الضحك على اللحى .. بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس

يحكى أن سعدون أحب زوجته نافعة حباً جماً لا مثيل له في ذلك الزمان، حتى أن أهل قريته اعتبروه شخصاً مهزوزاً لا يعنيه سوى العشق و الغرام و رائحة نافعة النفّاذة التي أثارته وحده دون غره من أقرانه الذين فضلوا أن يتركوه و شأنه لقلة عقله و انشغاله فقط بلياليه الحمراء الماجنة .
مع مرور الزمن بدأت نافعة بالترهل و أخذ منها العمر ريعانها و انقض الشيب على رأسها، و انلقبت على سعدون لاهماله المتكرر و انعدام رغبته و فقدان شهيته، مما أثار البغضاء بينهما و زاد الجفاء شيئاً فشيئاً.
تدخل أهل القرية من جديد، فحال سعدون يصعب على الكافر، حتى أنه بدأ يعادي كل من حوله، و أهمل عمله و قل رزقه و شح.
كانت النصيحة أن يقوم ببعض التغيير في معاملته لنافعة، أو يأتي لها ببعض الملابس المثيرة…
و فعلاً أخذ قراره مسرعاً فجلب لها بذلة رقص، ثم اشترى بعض الملونات و الروج و العطور، لكن نافعة بقيت على حالها، و بقي سعدون على بروده و انعدام جاذبيته لها .
كل ليلة يحل الظلام و يسرح سعدون بطريقة ما كي يتغلب على يأسه، فجميع قراراته كانت مخجلة و خلبية و غير مرضية له أو لنافعة .
تدخّل هذه المرة رفيق عمره بلعص و نصحه باستبدال نافعة كلها، لأن كل ما فعله ليس سوى تغيير في الشكل الذي اعتاد عليه و الذي هو أساساً غير مجدٍ، (كمن يضحك على نفسه).
تزوج سعدون من السيدة اصطهاج، فتاة ثلاثينية، عنقاء، كاعبة، ابتكرت له عدة طرق سريرية جعلته كالحصان الجامح في غزوة من غزوات العرب . و هذا ليس سراً، و كما قال بلعص “فالحب وحده لا يكفي أحياناً”.
#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش