إعلان
إعلان

لا تغادر منطقة الراحة.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

يخاطب المتحدث التحفيزي المتحمس جمهوره بنبرة صوت عالية ومؤثرة قائلاً: “عليك مغادرة منطقة الراحة لكي تتجدد وتبدع في مسارك الذي يوصلك إلى الهدف..” فيقاطعه أحد الحضور ليقول له بأنه لا يحتاج إلى مغادرة منطقة الراحة لأنه يشعر بالأمان فيها..
يسود الصمت في القاعة لثوان..
ثم يسأل المتحدث الشخص الذي قاطعه:
“منذ متى وأنت في منطقة الراحة تلك؟”
فيجيبه بأنه وصل إليها للتو، بعد رحلة عناء كبيرة.
هنا تنهد المتحدث تنهيدة متسابق ماراثون وصل نهاية السباق للتو.. ويقول:
حسناً، أنت تحتاج وقتاً لكي تقرر مغادرة منطقة راحتك، لأن خطاب (مغادرة منطقة الراحة) لا ينطبق على الجميع. يعمل الإنسان عادة بجد وبظروف قاسية من أجل الوصول إلى منطقة الراحة.. وسأسميها هنا (محطة الراحة)، وهي محطة مهمة جداً في كل مرحلة من مراحل الحياة، لذا سأكون أكثر دقة في التعبير:
– لا تغادر منطقة الراحة فور وصولك إليها!
– لا تغادر منطقة الراحة إذا لم تكتف منها بعد!
– لا تغادر منطقة الراحة إذا كنت لا زلت تتعلم وتتطور فيها!
– لا تغادر منطقة الراحة حتى تشعر أن الوقت حان لتجربة شيء جديد!
– لا تغادر منطقة الراحة دون هدف محدد وواضح!
– لا تغادر منطقة الراحة إذا شعرت أن تكلفة المخاطرة أعلى من عوائدها!
– لا تغادر منطقة الراحة في ظروف لا تناسب قدراتك ومهاراتك!
– لا تغادر منطقة الراحة إلا إذا كان لديك استعداد كبير ورغبة جامحة في تحقيق قفزتك الكبرى!
– لا تغادر منطقة الراحة إذا كان الخروج منها يتعارض مع منظومة القيم لديك!
– لا تغادر منطقة الراحة حتى تتأكد من أنها لم تعد تضيف لك شيئاً جديداً!

إن منطقة الراحة مكان خادع وفخ كبير لمن لم يستخدم قدراته كلها بعد، وهي مكان مناسب لمن لا يزال يتطور فيها ويكتسب الجديد علاوة على شعوره بالأمان فيها. ولأن الإنجازات الكبيرة عادة تحصل خارج منطقة الراحة، على المرء أن يعي أهمية الخروج وجدواه ثم يبدأ رحلة داخل نفسه أولاً قبل أن يبدأ رحلة الخروج التي تنطوي على مجازفة ما.

هنالك فئة من الناس لا تنطبق عليها شروط عدم المغادرة، وهم الأشخاص الذين يحبون التجديد المستمر وتستهويهم المخاطرة بل يستمتعون بكل مغامرة جديدة، ويرون أن بقاءهم في منطقة الراحة خسارة كبيرة وتقادم لا يتناسب مع طبيعتهم التواقة للاستكشاف والبحث عن الجديد.

إذا لم تكن من الفئة المغامرة وترى أن الخروج من منطقة الراحة (ترف فكري-مهاري)، ويقلل من إنتاجيتك التي اعتدت عليها، ويضعك تحت ضغط لا تستطيع احتماله، فلا تغادر منطقة الراحة.

#سفيربرس _ بقلم  : محمد عفيف القرفان _ الكويت 

#المدرب_المايسترو
#لا_تغادر_منطقة_الراحة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *