إعلان
إعلان

لوحدها: بقلم دلال ابراهيم

#سفير برس

إعلان

 

لغاية في نفسها وليس في نفس أي يعقوب في الكون .. تتقن رسم نافذة الرحيل.. ألم تخبرك؟؟ لأنها تحبك تغادرك كل حين.. تشعل لك قلبها كموقد, وعندما يسكنك الألم تخلع الباب الخلفي لكل آلامك وترحل.. لأنها تحبك توثق رباط قلبك بقبلة.. وترخي رباط قلبها للرحيل, وأنت في غفلة على شواطئك هني البال.. امرأة تغادرك كي تبكيك بحرقة بينما تُكمل غسل الصحون, وتمرر شفتيها فوق شفتيك قبل قتلك بكل هدوء ..ألم تخبرك؟؟ أن الطيور ملت التغريد.. وأن النوارس لن تعود..وأن شيئاً ما يحترق ..ثمة شيء في الروح كان قد تمكّن منها .. هل هي وحدها من أحس به .. أم هو موجود بقلبك وروحك.. أم توحد ابتليت به فعاندت نفسها وظنونها .. ونسجت من خلوتها اسطورتك وصدقتها .. أم هو وهم خيالات يقظة .. اعلنتها جهراً بأحرفها .. .. لوحدها تتلفت خلفها فتضحك منها هزائمها .. وتستنفر مزاعمها.. تكبو لكن ضوءاً خفياً لم يلحظه العامة.. المارون.. المحملون بالأثقال .. ضوء كلما جر الليل ثوب سواده ليجلس حزيناً طارده هذا الضوء بثقة العارف واتزان الخبير وجلادة الصبور.. لوحدها لكنها معك.. فلتتخيل كم هي كثيرة ومشعة وغارقة ومترعة بك وصغيرة كقطرة ماء في محيطك الممتد .. لوحدها تستطيع أن تدرك أن الطريق رغم حجارته ونز جراحه لا يعني الوقوف والتباكي.. فكما تمدني بالضوء أمد أيامي بالمحبة الخالصة ولا أخاف المتبدل ولا الآني .. لا تقدم إلا الحب فتطمئن….  آثمة خرجت من رحم التمني..لتفتح لها أذرع الوئد.. كلما اعتلت روحها صهوة أحلامها .. يشيح بصرها, فترى بعين اليقين زيف ادعائك.. هي لا تتقن فنون القتال .. لا يعنيها معارك غيرها وليس لها أي معركة  لتخوضها ولا تحب المعارك منذ الأزل  .. تعتقد أن الجميع خسران فيها بشكل أو آخر..لم تهتم أن يكون أمام اسمها حرف أكبر أو أصغر .. كل ما تلهث ورائه هو الشغف ..ولا تعتقد أنها بحاجة إلى رجل لتتكأ عليه أو تكّتمل فيه .. وما كانت لتصبح قوية إلا لأنها كانت وحيدة في تعبها وحزنها وضعفها وهشاشتها .. واعلم أنها إن أحبتك ستكون هي سنداً لك ..قادرة على أن تكون لك شهرزاد وتحكي لك حكاياها الخبيثة وتعتلي عرش الأميرات بدهاء حواء .. أخفت هشاشتها بقشة القوة حين كانت تواجه صوتك.. ربما ستغرق من أخمص قدميها حتى رأسها فهي مدركة أنها ستلاقي حتفها ولكنها اختارت. ستحبك بكل حنكتها وقوتها وجمالها .. ستكتب عنك ولك وتنسى كيف كانت تكتب من قبل  فإذا كنت قد راهنت على كسب قلبها لغاية في نفسك أو لم تكن بحجم هذا الحب الذي لن يستوعبه قلبك فلا تكسرها بحماقتك.. حينها سترمي قلبها غير نادمة..ثم كالعنقاء ستخرج من تحت ركام حبك وتدفنك فيه كآخر الرجال المهزومين حين تستيقظ من سبات قلبها …. هل تتذكر الجدران التي احتميتم بها, كانت شاهدة على الصراع الصامت الذي مررتم به, لا تعلم كيف استطاع هدوءك الملفت أن يبدد القلق ويؤجج الدهشة ويوقف صوت الأسئلة المارقة التي كانت تؤرقها, قالت لك: هبني نظرة تتسكع خارج حدود الزمن وترمم تصدعات الأمس قبل أن تتحول اللحظة إلى لوحة شاحبة يتجاهلها المارة.. فهي لا زالت تراهن أن جينات دالية العنب هناك خلف قوافل الموت نبتت في جسدها وما زالت تطرح نبيذاَ لعمر ممتد من جنون لا ينتهي ولن ينتهي دون رقصته الأخيرة…

#سفير برس- دلال ابراهيم 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *