إعلان
إعلان

المسرحي “أشرف خضور” لسفير برس: لم أقبل في نقابة الفنانين.. وخشبة المسرح القومي في اللاذقية لم ترمم… ودمشق تحظى ببعض الخصوصية المسرحية..

# سفيربرس حاورته: هبة الكل

إعلان

كما يقال: الطرق المفروشة بالرياحين لا تنتج مبدعين. وفي هذه الحياة تتعدد طرق الإبداع في مجالات شتى، منه ما ينصفه الزمن ومنه ما يبقى خبيئة ليوم عصيب…
من مدينة المحبة والجمال .. اللاذقية السورية حيث ولد عاشق للمسرح وللدراما.. لكن حبه للعطاء المسرحي لم ينسه العطاء الإنساني والتطوعي، فكان بصمة خير في بصمة شباب سورية.. إنه الممثل المسرحي أشرف خضور.. دائم التعلم، صاحب رسالة واضحة في كل ما يقوم به… تجاذبنا أطراف الحديث معه حول الأسئلة التي يولدها المسرح اليوم، فردية المونودراما، حال مسرح اللاذقية ونقابة الفنانين اليوم في سورية، براءة المسرح، وغير ذلك .. فهو يرى أن المسرح بوابة وصول إلى الدراما التلفزيونية والسينمائية، فكان هذا الحوار:
س- من أشرف خضور أمام نفسه وأمام الجمهور؟
-أنا أشرف خضور، إجازة في الآداب، قسم علم الاجتماع ودبلوم تأهيل تربوي. ممثل مسرحي منذ ١٢ سنة، ولدي العديد من الأعمال المسرحية، مثل: كلب السفير، إيكو، محكمة، عم يلعبوا الولاد، مايسترو، مازالوا يغنون، كوميديا شو، جبل البنفسج… وغيرهم.
س- كيف يعرّف أشرف خضور المسرح؟
– بداية يعود تاريخ المسرح إلى القرن الخامس قبل الميلاد حيث ظهر في اليونان أثناء احتفالهم ب آلهة الخصوبة والنبيذ، ثم خرج من بينهم كاهن اسمه (تيسبيس) والذي أضاف أهم عنصر للمسرحية وهو الحوار فأصبحت المسرحية من أهم سمات المهرجان السنوي للاحتفال والذي يقام لمدة أربعة أيام كل ربيع. إلا أن بداية ازدهاره في ذلك الوقت لا يعني أنه لم يكن موجودا لدى الحضارات السابقة للإغريق. وهناك فرق صغير بين تعريف المسرح والمسرحية، فالمسرحية هي النص المطبوع للعرض، أما المسرح فهو النتاج الفعلي للمسرحية على المسرح، والتي تتطلب عدة عناصر من كالإخراج وخشبة مسرح والممثلين ومؤثرات صوتية وإضاءة وديكور وأزياء، وأهم عنصر وهو الجمهور لذلك وصف بأنه أبو الفنون، لاستيعابه هذه العناصر الفنية مجتمعة، حيث يهدف المسرح إلى تحقيق متعة فكرية وجمالية وهو مرآة الواقع.
س- يقال أن هناك أسئلة تولد على المسرح. ما الأسئلة التي يولدها المسرح اليوم؟
– هناك أسئلة كثيرة تخطر على المسرح سأتكلم عن أهمها، وهي عدة أسئلة تخطر في بال المخرج والمؤلف والممثل لأن للمسرح رهبة خاصة، أهمها: كيفية إقناع الجمهور بالنص وبطريقة إخراجه، وهل هذا النص يحاكي أوجاع الناس وهمومهم، وهل الممثل قادر عبر أدواته وأحاسيسه بإيصال الفكرة وإقناع الجمهور بالشخصية الملقاة على عاتقه. إضافة الى أهمية إيصال الفكرة بطريقة سهلة وسلسلة لعقل المشاهد، وإدخال ودمج المشاهد في العرض من خلال جعله يحلل العرض ويكتشف ما النتيجة التي آلت إليه بحيث يصبح عنصرا من عناصر العرض. ومن أهم التساؤلات أيضا: هل حققت الفكرة المطلوبة الهدف والفائدة الفنية والثقافية المرجوة منها ؟ فعندما تتوفر جميع عناصر العمل المسرحي يصبح للعمل رونق آخر. والمسرح موسوعة كبيرة لا تنتهي، ودائما ما يطرح أسئلة لا محدودة، وكل ما غصنا فيه وجدنا دائما ما هو جديد وأمور لم نكن نعرفها فهو بحاجة لمتابعة دائمة.
