منتدى صيني عربي مشترك حول قضايا مكافحة الفقر والتنمية المستدامة

عقد منتدى “تشوهاي” للأمن والتنمية في الشرق الأوسط في 24 من الشهر الحالي الدورة الثالثة من منتدياته تحت عنوان: مكافحة الفقر والتنمية المستدامة في الصين والدول العربية.
تضمنّت الندوة عددا من أوراق العمل أعدّها مجموعة من الخبراء والباحثين العرب والصينين، إذ شارك الجانب العربي نخبة من الباحثين من مختلف الدول العربية.
ركزت معظم الأوراق المشاركة على ضرورة الاستفادة من مفاتيح التجربة الصينية من أجل التغلب على الفقر والفوارق التنموية في مختلف الدول. تضمّنت الجلسة الافتتاحية إلقاء عدد من الكلمات، إذ تحدّث الدكتور “د لي شانمين” نائب رئيس جامعة “صون يات سن” معرفاً الحضور بالجامعة ومستواها العلمي المتقدم على مستوى العالم، وأشار إلى أنّ الصين والدول العربية سيتقدّمون إلى الأمام لبناء مجتمع الرخاء المشترك.
السفير “لي هوا شين” تحدث عن خبرات التجربة الصينية في التخلص من الفقر ، ومن هذه الخبرات:
“استعمال التنمية بشكل رئيسي وذلك بالاستفادة من نقاط القوة المحلية والتمسّك بمساعدة المناطق الفقيرة، والتخلص من الفقر الفكري، لأن إثراء الفكر هو إثراء للجيب في الوقت ذاته”
الدكتور “نصر الدين العبيد” مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بجامعة الدول العربية “أكساد” أكدّ على أهمية الاستفادة من التنمية الصينية في إقامة تنمية متوازنة.
كما لفتت الدكتورة ” هادية العود البهلول” من مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية إلى ضرورة الاستفادة من مفاتيح التنمية الصينية لمكافحة الفقر وإمكانية استفادة الدول العربية من التجربة الصينية مثل ترويج المنتجات الريفية وتوفير المياه الصالحة للشرب وتطوير البنى التحتية وربط الأرياف بالمدن والاستثمار بالتكنولوجيا الحديثة.
وأكدّ الدكتور ” سعيد جمال الدين ما” رئيس قسم اللغة العربية في جامعة “صون يات سان” إلى أنّ الفلاحين الصينيون خلال آلاف السنين كوّنوا خبرتهم في العمل وقدّموا تجارب مميزة ونظاما زراعيا فريدا، وهو ما أدّى إلى أن يكون عمق الخلفية التاريخية للتطور الزراعي في الصين مدهشا.
الدكتور “هبة جمال الدين” الأستاذة في معهد التخطيط القومي في مصر قدّمت عرضا حول الفرص التي من الممكن الاستفادة منها عبر التوجّه شرقا.
الدكتورة “لندا مطر” قدّمت ورقة تحت عنوان “دور الصين في التنمية السورية” أشارت فيها إلى ضرورة أن بناء بنى تحتية قوية من أجل النهوض.

الدكتور “شاهر الشاهر” أستاذ الدراسات الدولية في جامعة صون يات سان والمنسّق المشترك لهذه الندوة أكدّ في كلمته انّ عملية التنمية هي عملية متكاملة ولا يمكن فصلها إذ أن للتنمية جانب جيوسياسي بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي.
كما أشار الأستاذ الدكتور عبد الله المجيدل لمستشار في منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في مشاركته إلى أن تعثر عملية التنمية في البلدان العربية دفع علماء التربية والاجتماع إلى إعادة النظر في بنية العملية التنموية، وزيادة التركيز على التنمية البشرية بوصفها المسار الرئيس إلى التنمية الشاملة، وبأن التعليم هو الأداة الرئيسة في التنمية، وفي تمكين الرجل والمرأة على حد سواء في مكافحة الفقر، منوهاً إلى الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال ولا سيما التجربة الصينية الرائدة.
واختتم الندوة الدكتور “تشانغ تشين قوانغ” عميد كلية الدراسات الدولية في جامعة “صون يات سين” بالدعوة إلى تكثيف العمل على أرض الواقع، كما دعا البروفيسور “تشن جيه” الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط إلى التركيز في الندوة القادمة على موضوع الأمن ، بحيث تقام ندوات أخرى حول التنمية والأمن.
وقد تمخّض عن المؤتمر تشكيل مبادرة صينية عربية لمكافحة الفقر وذلك بغاية أن تستفيد الدول العربية من التجربة الصينية من أجل تخفيف حدة الفقر.
يُذكر أن قسم اللغة العربية في جامعة “صون يات سان” هو اللبنة الأساسية في هذا المنتدى إذ يعمل على رعاية التعاون الصيني العربي بشكل مستمرّ عبر معالجة عدد من القضايا المشتركة بين الجانبين.

#سفيربرس_  لجين سليمان  _ بكين