ليس ذنبي .. بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس

عندما لا يكون لدي سوى رغيف واحد من الخبز و أنا أحتاج ثلاثة!!
هكذا يحصل معنا حينما نشعر بالنقص و الفقر و العوز، نحاول اختصار الموجود بدل ابتداع الحلول و منع المصيبة من التضخم و التكاثر .
هكذا يحصل معنا اليوم حينما لا نرى أي نتيجة من إدارة هذا النقص و الفقر سوى الأختصار أو تقليل المصروفات إلى حد انعدامها ليصبح كل شيء مشتهى و كل شيء ممنوع و كل شيء بعيد و بعيد ..
أنا ليست مشكلتي في من يدير و كيف، لكن همي الوحيد أن أحافظ على حياتي بالقدر الذي أشعر به بالإنسانية على الأقل، بعيداً عن رائحة الرفاهية التي بتنا نكرهها فعلاً و بقيت ذكرى نحكيها للأولاد الصغار كي يتغنوا بأمجاد من سبقهم. ليس ذنبهم فهم مقبلون على الجوع و العطش كما لم يحدث في تاريخ بلادنا، و هم بأمس الحاجة لذكرى تؤنس خذلانهم و إحباطهم اليومي مما يحصل و سيحصل .
ليس ذنبي أني شعرت بالتفكك و التبعثر و التعب، فأنا لست جزءاً ممن حاك مؤامرة ولا ضلعاً في جريمة ترتكب يومياً بحق أمة كاملة تعيش على أرض هذه البلاد، و لست من القاعدين الحانثين و لست ممن باع و اشترى بآمال بريئة .
أنا فقط أبحث كغيري عن الطعام و الشراب و الصحة التي باتت حلماً ليس بالإمكان تحقيقه حتى بالعمل الجاد و المرهق .
مشكلتي لا يحلها خطة أو تعليمات أو حجب من الدعم أو منع التداول بالعملات، فهذا ما يزيد الطين بلة و الوحل وحل و الكارثة كوارث .
و ليس همي من تقلد منصب أو رحل عنه، فالأشخاص هم أدوات و أشكال وجودهم من عدمه .
و في كل مرة نكتب و نحلل و نضع المشكلة على الطاولة دون أي قدرة على وضع الحل لأن الحل ليس من عندنا نحن كشعب ..فلا أحد يطالبني بالحل .
#سفيربرس _ .. بقلم : المثنى علوش