س-يلاحظ في العمل المسرحي كما في الدراما والسينما، تداخل الاختصاصات الفنية: فالمسرحي تارة يكون ممثلا، وحينا يكون كاتبا ومعدا، وحينا مخرجا، هل تؤمن بهذا التداخل، أم تؤمن بالاختصاص الفني المسرحي؟
– طبعا عندما يكون التداخل إيجابي لخدمة العمل .. لأن دور الممثل لا يقتصر فقط على تأدية دوره على خشبة المسرح .. إذا كان له وجهة نظر في طريقة الإخراج أو الكتابة عليه أن يبدي رأيه ويناقش قد يصيب في مكان ما وقد يخطئ في آخر. لكن لا يستطيع أي شخص أن يكون مخرجاً أو كاتباً فلكل مجال منهم طريقته وإبداعه. ولكن كما ذكرت ربما يكون للممثل رأي في تفصيل إخراجي معين أو في فكرة مكتوبة، فالعمل المسرحي كما التلفزيوني والسينمائي على الجميع التعاون لإنجاح العمل ليخرج للمشاهد بأجمل صورة.
س-هل يمكن للمسرح أن يكون مؤرخا ومرجعا تاريخيا؟
– طبعا فالمسرح دائما ما يطرح قضايا تاريخية والمخرج من خلال تصوره يضفي عليها بعض التفاصيل والتعديل، ويحاول إسقاطها على الواقع. لكن عند اختيار النص الذي يراد منه ذكر فترة تاريخية معينة على المخرج أن يقيم النص ويكون على دراية بمدى صلاحية هذا النص وتأثيره على الجمهور وتحليله وهل سيحقق الفائدة والفكرة المطلوبة منه.
س- متى يكون المسرح جادّا ومتى يكون سخيفا؟
– يكون جادا عندما يلامس أوجاع ومشاعر الحضور في قاعة المسرح وليس فقط للتسلية. فعندما أستطيع رسم البسمة على وجوه الجمهور وفجأة يكون هناك تحول في مسار العرض فترى وجوههم تغيرت نتيجة هذا الحدث المفاجئ، هنا يمكنك أن تعرفي من خلالهم أن هذا العرض جاد وله فكرة وهدف. ولكن عندما تسعى بعض العروض التي تسمى “مسرحية” إلى التهريج فقط وإضحاك الناس بالقوة من خلال أفعال أو كلام مبالغ فيه وهي عروض تجارية فقط، وعندما ترى عدم انضباط الجمهور داخل القاعة، والذي هو أهم عناصر العرض، تعرفين مدى سخافة هذا العرض. فالجمهور السوري والمسرحي ذكي ويستطيع التميز بين السخيف والجاد، لذلك تكون المسؤولية أكبر على عاتقنا، نحن المسرحيون، من ناحية اختيار النص والإخراج وصولا إلى أداء الدور وإقناع المشاهد.
س- ما الدور الذي يقدمه المسرح اليوم في حياة الشعوب: (إمتاع، ترفيه، توجيه، وعي، مقاومة)؟
– الفن هو رسالة، وهدفه دائما إيصال حضارة بلد إلى جميع الشعوب، فالفن لغة واحدة بين جميع البلدان. قد يكون المسرح ترفيهاً ولكن ليس ترفيهاً للتسلية فقط، بل هو ترفيه يهدف الى إمتاع الجمهور بالعرض، وتوجيه رسالة معينة وتوعية الناس على بعض الأمور التي قد تكون غائبة عن أذهانهم، وجعلهم يفكرون.
س- دائما أحب أن أطرح هذين السؤالين على كل مسرحي :
1) كيف تنظر إلى العلاقة شبه الملتبسة بين الممثل المسرحي وبين المخرج والكاتب وبين الناقد المسرحي ؟
– لا أستطيع القول أن هناك علاقة ملتبسة لأنه عندما تكون العلاقة هكذا فإن العمل محكوم عليه بالفشل حكما. ولكن أحيانا بعض النقاد يتجهون باتجاه النقد الهدام والهجومي وتصفية حسابات، وليس النقد بهدف العمل على مكامن الأخطاء وإصلاحها. وعندما يكون هناك فصل بين مجال العمل وبين العلاقة الشخصية سيكون النقد ذو فائدة أكبر.
2) هل يفقد المسرح براءته أم أن العاملين فيه هم من يفقدون براءتهم على رأي الدكتور المسرحي العراقي محمد سيف؟
– بالطبع المسرح لا يمكن أن يفقد براءته لأنه بسيط وعفوي، ولكن قد يكون هناك أشخاص يحاولون قتله، ومقنعون بقناع البراءة، على أن هدفهم تطوير المسرح بالكلام والشعارات الرنانة فقط، لكن في الحقيقة يحاولون تدمير ما تبقى منه، فالوجع المسرحي لن يعرفه إلا من عمل في المسرح.
س- هل ثمة هناك تصفية حسابات بين المسرحيين؟
– للأسف هكذا أمور توجد دائما ليس في المسرح فقط، وإنما في جميع مجالات الحياة، دائما هناك أشخاص تسعى لتفشيل أي عمل ناجح والتقليل من شأنه لغايات شخصية قد تكون تافهة جدا. هكذا أفعال لا نستطيع تسميتها سوى بأفعال “صبيانية” تنم عن حقد وعدم ثقافة واحترام.
س- البعض يرى أن المسرح ليس إلا بوابة وصول إلى الدراما التلفزيونية والسينمائية، ما رأيك؟
– هو كذلك لأن الشخص المسرحي لديه الكاريزما الخاصة التي تؤهله للعمل في التلفزيون والسينما، فلديه الموهبة والأدوات التي تعطيه الثقة، والعمل المسرحي معروف عنه أنه أصعب بكثير من التلفزيون والسينما، لكن يبقى لهما الدور الأبرز نظرا لأن سرعة انتشارهما أكبر بكثير من المسرح إلى جميع البلدان مما يوفر الوقت أكثر لكسب الشهرة وجعل المشاهد يرى أداء الممثل.
س- حول العولمة الرقمية والانفتاح التكنولوجي: الباحث المسرحي الألماني “أندريز فيرت” اصطلح ما يسمى (مسرح ما بعد الدراما) عام 1987م، في زمن كان المسرح فاقد القدرة على الصمود أمام وسائل الميديا والإعلام، فلا بد من تجاوز اللغة التقليدية في العرض المسرحي. اليوم إن صح الاصطلاح: (المسرح ما بعد العولمة الرقمية): هل استجاب المسرح السوري لهذه التحولات المعاصرة لردم الهوة بين أدوات المسرح التقليدية وبين التحولات الرقمية، كي لا يتخلف أو يصبح فلوكلورا، كما وجدنا في تجربة العرض المسرحي جلجامش(الأم-الارض) للمخرج اللبناني الفرنسي “بيير أودي” ، والذي قدم في النمسا 10/9/2022م، ونقل بشكل مباشر إلى العالم عبر منصة ستريم؟
– التطور التكنولوجي الحاصل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح له دور مهم جدا في أسلوب وطريقة العرض، ولكن المسرح لدينا، نظرا لظروف الحروب والعقوبات المفروضة، يحاول التطور ضمن الإمكانات المتاحة، فلولا هذه الظروف لشهدنا مسرحاً سورياً رائعاً، فنحن نملك الموارد البشرية القادرة على العطاء تمثيلاً وإخراجاً وكتابةً ولكن ينقصنا الكثير من الأمور التقنية التي أصبحت في يومنا هذا ضرورية لأنها بكل تأكيد تعطي جمالية لأي عرض يقام، ونتمنى فعلاً أن يكون هناك عمل مسرحي سوري يعرض عبر المنصات الاجتماعية، ولكن هذا بحاجة لعمل كبير ودعم مادي أكبر. ويبقى أجمل ما في العمل المسرحي السوري أنه مازال محافظاً على بساطته وعفويته وجمهوره الخاص.
س- حول العلاقة بين المسرح والجمهور: أي أنواع المسارح تجذب الجمهور اليوم؟
-يفضل الجمهور المشاهد الكوميديا السوداء لأنها تنقل همومه بطريقة ضاحكة وسهلة الوصول للمتلقي فيصبح أكثر اندماجا في مشاهدة العرض.
س- حول العلاقة بين المسرح والحرية: هل ما زال المسرح يبحث عن الحرية الفكرية والاجتماعية، أم أنه يقف عند نقطة معينة أو تابوه محدد؟
– مفهوم الحرية فضفاض وكل شخص يبحث عن حرية تناسب توجهاته، فإذا كان الهدف منها التشويه الفكري والثقافي والأخلاقي فهذه ليست حرية إنما تدمير لكل القيم الإنسانية وتدمير لأجيال تتأثر بأي شيء يطرح، وخصوصا أن المسرح يستهدف جميع شرائح المجتمع، أما إذا كان التوجه للتعبير عن مشاكل وهموم الإنسان بطريقة واعية ومدروسة ويكون الهدف البحث عن الحلول فهذه تدعى حرية. هدف المسرح أولا وآخراً إنساني ورسالة راقية للشعوب وليس تخريبي، وإلا لما سمي ب أبي الفنون.
س- حول العلاقة بين المسرح ووسائل الإعلام: هل ترى اليوم أن وسائل الإعلام المحلية تخدم المسرح أم أن هناك حالة من التهميش بقصد أو دون قصد، وما الخطة الإعلامية التي تقترحها للتعاطي مع العملية المسرحية إعلاميا؟
-هناك وسائل إعلام محلية مرئية أو مسموعة تحاول دائما الإضاءة على الأعمال المهمة من خلال لقاء أو عرض بعض المقتطفات من العرض المسرحي، ولكن هذا لا يكفي، فلماذا لا نرى العروض المسرحية المهمة تعرض كاملة على شاشة التلفاز كما كنا نرى سابقا؟ إنها لا تنال حقها كاملا .. أتمنى أن أرى هذه العروض على الشاشات ليشاهدها المتابع على التلفاز، فيصبح العمل منتشرا أكثر كحال المسلسلات والسينما، شريطة أن يكون هناك طريقة مميزة لتصوير العرض ليبدو للمشاهد وكأنه عمل قريب لأي عمل تلفزيوني. لكن أيضا هذا الشيء يتطلب مسرحا مجهزا بكافة الإمكانيات لتطغى الجمالية عليه.
س- حول المونودراما: قدمت عرضا تحت اسم “إيكو”، ما العقبات التي تواجهها المونودراما اليوم، ولم يراها البعض سلطة المؤدي الواحد، فيحاربها؟
– المونودراما هو من أشكال المسرح التجريبي القائم على ممثل واحد يسرد الحدث طوال العرض، وبخصوص عرض “ايكو” كان مختلفا قليلا، تم من خلاله كسر النمطية السائدة في المونودراما من خلال مشاهد متعددة تطرح قضايا اجتماعية، وكان عبارة عن 4 ممثلين ومدة كل مشهد ربع ساعة تقريبا .. يظهر فيه كل ممثل تلو الآخر ليطرح مشكلته الاجتماعية من خلال إعطاء درس أمام طلاب وهميين ليصل إلى ذروة مشكلته التي عانوا منها طوال حياتهم .. لينتهي العرض باجتماع الممثلين الأربعة ونكتشف أنهم هربوا من مشفى للأمراض العقلية في نهاية العرض. لكن أحيانا المونودراما تفقد المسرح الكثير من ألقه ووهجه الخاص، لأنها تعتمد الممثل الواحد الذي يبنى عليه العرض بأكمله، فلا تفاعل بين ممثل أول وممثل ثان ضمن ثنائية الأخذ والرد، التي تؤسس لفعل درامي حقيقي على الخشبة و يصطلح عليها بالوحدانية، إلا أن هذا الفن يواجه إشكالية حقيقية، وهي إشكالية التلقي، فالجمهور هو الحكم الأول لأي عرض مسرحي، وهو الذي يقرر نجاحه من فشله، من خلال استجابته وتلقيه لهذا العرض، لذا تلقى المونودراما نفوراً من جمهور المسرح، وتبدو أكثر نخبوية، يتابعها الخاصة، إلا ما ندر من تجارب مونودرامية تمسكت بالجماهيرية بتناولها لقضايا تهم الجمهور ولكنها لا تتنازل عن القيمة. فيمكن أن يكون بالنسبة للجمهور موضوعا ليس مهما، أو نصا لا يحمل مقومات الجمال، نصا لا يحمل سحر نص المونودراما وفرادته، ونصا بحوار سردي مترهل لا حيوية فيه.
س- ما أصعب فكرة يمكن أن تقدمها المونودراما؟
أصعب أنواع المونودراما برأيي هو المسرح الحركي القائم على الإيماء، لأنه ينطوي على مهارات جسدية عالية وتركيز في تفاصيل الفعل المسرحي وكيفية خلق جسر من التواصل مع حكاية افتراضية.
س- مشهد أو فيديو لا يتجاوز الخمس دقائق بكاميرا ومسجل صوتي بسيط، ينشر على السوشال ميديا بملايين المشاهدات والمشاركات، فيغني عن مسرحية تعد وتكتب وتمثل وتخرج وأدوات وإضاءة ووقت زمني لا بأس به، لتعرض يومين إلى شهر، ثم تختفي. قيل أن هذا الشعور شعور خوف يراود الكثير من المسرحيين اليوم، هل يراودك هذا الشعور؟
-المشاهد التي تعرض لمدة قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لا أراها مخيفة أبدا لأن أغلبهم يبحثون عن شهرة سريعة بغض النظر عن المحتوى أو الهدف، والمهم فقط إضحاك المشاهد بالقوة، فهذه المشاهد لا تصنف تحت بند التمثيل أو المسرح، وهذا ظلم عندما نقوم بمقارنتها مع المسرح. هناك مقاطع جيدة ولكنها قليلة جدا .. ولا أظن أنه يوجد مسرحي يخاف من هكذا أمور، فالمسرحي يبحث عن الأداء وتجسيد الشخصية بكافة حواسها.
س- كيف تقيّم اليوم أداء نقابة الفنانين وطريقة تعاطيها في قبول المنتسبين إليها؟
– حاليا تقوم النقابة بعمل جميل من خلال زيارة عدد من الفنانين القدماء الذين تقدموا بالسن وهي لفتة جميلة تشعر الفنان باهتمام النقابة به، أما بخصوص الانتساب تقدمت إلى النقابة ولكن لم يتم قبولي ربما لهم رأي وأنا أحترمه، لكن استغربت قليلا حول كيفية الانتقاء، وهل يتساوى من عمل في المسرح ولديه أعمال عديدة خلال السنين السابقة بأشخاص عملوا قليلا أو لم يعملوا أصلا ويتم قبولهم من قبل اللجنة! أتمنى أن يكون هناك معايير خاصة لمن عمل لسنين في مجال المسرح .. فهم يستطيعون ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع النقابات الفرعية في المحافظات التي تعلم من عمل في مجال المسرح وتعلم أدائهم.
