزاعة على مفترق أي طريق, يهش كل فرح يتسلل..ومن قال أن البكاء هو ممارسة أساسها الحزن ..؟ لا يا عزيزي البكاء هو أهم الازدواجيات التي نمارسها. نحن حتى نبكي حين نطارح الفرح والحب والنسيان..  وذات حياة سنمارس البكاء ونحن نبكي أيضاً ..لسنا على ثقة في شيء فقد سلوبنا حرية الرقص امسكوا أرواحنا الحرة من منتصفها يعتصروها تارة مسيلة  دمها من المقل خفافاً صامتاً. وتارة يرخوا قبضتهم لتتسربل بأمل خجول هارب من شقوق التمني.

دعونا نعانق قلقنا … فقد اعتدنا على أصواتنا بلا كلمات .. هل ترى معي ؟ أيوجد في قعر الألم جثث تنبض بالحياة ؟

#سفير برس- دلال ابراهيم 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *