دعيه يرحل: كتبت دلال إبراهيم

بمجرد أن تشرب صوته تشعر بالروح ترفرف في رحاب الرب وتعود له محملة بالطمأنينة. تتخطى بهدوء ما كان بالحسبان وكأنها تعبر حقل ألغام .. فقد نذرت لحبها صمتاً في محراب اللهفة.. يبتسم لها بهدوء ويهز رأسه في لحظة صمت وشرود .. تهمس ;  ربما  اعتاد على غيابها .. ألم يعلم أنه مع كل غياب كان يغيب جزء منها فيه..اطعمت حضورها في ظل غيابه الذي تلبسها أنهاراً من الحروف الصارخة صمتاً .. غيرت كل مساراتها لتصل ولو متأخرة إلى هنا .. عاندها القدر .. والزمن .. والاتجاهات.. معارك خفية كثيرة خاضتها بقلب أعزل من كل سلاح .. لتعود بعدها وتضيع في زحام الصمت .. وبيدها امتلكت مفاتيح جميع المعارك ..تفلت نجومها بحثاً عنه وتختبىء.. أقل اكتراثاً هي لكنها أكثر صخباً وطفولة .. رجل يتمازج مع الجنون بكل هذا التصالح, ويغادر النمط والعادة. دعيه يرحل, دعيه لأمزجته وعواصفه..

اشتاقك

يرميها هكذا ساخنة شهية طازجة على جسدها

رجل تستيقظ حروبه في عينيه مع الفجر ويبقى يصارع الظلال حتى المغيب..رجل يتناسى دائماً أن يقول أحبك فهو لا يدرك حقاً كيف يمضي العمر دونه..لقد علمتها الخيبات أن لا تبقى في مكان واحد ولا تسلم جناحيها للأمان وألا تثق بهذه الأرض المنبسطة أمامها.. إمرأة تكره الهوامش.. هي هشة بقدر هذه الحرائق التي الآن في دمك.. لكنها تتقن مسامرتك كلما استبد بكما الليل ..قادرة أن تأتي لك بعدد زوابعها يقيناً بالثبات وطعماً دائماً وأبدياً للقاء الأول .. وتتركك ترحل من جديد..كانت كثيرة القلق والتوتر والاندفاع والمواجهة..إلى أن تكشفت الفصول وهر رمادها القديم ونُثر مع النسائم طرياً سماوياً .. كانت إمرأة بمزاج حاد صارت نسغ إمرأة خلقت في اليوم الثامن بعد استقرار الخالق وخبرته في عجن ماء النساء كافة.

يقولون : أجمل ما في الحب عدم الامتلاك الكلي للآخر.. الامتلاك الكامل منزوع الرغبة تنقصه الأمنيات .. وهي تقول : أجمل ما في الحب سموه وسخافة خلافاته.. الحب المهذب ينقصه التمرد والخروج عن المستقيمات.

#سفير برس- دلال إبراهيم