س- هل هناك تمييز بين مسارح سوريا، كمسرح دمشق أو حلب أو اللاذقية؟
– مسرح اللاذقية فيه الكثير من القامات المسرحية والمواهب الشابة ويحظى بحضور واهتمام جيد من قبل المتابعين للمسرح، لكن ينقصه الدعم قليلا .. وربما نحتاج لبناء مسرح آخر للعروض المسرحية .. كما في دمشق حيث يوجد عدة مسارح .. مسرح الحمراء والقباني وغيرهم ..فخشبة المسرح القومي في اللاذقية مثلاً لم ترمم منذ ثلاثة مواسم أو أكثر ويتم عرض المسرحيات على مسرح دار الأسد للثقافة، لكن هذا المكان مخصص للمؤتمرات والعروض الراقصة والموسيقية أكثر منه لأداء العروض المسرحية لأنه مصمم على هذا الأساس فيحتاج الممثل لصوت قوي جدا وأفعال مبالغ فيها قد تبعده عن إحساسه بعكس خشبة المسرح القومي التي لا تحتاج إلى جهد كبير ويكون الأداء عليها أكثر عفوية .. لذلك نتمنى إصلاحها في أسرع وقت، فهي رئة المسرح الوحيدة في اللاذقية والعرض عليها له وقعه الخاص.
أما عن التمييز: فالعمل المميز هو الذي يفرض نفسه أينما كان ويصل الى أي محافظة ولخارج حدود الوطن. لكن قد تحظى دمشق ببعض الخصوصية الزائدة باعتبارها العاصمة والحضور الجماهيري يكون فيها أكبر، وأغلب الفنانين والمخرجين والكتاب يسكنون هناك، حتى من الناحية الإعلامية أفضل بكثير وهذا شيء طبيعي، لكن جميع المسارح السورية قوية ولها حضورها.
س- كمسرحي ومرشد اجتماعي ومثقف: برأيك كيف تبنى المجتمعات الفاضلة إن وجدت؟
– تبنى بالأخلاق والعلم والمحبة والعمل لبناء أفراد صالحين وتنظيم العلاقات فيما بينهم الأمر الذي يقوي أواصر المجتمع ويصبح أكثر إنتاجاً وفعالية.
س- دائما قبل أن أختم أحب أن أعرف رأي ضيفي حول: تقول السيدة فيروز في لقاء معها:” الناس اليوم بتروح على المسرح بتتفرج وبتضهر ما معها شي، لا كلمة ولا نغمة، مريح يمكن هالشي، بس ما معن زوادة للأيام الجاية “. ما الذي تقصده بالزوادة وبالأيام القادمة؟
– كلام السيدة فيروز واضح جدا ..هناك أشخاص يحضرون لمجرد الحضور فقط دون أن يعلموا ماذا يجري أو يستفيدوا من فكرة معينة أو حدث معين فهم كما دخلوا يخرجون لا يعرفون شيئا ..ربما يكون السبب هو قلة ثقافتهم أو كما نقول بالعامية (في عالم بتكون مارقة بالطريق وتعبانة شافت عرض بتفوت لترتاح شوي وتطلع).
س- وددت الختام مع حضرتك، بكلمة عن جديدك، وما الرسالة التي تتبناها وتسعى لها في هذه الحياة؟
-حاليا لدي عمل قادم لكن لم يعلن متى البدء بالتحضير .. وأسعى للانتقال إلى مكان آخر والعمل في أحد المسلسلات، فهو حلمي وخطوة جديدة أتمنى أن يكتب لها التوفيق. هدفي أن يكون هناك رسالة واضحة في أي عمل أقوم به، وأنا أصعد السلم خطوة خطوة في هذا المجال، وأتعلم أكثر لأنه كل يوم هنالك شيء جديد، فهذا المجال كالبحر لا ينتهي التعلم منه أبدا.

# سفيربرس حاورته: هبة الكل

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *