إعلان
إعلان

حياةٌ عارية.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

ورد على لسان إحدى شخصيات مسلسل درامي يُعرض حالياً: “البشاعة التي حول الإنسان من الممكن أن تغيّره، وكذلك الحب”..
إذا كانت البشاعة هي السائدة، وتحيط بنا من كل الاتجاهات، فكم نحتاج من كميات (حبّ) كي نشلّ حركتها وتأثيرها..؟
كيف نستمر دون أن نحصل على توازن يمكّننا من متابعة يومياتنا..؟
بالنسبة للبشاعة تلك التي ترافق الحروب، كم نحتاج إلى أطنانٍ من الحب لطمرها ووأد ملوّثاتها..؟
أيضاً نحتاج إلى كميات هائلة من الجمال لإعادة صياغة العيش وفق قواعد الفطرة الآدمية وبساطتها.
الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، نبّه في أحد مؤلفاته، إلى أن اليونان القدماء كانوا يميّزون، للإشارة إلى معنى “حياة”، ما بين كلمتين، الأولى (زوي) وتعني مجرد حياة، أو الحياة العارية، أو الإنجابية الطبيعية، والثانية (بايوس) بما تعنيه من شكل مؤهل للحياة، أو طريقة الحياة الخاصة بالبشر.. أي (العيش)..
وبالتالي تم التفريق والتمييز بين معنى أن نحيا، ومعنى أن نعيش..
البشاعة، بكل بساطة، تقلب عيشنا لمجرد حياة..
بعد سنوات من حرب، ما نسبة عيشنا إلى ما نحياه يومياً..؟
ترتبط البشاعة بالشرّ وبكل ما هو سلبي.. وليست محدّدة فقط بقبح الشكل الظاهري.. فثمة بشاعة غير ملحوظة بصرياَ، وليدة الفعل والتصرف..
إنها تلك التي ترتبط بتشوّه السلوك الإنساني وانجرافه نحو السلبي والسيء أكثر بكثير مما ينحاز للإيجابي والخيّر..
وغالباً تصبح طافية على سطح مختلف الأفعال اليومية بعد الأزمات والحروب. .
كأنما الحرب هي سوقٌ لبيع البشاعة، وتكريس حضورها.
اللافت، أن قول تلك الشخصية يذكر الحب على الطرف المقابل للبشاعة، ولم يتم ذكر الجمال.. وكأنها على ثقة أن الحب هو أكثر من علاجٍ فعال ضد مختلف أنواع القبح.. ومضاد قوي للبشاعة.
ربما لا نملك مقياساً لقياس دقة التغيّر الذي طال أيّاً منا خلال السنوات الحرب..
لكن ثمة إحساس بنوع من بشاعة لامرئية.. خبيثة.. عشّشت في تفاصيل يومياتنا.. تمدّدت وتكاثرت.. وتطاولت على نفسياتنا وأمزجتنا.. وكل ما له صلة بطيب عيشنا السابق.
نحتاج لكثيرٍ من بذور الحبّ.. لزراعتها في تربة عيش قاحلة، أفسدتها البشاعة ولوثها القبح.

# سفيربرس _ بقلم  :لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *