إعلان
إعلان

سفيربرس وضمن سلسلة “الأثر “… تلتقي بالفنانة التشكيلية السورية هيام سلمان.. للتعرّف على تجربتها الإبداعية عن كثب..

#سفيربرس _ إعداد وحوار .ضحى أحمد

إعلان

ضمن سلسلة حوارات “الأثر” 
وفي حلقته الجديدة… سفيربرس تلتقي الفنانة التشكيلية السورية هيام سلمان.. للتعرّف على تجربتها الإبداعية عن كثب..

_الفنانة العزيزة حدثينا عن البداية وظروف النشأة ودخول عوالم اللون
*لا اذكر متى بدات أرسم …لعلها موهبة رافقتني من الصغر ورافقتني سنة وراء سنة …في المدرسة كنت مميزة بالرسم وكنت أرسم لرفاقي بالصف جميعا.
وحين جاء الوقت الذي كان علي أن اختار كلية الفنون الجميلة وقفت الظروف الاجتماعية والمادية عائقا كبيراً امامي … …مع أن الحلم بارتياد كلية الفنون الجميلة بدمشق قد ضاع لكني اصريت على متابعة الرسم من خلال ارتياد مركز الفنون التشكيلية باللاذقية إلى جانب التعليم الذي امتهنته …وتخرجت من المركز وكانت مشاركتي الاولى في معرض فناني اللاذقية الثالث لتتوالى المشاركات في عدد من المعارض المشتركة بالمحافظة على مدى سنوات لانقطع بعدها عن المشاركة بسبب ظروف خاصة

_تدفق اللون في لوحاتك يخلق حالة وجدانية مميزة ،في لحظة خلق اللوحة ،هل تحضرك فكرة معينة وتبدأين بالتطبيق ، ام الإبداع يقرر وانت تنفذين؟
*الابداع هو حالة عالية المستوى لفكرة وانفعال بلحظة معينة يترافق مع مستوى عال من التركيز والوعي حين نبدأ اللوحة ،لكن في مرحلة من المراحل ستاخذنا دواخلنا إلى عوالم لاحدود لها … وغالباً في هذه المرحلة تبدا مساحات من الخيال والانغماس اللاواعي …هذه الحالة هي الأقوى والاجمل والأبقى والاصدق ….
_حدثينا عن رحلة اللوحة من لحظة الخلق إلى لحظة الاكتمال.
*اعتقد ان رحلتي مع اللوحة هي رحلة ساحرة لا اعرف متى تبدأ …هل هي نتيجة تراكمات بصرية او فكرية او انفعالية ؟؟؟ أو لعلها مزيج منها ؟؟
قد تكون إيحاءات في قطعة قماش ملونه سببا رئيسيا في بدء لوحة ما .
في اللوحة القماشية هناك مراحل متعددة أولها رسم الشكل على سطح البقايا المختارة بعناية والتي تحقق الرؤية المتخيلة مسبقا ،هي محاولة لأنتاج الخامة واطلاقها في فضاءات جديدة لتتجاور وتتحاور مع بعضها البعض بكثافتها اللونية والانفعالية المختلفة لتأتي مرحلة القبض عليها بواسطة دبابيس الخياطة التي تتيح لي فرصة التأمل لمدى تحقق الفكرة المطلوبة وانسجامها مع المتخيل وإمكانية التعديل والتغيير للوصول إلى حالة الرضى التي تتبعها استراحة المحارب بعد بحر متلاطم من الانفعالات التي لا يمكن للوحة أن تهرب من أسرها وهيمنتها …هي عاصفة تضرب ثم تهدأ…روح تتموضع مع كل قطعة لتكتمل اللوحة بالتثبيت …أنه دور الإبرة والخيط …الذي ياتي كمرحلة أخيرة لتثبيت الأجزاء على القماش الأساس المختار بعناية كخلفية للوحة …..لتعلن عن ولادة لوحة من القماش

_كيف تقيم الفنانة هيام سلمان حركة الفن التشكيلي في سورية؟
*سورية قدمت للعالم فنانين رواد تركوا بصمتهم على الفن التشكيلي العربي والعالمي على حد سواء …ولا زالت تقدم فنانات وفنانين هم مصدر فخر لاشك …لكن الحراك الفني التشكيلي في سورية خلال سنوات الحرب الاولى تعرض لجمود كبير نتيجة الصدمه التي حصلت والتي تأثر فيها العديد من الفنانين فانكفأوا على أنفسهم وتوقفوا عن الإنتاج …بينما استمر آخرون من خلال االتعبير عن مآسي الحرب ومحاولة توثيقها …أو بالهروب من المشاهد المؤذية التي رافقت الحرب إلى حالات جمالية كما أنه هروب من القبح ومحاولة للتذكير بان الجمال لازال موجود حولنا …فقط علينا أن نحاول رؤيته ..
وها نحن في مرحلة التعافي ننهض من جديد ليعود الألق لهذه البلاد من خلال الفن التشكيلي سواء في مجال الرسم أو النحت أو الغرافيك . .

_يصف بعض النقاد فن التطريز والتشكيل بالإبرة والخيط /الخيامية/هل تتفقين مع هذه التسمية ام لا ،ولماذا؟
*اعتقد ان اول مرة سمعت بهذه التسمية كانت من أصدقاء فنانين بمصر …لكن وبعد اطلاعي على فن الخيامية المصري وجدته يختلف عن فن الرسم بالقماش /
الذي استخدمه في لوحاتي/حتى ولو كانت الادوات واحدة …
باعتقادي أن كل عمل فني له خصوصيته حتى ولو كانت أدواته واحده . الموضوع يتعلق بالإرث الثقافي والمعرفي لكل بلد فلو تابعت فن استخدام القماش في امريكا على سبيل المثال ستجدينه يستخدم بطريقة مختلفة أساسها الشكل الهندسي (المربع ،المستطيل،المثلث،الدائرة …الخ)ويقوم على استخدام مخططات محددة مسبقاً،و حتى لو كان الشكل بعيدا عن الاشكال الهندسية فإنه يستخدم طباعة اللوحة عن ورق خاص على سطح القماش ثم قص و تثبيت القطع بواسطة الدبابيس ثم الخيطان ليكون التثبيت النهائي عبر آلات الخياطة .
الخطوات واحدة لكن النتيجة مختلفة جدآ ،وحين شاركت احد اعمالي القماشية في إحدى صفحات الفيسبوك التي تحوي على مجموعة كبيرة من السيدات اللواتي يشاركن بصناعة لوحات من بقايا القماش من جميع أنحاء العالم ،كان التعليق الاول على لوحتي هو : انت فنانة .
وكان التساؤل الأكبر: هل تعتمدين على مخطط مسبق ؟
ليتني جوابي.: انا أرسم بالقماش بشكل مباشر دون مخططات مسبقة كما لو اني ارسم بالالوان ..وللحظة الإنفعالية دور كبير في كل ما اقدمه من أعمال.

_لوحاتك انطلقت من جذور الأرض الفينيقية،وانطلقت نحو العالمية، كيف بدأت رحلة العالمية؟
*منذ اللحظة الأولى التي بدأ الاصدقاء والمحبين بوصفي بالفنانة العالمية وانا اتحفظ على هذه التسمية واعتقد أنني لا استحق هذا التوصيف ،ليس الان على الأقل.
اعتقد أن مشاركة الفنان في معرض فني خارج بلده(حتى لو كان هذا البلد هو اليابان ) لا يجعل منه فنانا عالمياً…
أما لو كان السؤال كيف بدأت رحلتك مع انتشار اعمالك خارج سورية ؟ فسأقول أنها بدأت حين طرح البروفيسور هيرويكي آوياما (رئيس قسم الدراسات الأجنبية في جامعة طوكيو باليابان ) اسمي على السيدة يوكي ياسودا مؤسسة مشروع يدي الذي من أهم أهدافها دعم الفنانين الذين تعرضت بلدانهم للحروب والعراق واليمن وسورية وكانت الفكرة اختيار لوحة من لوحاتي الفنية للتحول إلى شال .
بعدالموافقة على الفكرة و التواصل مع السيدة يوكي ورؤيتها لاعمالي الفنية اختارت بدل اللوحة 5 لوحات معبرة عن إعجابها الشديد بأعمالي الفنية لبأتي كمرحلة تالية إقامة معرض فني لمجموعة من لوحاتي القماشية في مدينة السيدة يوكي ثم انتقل المعرض إلى طوكيو ولا زال مستمرا حتى 19 ايلول ليعود وينتقل إلى جامعة طوكيو

_ماهي طموحاتك المستقبلية؟
_اتمنى أن استطيع متابعة مشروعي الخاص بالرسم على القماش وتطوير التقنية والرؤى الخاصة به. ونقل هذه التقنية إلى أكبر عدد من المهتمات بالعمل الفني التراثي ليتحول إلى مشروع وطني يحمل راحة الامهات والجدات وينتقل عبر الأجيال حاملاً لثقافة البلد العريقة المميزة
كما اتمنى أن تستطيع جمعية أرسم حلمي الفنية الوصول إلى كل طفل ويافع وشاب موهوب واحتضان موهبته ورعايتها وخاصة اولئك الذين لا تتوفر لديهم الظروف المادية للتسجيل في دورات مأجورة ،وامنيتي الكبيرة أن أرى الأغلبية العظمى من الداعمين المجتمعيين يتجهون لدعم الثقافة بشكل عام والثقافة الفنية التشكيلية على وجه الخصوص .

_مارسالتك للفنانين الجدد؟
*اتمنى من كل شخص يرغب في اتخاذ المجال الفني التشكيلي طريقاً له أن يكون مؤمناً بأن الفن هو أحد الطرق الإبداعية عالية المستوى للتعبير والتي تحتاج إلى الكثير من الحب والشغف …وامتلاك الادوات …فليس الفنان هو من يرسم ويصور الاشياء بقدراته الاحترافية ،لكنه ذلك الإنسان الحر الذي يستطيع تقديم نفسه من خلال عمله الفني بجمالية ورهافة وحس يتجاوز اللوحة إلى عمقها ..والذي لاتعنيه أية ألقاب أو صفات بقدر ما تعنيه لحظات الخلق التي يكون فيها وحيداً مع أدواته ,غارقا حتى العمق في تجليات روحه حتى تكتمل اللوحة وتصبح في مرحلة لاحقة ملكا للمهتمين من جمهور ونقاد ورافداً للحراك العالي المستوى في مجال الثقافة والتشكيل .

#سفيربرس _ إعداد وحوار .ضحى أحمد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *